@@أصابتني حالة من الفرح ممزوجة بالدهشة عندما قرأت خبرا يتحدث عن ان القائمين علي السياحة المصرية قرروا الدخول في عصر المعلومات والتقنية وتنفيذ مشروع التحول الرقمي بالتعاون مع وزارة الانتاج الحربي .. الفرحة مفهومة – لان هذه الخطوة تدعم دخول السياحة عصر المعلوماتية وتيسير التراخيص الرقمية عبر الانترنت وانشاء قواعد بيانات متكاملة للقطاع السياحي ، اما الدهشة – فمصدرها غياب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهى صاحبة الخبرة في هذا المجال !
@@نعرف أن الديون والأزمات قد أرهقت مصرللطيران “الشركة الوطنية” منذ يناير 2011 وتزايدت مع أزمة كورونا لهذا قررت الاستدانة من وزارة المالية بما قيمته 2 مليار جنيه لدواعي مواجهة اثار الوباء العالمي .. وادارت البنوك ظهرها لشركات الطيران المصرية الاخري، مصرللطيران فاجأتنا هذه الايام بصرف 2000 جنيه للعاملين بها كمنحة بمناسبة عيد الفطر المبارك .. وقالت ان هذه المنحة جزء من خطة ( الصمود) واحد وسائل مواجهة أزمة كورونا .! في الوقت الذى تدفع شركات الطيران الاخري ربع مرتبات العاملين بها بعد ان اصبحت علي شفا الافلاس والاغلاق !
@@ البيان الصحفي الرسمي الذي صدر من وزارة السياحة والاثار علي لسان أمين عام المجلس الاعلي للاثار د.مصطفي وزيري قال ” ان اعمال الترميم لكباش خلف الصرح الاول بمعبد الكرنك التي تمت على يد مسؤولي الهيئة منذ 50عاما كانت أعمال ترميم خاطئة حيث تم ترميم ورفع الكباش علي طبقة من الرديم المغطي بمونة من الأسمنت والطوب الاحمر وقطع صغيرة من الاحجار مما سمح للمياه الجوفية بالتسرب اليها ،وتحويل بعض اجزائها الي بودرة رملية وباتت في حالة يرثئ لها ” لماذا لم يفتح ملف الترميم منذ فترة ؟ ومن المسئول عن فترة الانتظار الطويلة هذه لمعالجة عملية ترميم آثارنا المعيبة والكارثية !
@@ أصبحت الأزمات الموسمية للسياحة المصرية امرا اعتياديا تعصف بمقدرات القطاع منذ تسعينيات القرن الفائت ،مثل مواجهة الارهاب واضيف اليها فوضي عام 2011 ومؤخرا أزمة كورونا التي لايزال القطاع السياحي يعاني منها ، ومع كل هذه الخبرات المأساوية التي أصبحت تهدد معيشة وحياة ملايين المصريين العاملين بالقطاع ، لم يفكر احد من جهابذة السياحة لانشاء لجنة علمية متخصصة تكون مهمتها الاولي والاخيرة تأسيس قاعدة بيانات كاملة للعاملين في كافة المجالات السياحية ، ولانعرف حتي اليوم من المفروض ان يتولي هذه المهمة القومية ، هل هو الاتحاد المصري للغرف السياحية ،أم الغرف السياحية نفسها، أم الوزارة ؟ من يستطيع انجاز هذه المهمة في أقل من عام حتي يطمئن ابناء القطاع على حياتهم ومصائرهم بدلا من تركهم نهبا للقلق والتسرب خارج القطاع بين مستقبل غامض وحالة عدم اليقين في الأيام القادمة!