المسلة السياحية
القاهرة – أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن عودة الساعة الدقاقة للعمل بمسجد محمد على بقلعة صلاح الدين بالقاهرة يسهم في تنشيط السياحة الثقافية والإسلامية بصفة خاصة .. وهي فرنسية الصنع وكان الملك لويس فيليب ملك فرنسا أهداها إلى محمد علي باشا عام 1845 م ، بعد وصول المسلة المصرية الموجودة بميدان الكونكورد حاليًا، والذي أهداها والي مصر لفرنسا ، وهي أول ساعة دقاقة في تاريخ مصر تعمل بنظام فريد ولا يوجد نسخ منها في دول العالم أجمع .
وأضاف الدكتور ريحان بأن الساعة حُفظت في قصر محمد علي بمنطقة شبرا ، ورُكبت الساعة في مكانها الحالي في عهد الخديوي عباس الأول سنة 1856 .
تشغيل الساعة
بخصوص تشغيل الساعة يوضح أنه منذ تركيبها لم تعمل رغم محاولات مصر إصلاحها ثلاث مرات في عهود مختلفة من محمد علي باشا ثم الملك فاروق، وقيل أيضًا أنها ظلت لا تعمل حتى عام 1943 في عصر الملك فاروق الذى أمر بفك الماكينة الخاصة بها ونقلها إلى قصر عابدين لصيانتها وإصلاحها، وفي شهر يوليو الماضى جرى إصلاحها لكنها شُغلت لمدة ثلاثة أيام ثم توقفت مما دفع وزارة السياحة والآثار لطلب تدخل فرنسا لإصلاحها، وهو ما استجابت له فرنسا.
خبير ساعات فرنسي
ويتابع الدكتور ريحان أن فرنسا أرسلت ” فرانسوا سيمون فوستييه “، الخبير في مجال تصنيع الساعات إلى مصر بناءً على طلب وزارة السياحة والآثار، لفحص إمكانية تصليح الساعة وبدأت الوزارة منذ ديسمبر 2020 في إصلاح برج الساعة الذي يقع في منطقة تتوسط الرواق الشمالي الغربي من مسجد محمد على بالقلعة، وهو برج معدني مزخرف بالنقوش وألواح الزجاج الملون وتمت أعمال صيانة للزجاج الملون وإعادة تثبيته، وصيانة قواعد الأعمدة الحديدية الدائرية الموجودة بالجزء العلوي وأعلنت مشروع لتشغيل الساعة وإعادة الحياة إلى أجراسها .
إصلاح بأيدي مصرية
ومن الجدير بالذكر أن وزارة السياحة والآثار قد أعلنت منذ يومين عن انتهاء إصلاح الساعة بأيدي مصرية خالصة بعد فترة توقف دامت لسنوات طويلة وجاري الآن إعداد التجارب اللازمة للمليء الذاتي لها وعودتها إلى الحياة لتعمل مرة أخرى ، و تدق أجراسها من جديد في أوقات محددة فور الانتهاء من فترة تجارب الملئ الذاتي لها لضمان العمل الدائم دون توقف .
أهمية الحدث
ويشير الدكتور ريحان إلى أهمية الحدث سياحيًا بأنه سيلقى الضوء على حدث مهم ، وأعمال ترميم أشهر قلاع العالم الإسلامية وهى قلعة صلاح الدين بالقاهرة، مما يشجّع على زيادة الإقبال على زيارة القلعة خاصة ، والآثار الإسلامية عامة ممثلة فى القاهرة التاريخية المسجلة تراث عالمى باليونسكو،
كما أنه سيسهم فى زيادة عدد السياح من فرنسا وهي من البلاد التى تعشق السياحة التاريخية والمولعين بالآثار المصرية بصفة خاصة .