Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

في يوم وفاء #النيل: خبير آثار يرصد مكانة النيل وحكاية عروسه في مصر الفرعونية.. تقرير آثري

خبير آثار يرصد مكانة النيل وحكاية عروسه في مصر الفرعونية.. تقرير آثري

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كمان

 

المسلة السياحية

تقرير آثري

النيل هو شريان الحياة لمصر والمصريين وهو من أهم مصادر المياه التي تعتمد عليها مصر في توفير احتياجاتها من المياه وهو أطول أنهار العالم وسمى بأبي الأنهار الأفريقية.

 

 

التقويم المصري

وأشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان ” إلى أن التقويم المصري وهو أقدم تقويم عرفته البشرية مرتبط بنهر النيل ونتج عن شغف المصري القديم بنهر النيل وحرصه على رصد فيضانه، ونتيجة مراقبة المصري القديم لنجم “سبدت” أو سيروس ، وهو نجم الشعرى اليمانية لعدة سنوات توصلوا إلى تحديد طول دورته الفلكية بدقة متناهية،  وقد حددوا طولها أو طول السنة الشمسية ٣٦٥ يوما و٥ ساعات و٤٩ دقيقة و٤٥ ونصف ثانية أي بفارق يوم كل ١٢٧ سنة ، وبذلك وضعوا المقياس الزمنى الذى يعلن ميعاد الفيضان وهو يوم ميلاد العام والذى أطلقوا عليه التقويم التحوتى نسبة إلى المعبود تحوت إله المعرفة وقياس الزمن.

 

خبير آثار يرصد مكانة النيل وحكاية عروسه في مصر الفرعونية.. تقرير آثري

رحّالة ومستكشفون فراعنة

ويوضح الدكتور ريحان أن الوثائق التاريخية تؤكد الدور المصري لاستكشاف منابع النيل منذ عصر مصر القديمة الفرعونية، نتيجة الاتصال ما بين مصر القديمة وبلاد كوش ويام وبونت ، وتوغلوا في النوبة والسودان ،وظهر رحّالة ومستكشفون في الأسرة السادسة معظمهم من أمراء أسوان جنوبي مصر ..

وقد نظم حاكم الجنوب “حرخوف” أربع حملات استكشافية إلى أفريقيا بناء على أوامر من الملكين “مر-إن-رع” ، و”بيبي الثاني” ح ٢٢٠٠ قبل الميلاد، وحرص “حرخوف” على تسجيل وقائع رحلاته في مقبرته في أسوان.

تقديس النيل

وينوه ” ريحان ” إلى تقديس النيل في مصر الفرعونية واستخدام مياهه للتطهر من أجل الطقوس الدينية وغسل المتوفى، وكانت عملية الاغتسال بماء النيل علاوة على المعنى الملموس للنظافة تمثل رمزًا لطهارة النفس روحيًا من كل شائبة ، والتي استمرت في الحضارة القبطية فيما بعد، ويشير نص قديم إلى أن “من يلوث ماء النيل سوف يصيبه غضب الآلهة” .

 

خبير آثار يرصد مكانة النيل وحكاية عروسه في مصر الفرعونية.. تقرير آثري

لم أمنع الماء في موسمه

وهناك اعترافات للمصري القديم في العالم الآخر بما يفيد عدم منعه جريان الماء درءً للخير، كما ورد في الفصل ١٢٥ من نص “الخروج إلى النهار (كتاب الموتى)” لم أمنع الماء في موسمه، لم أقم عائقًا (سدًا) أمام الماء المتدفق، وفي نص مشابه على جدران مقبرة “حرخوف” في أسوان عدد صفاته أمام الإله من بينها “أنا لم ألوث ماء النهر…لم أمنع الفيضان في موسمه… لم أقم سدًا للماء الجاري…

أعطيت الخبز للجوعى وأعطيت الماء للعطشى” ، وارتبطت أسماء معبودات بنهر النيل أشهرهم الإله “حعبي”، الذي يمثل فيضان النيل سنويًا ومصدر الحياة الأولى (بداية الخلق) ومصدر الحياة الأولى للمصري القديم.

 

الإله الخاص بالنيل

وأن الإله الخاص بالنيل هو (حعبي أو حابى ) و كان غالبًا يصور بشكل مزدوج في الهيئة و الجنس، وكانت الفكرة من ذلك أن ماء النيل تعطى الحياه لكل من الذكر والأنثى .

 

 

الكنيسة و صلوات اللقان

ويتابع الدكتور ريحان أن نهر النيل تجسّد بشكل فعلى ورمزي في الفن القبطي وقد رتبت الكنيسة صلوات اللقان في ثلاث مناسبات كنسية في عيد الغطاس المجيد ،وصلوات خميس العهد ، وصلوات عيد الرسل ، وفي هذه المناسبات يوضع اللقان وهو حوض ماء مملوء بمياه النيل ، ففي لقان عيد الغطاس يصلي الكاهن ويقول (نهر جيحون “أي النيل” أملأه من بركاتك ؛بارك اكليل السنة بصلاحك؛ يارب اسمعنا وارحمنا) …  بالإضافة إلى صلوات أسبوع الآلام “البصخة” فلا تنسى الكنيسة الوطن والأرض والنيل.

 

 

خبير آثار يرصد مكانة النيل وحكاية عروسه في مصر الفرعونية.. تقرير آثري / مقياس النيل

النيل في العصر الإسلامي 

ويوضح الدكتور ريحان أن نهر النيل كان له مكانة كبرى في العصر الإسلامي، واهتم به حكام مصر للحفاظ على جريانه وضبطه بما يكفل لهم حياة آمنة ، فأقاموا السدود والجسور عندما كان يطغى ويزيد عن الحد الذي يكفل لهم حياة وزراعة آمنة، وأنشأوا مقاييس للنيل أشهرها مقياس النيل بالروضة ، واحتفلوا الاحتفالات البهيجة الرائعة بمواسم فيضانه، وأقاموا النظم لربط سنتهم الهجرية بالسنة الشمسية التي تسير عليها مواعيد فيضان النيل والزراعة.

 

ودعا الإسلام إلى الحفاظ على الأنهار ومنها نهر النيل، فقد أجمع فقهاء المسلمون على أنه لا يجوز البناء على شاطئ النهر للسكنى ولا لغيرها إلا القناطر المحتاج إليها، ولا يجوز التعدي على النهر.

خبير آثار يرصد مكانة النيل وحكاية عروسه في مصر الفرعونية.. تقرير آثري

عروس النيل

وعن حقيقة عروس النيل التي تناولته كتابات المؤرخين والسينما عن إلقاء عروس النيل ، وإلقاء أجمل البنات في النيل كقربان مثل الفيلم الشهير (عروسة النيل ) بطوله الفنانة لبنى عبد العزيز و الفنان رشدي أباظة ، يؤكد الدكتور ريحان عدم وجود دليل أثرى واحد يؤيد وجود عادة إلقاء فتاة بنهر النيل ولو كان موجودًا بالفعل لذكر ضمن مراسم جميع الأعياد المصرية القديمة .

 

خبير آثار يرصد مكانة النيل وحكاية عروسه في مصر الفرعونية.. تقرير آثري

 

عيد وفاء النيل

وتشير الباحثة المتخصصة في الآثار المصرية القديمة سهيلة الرملي ” إلى أن هناك ثلاث لوحات عند جبل السلسة بأسوان وهي تحتوى على مراسم الاحتفال بعيد إله النيل أو عيد وفاء النيل ، كما نقول سجلوا في عهد الملوك ( سيتى الأول – رعمسيس الثاني – مرنبتاح) في عهد الدولة الحديثة ..

حيث كانت مراسم الاحتفال الحقيقي تحدث مرتين في العام مع أعلى و أدنى ارتفاع للنيل ، حيث تقام الاحتفالات على ضفاف النيل ويتم تقديم مجموعة من القرابين حيوانية مثل سمك (الأطوم) ، وما يطلق علية (إنسان البحر) و هو نوع من الأسماك يشبه الإنسان وتكون أنثاه كثيفة الشعر ، وهذا ما كان يلقى في النيل كقربان، وليست” فتاة ” .

فالحضارة المصرية قدست روح الانسان فلا توجد تضحية بشرية من أي نوع منذ الأسرة الأولى ، فكانت الحضارة المصرية تمثل الإنسانية في أبهى صورها .

الكاتب : مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله