المسلة السياحية
الاردن – عمان
بقلم – أستاذ دكتور مأمون علان
لا شك أن صناعة السياحة في الدول العربية واجهت أوضاعا مأساوية أثناء جائحة كورونا كوفيد 19.. والتراجع السياحي كان بشكل مبرر لظروف خارجية عصفت بالعالم وكانت السياحة العالمية واحدة من أكبر ضحايا هذه الجائحة. بالرغم من كل هذه الظروف والضغوط الشديدة التي عانت منها السياحة العربية، ألا أن التعويض ممكن والفرض عديدة و سانحة في السنوات القادمة.. فالمنطقة العربية ستشهد فعاليات و أحداث عالمية مع حسن الإدارة ستكون علامة إيجابية فارقة في تاريخ صناعة السياحة العربية.
فتنظيم قطر لكأس العالم لكرة القدم 2022 حدث غير عادي سيجلب الكثير من الفوائد الكمية والكيفية لصناعة السياحة العربية.
التحسن النسبي في الظروف السياسية والعسكرية في المنطقة سيساهم أيضا في جذب الاستثمارات السياحية وتحسين التدفق السياحي للمنطقة العربية.
سنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على أبرز اتجاهات صناعة السياحة في مختلف الدول العربية والتوقعات المحتملة لطبيعة وشكل النمو السياحي في المنطقة.
يبدو أن السعودية ستكون اللاعب الأبرز في السوق السياحية العربية والمؤشرات عديدة على ذلك، فهناك مشروع البحر الأحمر الذي يهدف إلى إنشاء 50 فندقًا تشمل 8000 غرفة فندقية ، وحوالي 1300 عقار سكني في 22 جزيرة وستة مواقع داخلية في المملكة في عام 2030.
ومن المتوقع أن تنتهي المرحلة الأولى لهذا المشروع في عام 2022 بإنشاء 16 فندقًا فاخرًا مع حوالي 3000 غرفة عبر خمس جزر وموقعين داخليين، كما أن هناك اتجاهات جديدة في السياحة السعودية تتضمن تطوير سياحة البواخر والرحلات البحرية.
وهناك جهود مستمرة لتطوير السياحة الجيولوجية في المملكة خلال السنوات القادمة ، وسنشهد طرح وجهات جديدة خاصة بسياحة الكهوف والجبال في المملكة.
أذن سيكون هناك عرض سياحي متنوع في المملكة سيجذب أنماط جديدة من الطلب السياحي الإقليمي والدولي.
أما قطر .. فالعمل الكبير على تطوير البنى التحتية لقطاع السياحة وتطوير العرض السياحي سوف يكون له تأثير حاسم على تعظيم الطلب السياحي للدولة، وكان أبرز المشاريع السياحية الأخيرة كشاطئ سلوى ، ومشاريع مدينة مشيرب واللؤلؤة وكتارا ولوسيل.
إذ أن السياحة الترفيهية والرياضية والسياحة الحضرية ستكون لها تأثير تاريخي على زيادة التدفق السياحي لقطر في السنوات المقبلة.
وأيضا ستكون السنوات المقبلة استثنائية للسياحة الإماراتية، والجديد في سياق السياحة في الإمارات العربية المتحدة هو التركيز على السياحة الشتوية، واستقبال أعداد كبيرة من السياح في احتفالات رأس السنة ، والاعتماد على وجهات السياحة التراثية والبيئية في رأس الخيمة والشارقة، إضافة إلى زيادة الفعاليات في مدينة دبي.
ويبقى الرهان على قدرة الإدارة السياحية في الدول العربية المختلفة على حسن إدارة وجهاتها السياحية، وزيادة التعاون والتنسيق العربي السياحي وتشجيع السياحة البينية العربية واستغلال الفرص السانحة
ويتوقع أيضا أن تنشط صناعة السياحة في مصر، إذ أن الحملات الترويجية المكثفة وتقديم منتجات سياحية متنوعة تشمل السياحة الأثرية والتراثية والجيولوجية والبيئية والترفيهية، تضيف أبعادا جديدة لتطور السياحة المصرية.
اللافت مؤخرا التركيز على سياحة المتاحف واستغلال الاكتشافات الأثرية الجديدة في مصر.
إضافة الى زيادة الطلب على المدن الساحلية كالغردقة وشرم الشيخ.
وما زالت المغرب .. تمثل حجر الأساس في السياحة في شمال أفريقيا، إذ من المتوقع أن تسهم رؤية السياحة 2020 في المملكة في المضي قدما بالقطاعات السياحية.
وهناك خطط لتقديم منتجات سياحية متخصصة ومتنوعة كالسياحة الرياضية و البيئية والعلاجية في المغرب، إضافة إلى بناء فنادق ومنتجعات سياحية جديدة كفندق أوبروي مراكش ، مما يسهم بزيادة التدفق السياحي للمملكة.
ومن المتوقع أيضا أن تزيد حصة السياحة الأردنية من التدفق السياحي الإقليمي والدولي الى المنطقة العربية.
وما استجد في السياحة في المملكة هو الرغبة بتطوير السياحة الميسرة وزيادة حصة الأردن من الطلب السياحي الخاص بالسياح ذوي الاحتياجات الخاصة ، وزيادة الاعتماد على سياحة المغامرات والسياحة البيئية.
إذن تلك هي أبرز التوقعات الخاصة بأهم وجهات السياحة العربية في السنوات القادمة، وهناك ميل نحو التفاؤل بالرغم من صعوبة الظروف غير الاعتيادية التي أوجدها انتشار فيروس كورونا كوفيد 19.
ويبقى الرهان على قدرة الإدارة السياحية في الدول العربية المختلفة على حسن إدارة وجهاتها السياحية، وزيادة التعاون والتنسيق العربي السياحي وتشجيع السياحة البينية العربية واستغلال الفرص السانحة.
إضافة إلى قدرة وجهات السياحة العربية على منافسة الوجهات السياحية الإقليمية كتركيا.
وبروز أرمينيا وجورجيا كوجهات سياحية جديدة مفضلة للسياح العرب بعد تقديم هذه الدول تسهيلات وإقامة دائمة للرعايا العرب.