دراسة أثرية ترصد معالم أديرة الراهبات بمجمع الأديان بمصر القديمة
القاهرة "المسلة" المحرر الاثرى …. رصدت دراسة أثرية للدكتورة شروق عاشور أستاذ الآثار الإسلامية والمسيحية بأكاديمية المستقبل المعالم المعمارية والفنية لبانوراما أديرة الراهبات بمنطقة مصر القديمة والتي أخذت شهرتها من وجودها في بقعة تجمع الأديان الثلاثة في بوتقة واحدة حيث المعبد اليهودي والمغارة الباقية بكنيسة أبى سرجة مكان التجاء العائلة المقدسة حين هروبها إلى مصر وأقدم جوامع مصر جامع عمرو بن العاص.
وألقت الدراسة الضوء على دير الشهيد أبى سيفين الذي بنى بعد القرن الخامس الميلادي والذي يطل بواجهته الرئيسية ومدخله الكبير على سكة حديد مترو حلوان ويعرف الشارع الذي به الدير بشارع أبى سيفين ويبدأ من بداية كوبري الملك الصالح ويمتد بطول الخط الحديدي إلى نهاية سور الدير وينحنى بعد ذلك بزاوية قائمة حتى شارع جامع عمرو وهذا الانحناء به مدخل يؤدى إلى الكنائس المحاطة بالدير وهى كنيسة الأنبا شنودة والعذراء الدمشرية وكنيسة أبى سيفين الكبيرة.
وأشارت الدكتورة شروق عاشور إلي أن كنيسة أبى سيفين الكبيرة كانت الكنيسة الأساسية للدير والتي تتم فيها جميع الصلوات والقداسات ويتم فيها مراسيم رسامة الرهبنة ولذلك كان للراهبات باب خاص يفتح من الدير على الكنيسة مباشرة حيث يوجد بها مكان مخصص لهن, ويوجد هذا الباب بالجهة الغربية أمام مدخل كنيسة أبى سيفين حتى الآن.
وأوضحت أنه بالنسبة لكنيسة القديسة دميانة فقد أقيم بها أول قداس في يوم 21 يناير عام 1980 عيد استشهاد القديسة دميانة الموافق 13 طوبة, لافتة إلي أن كنيسة مار يوسف سجلت على اسم يوسف النجار وتم إنشاؤها بداخل الدير الجديد ولم تدشن بعد وهى خاصة بالراهبات فقط دون زوار الدير مثلها مثل كنيسة الملاك ميخائيل.
من جانبه, قال خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان إن الدراسة كشفت عن لوحة هروب العائلة المقدسة إلى مصر بدير أبى سيفين والتي كانت في مدخل الدير ولكن بعد عملية التطوير الخاصة بالدير قد تم نزعها كطبقة جصية وتم إعادتها مرة أخرى يسارا من باب الدخول إلى كنيسة السيدة العذراء, وهى لوحة كبيرة تمثل السيدة العذراء تحمل السيد المسيح وهما راكبان حمارا ويقف من خلفهما يوسف النجار ومن أعلى يوجد ملاك فارد جناحين وأسفل هذا الملاك ثلاثة أهرامات فالملاك كحارس لهم في رحلتهم والأهرامات تنم عن أن الرحلة متوجهة إلى مصر.
وأضاف أنه من خلال تلك الدراسة فإن المنطقة تضم دير مار جرجس الذي يدخل إليه من حارة معروفة بهذا الاسم نظرا لوجود أكثر من أثر يحمل اسم الشهيد فالجدار الأيمن لهذه الحارة عبارة عن سور لكنيسة مار جرجس للروم وعلى مقربة من الجدار الأيسر يوجد دير مار جرجس للراهبات ومزار الشهيد المعروف ثم كنيسة أخرى صغيرة تجاور كنيسة العذراء (قصرية الريحان) تعرف كذلك باسم كنيسة مار جرجس والوصول إلى هذه الحارة بواسطة درج هابط من شارع المتحف القبطي.
وأشار ريحان إلي أن الدراسة استعرضت زي الراهبات والرهبان حيث تعتبر ملابس الراهبات هي نفس ملابس الرهبان ولكن يضاف إليها الطرحة تمييزا للراهبات , كما يميز الراهب عن الراهبة في لبسه فروة الجلد, وقد تطور الرداء تطورا ملحوظا بداية من كونها حركات نسكية إلى أن صارت حركة رهبانية لها دورها المميز.
وأضاف أن ثوب الرهبان تمثل في الجلابية التي تعرف بالقصارية وتسمى “كولوبيوم”, وتعنى قصير بالقبطية ثم “القلنصوة” وهى غطاء الرأس وتنتهى بطرحة تتدلى على الكتف لتغطى الرقبة, و”الأسكيم” وهو عبارة عن شريط من الجلد عليها رسم الصليب يتمنطق به الراهب تتقابل خلف العنق وتتقاطع أمام الصدر ووظيفتها التقليل من اتساع الجلباب تحتها عندما يقوم الراهب بالأعمال اليدوية, والمنطقة الجلد وهى شريط من الجلد عليه رسم ثلاثة صلبان وهى كالحزام تماما لكنها أعرض وتصل في عرضها إلى 5 سم, والشال أو الشملة يعرف باسم “مافوريون” ويغطى الرقبة والكتفين.
ولفت إلي أن الصندل أو النعل وكان يصنع إما من سعف النخيل أو أليافه ويرتديه رهبان مصر لحمايتهم من برودة الأرض وحرارتها, مشيرا إلي “العصاة” وهى عبارة عن جريدة من النخيل كان يحملها الراهب أثناء سفرة والطرحة وتعرف كذلك باسم (التلتمة) وهى ما يميز لبس الراهبات دون الرهبان وغالبا ما تكون من أنواع رخيصة الثمن من القماش وبنفس لون الرداء الأسود.