Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

قصة السياحة في أبوظبي.. «معجزة» بدأت مـن 1000 زائر.. ووصلت 3,5 مليون سائح

الانطلاقة من اجتماع ضم 8 فنادق.. وقرار المشاركة في «برلين 1986»

قصة السياحة في أبوظبي.. «معجزة» بدأت مـن 1000 زائر.. ووصلت 3,5 مليون سائح

أبوظبى ….. في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي، وداخل قاعة اجتماعات مغلقة، قرب الشواطئ الذهبية لمدينة أبوظبي، اجتمع ممثلون عن 8 فنادق، يبحثون وضع قطاع الضيافة في العاصمة، والفرص الممكنة للنهوض بصناعة السياحة في مدينة لم تكن وقتها تستضيف من السياح غير رجال الأعمال، وخبراء النفط والقائمين على المشاريع التنموية.


حدث ذلك في العام 1986، الذي كان ينبئ بقصة نهضة عريقة تزخر بها عاصمة الإمارات، وبدأت عندها الحكاية.. حكاية لم يكن أولئك المجتمعون يتوقعونها، فأبوظبي التي استقبلت أول فوج سياحي لها في العام التالي لذلك الاجتماع 1987، وهو الفوج الذي كان مكوناً من 1000 سائح فقط، أصبحت اليوم قصة مختلفة تماماً، بعد أن استقبلت 3,5 مليون سائح في العام الماضي 2014، بينما ننتظر الإعلان عن أرقام عامنا الحالي 2015.


البدايات تروى على لسان القائمين على شركة أبوظبي الوطنية للفنادق والتي كانت بمثابة «المسؤول» عن قطاع السياحة والفنادق بالإمارة في ذلك الوقت، الذين عقدوا العزم على بدء العمل بالتعاون مع فنادق أبوظبي الثمانية و«الوحيدة» في حينها، لرفد اقتصاد العاصمة بشريان حيوي جديد، متمثلاً بالتخطيط لبدء استقطاب أفواج سياحية من مختلف دول العالم، مرتكزين على ما تمتلكه أبوظبي من مقومات تؤهلها للخوض في غمار هذا التحدي، ومستندين إلى الدعم اللامحدود الذي أولته لهم القيادة الرشيدة، وإدراكها لأهمية هذا القطاع وما يمكن أن يقدمه لاقتصاد الإمارة والدولة.

ناصر النويس المؤسس لشركة أبوظبي الوطنية للفنادق والذي ترأس مجلس إدارتها مدة 14 عاماً، يروي جزءاً من الحكاية قائلاً «كانت نسب الإشغال الفندقي متواضعة للغاية، إذ تتراوح بين 30 و50%، بفضل نزلائنا من رجال الأعمال».


وبحسب النويس، كانت تعمل في مطلع الثمانينيات بإمارة أبوظبي 8 فنادق منها 6 فنادق تحمل علامات عالمية، وهي، هيلتون أبوظبي، وهيلتون العين، وشيراتون، وميريديان، وإنتركونتيننتال أبوظبي، وإنتركونتيننتال العين، وفندق الخليج، وفندق الظفرة في الرويس.


ويضيف النويس الذي يشغل حالياً منصب رئيس مجلس إدارة «روتانا للفنادق» أنه مع تدني نسب الإشغال واقتصارها على سياحة الأعمال، اجتمعت بمديري الفنادق، وبدأنا البحث في كيفية التعاون وشحذ الجهود لإنعاش قطاع سياحة الترفيه في أبوظبي.

وأضاف :هنا تم الاتفاق على أهمية العمل على الترويج للعاصمة في الخارج من خلال المشاركة في المعارض والمحافل الدولية، والتي كان أشهرها معرض برلين السياحي.


ويستذكر عبدالله السعدي الذي شغل منصب نائب مدير شركة أبوظبي الوطنية للفنادق في الفترة بين الأعوام 1981 وحتى 1997، تلك المرحلة من التحضيرات، ويقول «جمعنا الفنادق الثمانية تحت مظلة الشركة وباسم أبوظبي، ثم قمنا بإعداد وإصدار كتيبات سياحية للتعريف بهذه الوجهة الجديدة بالنسبة للعالم».

أول فوج سياحي


وأضاف السعدي «بعد مشاركتنا في معرض برلين عام 1986، نجحنا في استقبال أول فوج سياحي عام 1987، والذي تضمن ألف سائح كانت غالبيتهم من الألمان، وذلك بالتعاون مع فنادق العاصمة، وشركة طيران الخليج التي كانت المشغل الوحيد للطيران في المنطقة خلال تلك الفترة».


وقال «عقب ذلك، بدأت مرحلة أخرى من التعاون مع مكتب السياحة التابع لإمارة الشارقة، بالاتفاق على تنظيم رحلات مشتركة وتبادل الأفواج السياحية بيننا، ثم عمدنا إلى تمديد الموسم السياحي ليبدأ من أكتوبر وينتهي في أبريل من كل عام».


وأضاف «باتت الخبرة عنصر قوة لدينا وبدأنا على إثر هذا الفوج بتكثيف عمليات الترويج لأبوظبي من خلال عرض مقوماتها ومرافقها من شواطئ ورحلات صحراوية، فضلاً عن عوامل الأمن واعتدال الطقس والأسعار».


وبحسب السعدي، فإن أبوظبي واظبت بعد ذلك على المشاركة في أبرز المعارض السياحية الدولية في فرنسا وبريطانيا خلال الأعوام 1987 و1989 وارتفع إشغال الفنادق على إثرها إلى 95% في الموسم مقارنة بنحو 30% قبل العام 1987.


وشهدت إمارة أبوظبي قفزة في أعداد السياح خلال العام 1988 بمقدار الضعفين مقارنة بالعام 1987، بإجمالي 3 آلاف سائح، ثم ارتفع العدد إلى 11 ألف سائح في العام 1989، لترفع فنادق أبوظبي لافتة «كامل العدد»، وفقا لناصر النويس.


واستطرد السعدي في سرده لتلك الحقبة التاريخية، مشيراً إلى أن أولى الحملات الترويجية التي تم إطلاقها في 1989 حملت اسم «فلاي آند درايف» بالتعاون مع فنادق هيلتون، والتي كانت فكرتها تتمحور حول نقل الوفود السياحية من فندق هيلتون أبوظبي إلى هيلتون العين ثم إلى هيلتون دبي، ومنها إلى هيلتون الفجيرة.


وشهدت أبوظبي في تلك المرحلة تأسيس أول شركة سياحية حملت اسم «سن شاين» والتي كانت تابعة لشركة أبوظبي الوطنية للفنادق، بحسب ما يرويه السعدي.


تذليل التحديات


ومع كل نجاح تبرز التحديات، فالتحدي الأكبر آنذاك كان مع استقبال أول فوج لسياحة الترفيه متمثلاً في إصدار تأشيرات الزيارة للسياح لدخول الإمارات، ما دفع القائمين للتواصل مع الجهات المعنية لتسهيل إجراءات دخول السياح الأوروبيين إلى أبوظبي، بحسب النويس.


وهنا باتت الحاجة ملحة أيضاً للعمل على تأسيس دائرة متخصصة بالقطاع السياحي لتتحمل مسؤولية الترويج والتسويق السياحي للإمارة.


وأضاف النويس: «لا يمكننا أن ننسى صاحب الفضل الكبير والداعم الأول لمشروعنا، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في تذليل الصعاب للنهوض بالقطاع السياحي، حيث كان مهتماً بشكل كبير بالسياحة، وهو ما تواصل القيادة الرشيدة مسيرته وخطاه على ذات النهج».


وقال «لقد حافظت قيادتنا الحكيمة على استقرار وأمن الدولة، الأمر الذي يعد معياراً أساسياً من معايير نجاح السياحة».


وفي الوقت الراهن، قال النويس: «نحقق نمواً ملحوظاً في عدد السياح سنوياً مع وجود التسهيلات حالياً من خلال شركات الطيران وتعدد شبكاتها، إضافة إلى التسهيلات المتعلقة بالتأشيرات السياحية، فضلا عن تخصيص مناطق للتملك الحر والتي تجتذب المستثمرين بمختلف اهتماماتهم.


وأضاف «أبوظبي تشهد وتيرة نمو سريعة بشكل سنوي في السياحة حيث إن مطارها يحقق نمواً سنوياً يتراوح بين 15 إلى 20٪ في عدد المسافرين، إضافة إلى أن دخول شركة الاتحاد للطيران أسهم بشكل كبير في الترويج لأبوظبي واستقطاب المزيد من السياح».


وبحسب بيانات مطارات أبوظبي، ارتفع عدد المسافرين عبر مطار أبوظبي الدولي خلال العام 2014 بنسبة 20% ليصل إلى نحو 20 مليون مسافر مقارنة مع 16,5 مليون مسافر في العام 2013.


وأصبحت أبوظبي اليوم تتضمن باقة متنوعة من المنتجات السياحية فباتت وجهة عالمية لسياحة الأعمال والمؤتمرات والترفيه والرياضة والثقافة والبيئة في آن واحد، من خلال جزرها السياحية مثل جزر ياس وصير بني ياس والسعديات، إضافة إلى البنية التحتية الكاملة لقطاع المؤتمرات والمعارض، فضلا عن تنوع المنشآت الفندقية من منتجعات فاخرة وفنادق من مختلف الفئات.


أبوظبي للسياحة


وقال سلطان الظاهري المدير التنفيذي لقطاع السياحة بالإنابة في هيئة أبوظبي للسياحة الثقافة، إن أبوظبي شهدت نمواً ملحوظاً في القطاع السياحي خلال الثماني سنوات الماضية ليتجاوز 10٪ سنوياً في عدد نزلاء الفنادق والأداء الفندقي بشكل عام.


وأكد أنه مع افتتاح فنادق جديدة كل عام ومرافق ترفيهية متعددة وتطوير جزر سياحية جاذبة للسياح مثل ياس، والسعديات، وصير بني ياس، وإضافة إلى تكثيف البرامج الترويجية من خلال المشاركة في أكثر من 50 معرضاً وفعالية دولية حول العالم سنوياً وتنظيم الجولات التعريفية المختلفة، جميعها أسهمت في تحقيق النمو السياحي والذي يفوق التوقعات السنوية».

واستقبلت فنادق أبوظبي العام 2008 نحو 1,50 مليون نزيل ليرتفع بنسبة 2,6٪ إلى 1,54 مليون نزيل العام 2009، ثم يرتفع إلى 1,81 مليون نزيل بنمو 17,5٪، ليرتفع إلى 2,11 مليون نزيل العام 2011، بنمو 16,5٪، ثم إلى 2,38 مليون نزيل العام 2012 بنمو 12,7٪، ثم يرتفع إلى 2,80 مليون نزيل العام 2013 بنمو 17,6٪، ثم إلى 3,5 مليون نزيل بنمو 24٪ العام 2014.


وبحسب بيانات هيئة أبوظبي للسياحة الثقافة، بلغ عدد الفنادق في العام 2009 نحو 115 فندقاً تضم 17,4 ألف غرفة، ليرتفع عدد الغرف إلى 18,8 ألف غرفة العام 2010، ثم إلى 128 فندقاً في العام 2011 بواقع 21,2 ألف غرفة، و137 فندقاً يضم 23,6 ألف غرفة في العام 2012، ثم إلى 150 فندقاً تضم 26 ألف غرفة في العام 2013، ليرتفع إلى 160 فندقاً في العام 2014 تضم 28,3 ألف غرفة، ومن المتوقع أن يصل عدد الغرف الفندقية بنهاية العام الحالي إلى 30 ألف غرفة فندقية متوزعة على 169 فندقاً.


وتم إنشاء هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عام 2012 لتحل محل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وهيئة أبوظبي للسياحة.


وتتولى الهيئة إدارة قطاع السياحة في الإمارة وتسويقه عالمياً من خلال مجموعة واسعة من الأنشطة والفعاليات الرئيسية التي تهدف إلى استقطاب الزوار وتعزيز تدفق الاستثمارات. وفي الوقت الذي تعمل فيه على بناء علاقات جديدة في جميع أنحاء العالم، تركز الهيئة أيضاً على المشاريع التطويرية في الإمارة. وتحرص على المحافظة على التراث الثقافي وتضعه على رأس أولوياتها بما في ذلك حماية المواقع الأثرية والتاريخية. ويتجاوز حرصها الماضي ليشمل المستقبل أيضاً، وكجزء من مهمتها لإدارة القطاع السياحي في الإمارة، تشرف الهيئة أيضاً على تطوير مجموعة من المتاحف الجديدة المتميزة في المنطقة الثقافية في السعديات بما في ذلك «اللوفر أبوظبي»، و«متحف زايد الوطني»، و«جوجنهايم أبوظبي». كما تدعم الهيئة كذلك برنامجاً مستمراً من الأنشطة الفكرية والفنية، إلى جانب الفعاليات الثقافية، لتعزيز البيئة الثقافية الغنية وإعلاء تراث الإمارة بهدف إثراء حياة المقيمين والزوار على حد سواء.


وللهيئة 11 مكتباً تمثيلياً خارجياً في أستراليا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإيطاليا وروسيا والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية وجنوب إفريقيا، ويعمل فريق الهيئة بشكل فاعل لتطوير فرص جديدة في الأسواق الناشئة في البرازيل والصين والاتحاد الروسي بالتوازي مع تعزيز أنشطة التواصل مع السوقين الأوروبي والأميركي، ويتمثل الدور في تطوير الإمارة كوجهة سياحية وثقافية مميزة من خلال التنسيق الوثيق مع شركائها.


ونقلت الاتحاد للطيران العام 2014 نحو 14,8 مليون مسافر بنمو 22.3% مقابل 12,1 مليون مسافر في العام 2013.


«هيلتون» أول فنادق أبوظبي


شهدت أبوظبي في 23 مايو من العام 1973 افتتاح فندق هيلتون كورنيش أبوظبي ليكون أول فندق عالمي بأبوظبي على أرض الكورنيش، حيث كان يضم في حينها 181 غرفة فندقية، قبل توسعته في عام 1995 لتصل قدرته الاستيعابية إلى 327 غرفة فندقية، بحسب فولفجانج مايير مدير عام الفندق.


وقال مايير إن الفندق منذ تأسيسه كان يستقبل رجال الأعمال المتخصصين في قطاع النفط والغاز، بالنظر إلى موقعه المجاور للمقر الرئيس لشركة أبوظبي الوطنية للبترول «أدنوك». وكان سعر الغرفة عام 1973 يناهز 110 دراهم لليلة الواحدة، لما يتميز به من توفر المكيفات في جميع الغرف، في حين كان يتوفر فقط 25 جهازا تلفزيونيا وكلفة استئجار الجهاز للغرفة تصل إلى 50 درهما في حين لم يكن هنالك هاتف مباشر.


واتفق مايير مع سابقيه في أن الفندق بعد منتصف الثمانينيات استقبل أفواج السياح من أوروبا لا سيما من ألمانيا وبريطانيا.


وفي هذا السياق، يستذكر عبد الرحمن نادوفيل أحد أقدم الموظفين في هيلتون أبوظبي تلك المرحلة في رسالة بعثها عبر البريد الإلكتروني لـ «الاتحاد»، مشيرا الى أن أن حكومة أبوظبي كانت تقوم بحجز مساحات محددة طوال العام من أصل الطوابق العشرة للفندق، لاستضافة زوارها من الخبراء والمسؤولين في القطاع النفطي آنذاك.


وقال نادوفيل الذي عمل في الفندق 40 عاما وتقاعد في يوليو الماضي «كونه الفندق الوحيد في تلك الفترة كان المطعم دائما محجوزا بالكامل».


وكان فندق هيلتون الكورنيش في عام 1973 يضم 6 قاعات للمؤتمرات، أبرزها قاعة ليوا الكبرى التي كانت تستضيف الفعاليات الرئيسية، وفي العام 1991 تم افتتاح مركز كبير للمؤتمرات.

 

«قمة» الإنتركونتيننتال


في مكان لا يبعد كثيراً عن «هيلتون الكورنيش» وبعد 7 أعوام على تأسيسه، شهدت أبوظبي إطلاق فندق إنتركونتيننتال عام 1981 بغرض استضافة أعمال أول اجتماع لقمة مجلس التعاون الخليجي في نفس العام والذي أصبح يعقد فيه كل ست سنوات.


وأشار مروان نصر مدير الأمن في فندق إنتركونتيننتال الذي عمل فيه لأكثر من 20 عاماً، إلى أن ما يتميز به الفندق عند استضافته لهذا الحدث الهام هو تخصيص طابق لكل وفد يمثل دولة خليجية معينة، وتم تصميمه وتزيينه بما يتناسب مع تراث وعلم كل دولة مشاركة.


وأضاف «كان يعقد الاجتماع الرسمي في دار الاستقبال وهي القاعة الكبرى في الفندق» ، مشيراً الى أنه لضخامة طاولة اجتماعات القمة الخليجية تم نقلها عن طريق طائرة الهيلوكبتر وادخالها من الطوابق العليا للفندق.

وحول البرامج السياحية التي كان الفندق ينظمها للسياح فقد كان النزلاء يذهبون للاستمتاع في جزيرة قبالة شاطئ الفندق تعرف باسم جزيرة جوز الهند، إلى جانب التسوق في سوق الذهب، بحسب نصر.


ويضم الفندق حاليا 390 غرفة منها 52 جناحاً.

نقلا عن الاتحاد

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله