د. ريحان يرصد معالم لوحة معمارية بمصر القديمة تجسّد قيم التسامح بين الأديان
القاهرة "المسلة" المحرر الاثرى ….. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء أن هناك لوحة معمارية بمصر القديمة لا مثيل لها فى العالم وهى واجهة المتحف القبطى وقد قام مؤسس المتحف القبطى مرقص سميكة باشا بنسخ واجهة جامع الأقمر الفاطمى بشارع المعز لتكون واجهة المتحف القبطى حين تأسيسه لتؤكد قيم التلاحم والتعانق والتسامح بين الأديان فى مصر وأن العمارة المسيحية والإسلامية فى مصر هى منظومة تواصل حضارى وتأثير وتأثر وتشابك والتحام فى نسيج واحد بخيوطه من سداه ولحمة.
ويطالب د. ريحان بالتروييج دولياً لهذه المعانى السامية عن طريق المكاتب السياحية بالخارج والسفارات وأبناء مصر بالخارج فى صورة واجهة المتحف القبطى وصورة برج كنيسة التجلى بدير سانت كاترين يعانق مئذنة الجامع الفاطمى فوق البقعة المباركة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه لتصل رسائل السلام للعالم كله عبر القاهرة وسيناء.
ويوضح د. ريحان أن هذه الواجهة هى نموذج طبق الأصل من واجهة جامع الأقمر وقد أضاف إليها الفنان التشكيلى راغب عياد الرموز المسيحية وولد مرقص سميكة عام 1864 فى عائلة قبطية عريقة تضم رجال دين ورجال قضاء وعمل بالآثار القبطية حتى وفاته وكان عضواً فى مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية والجمعية التشريعية ومجلس المعارف الأعلى والجمعية الملكية الجغرافية ومجلس أعلى دار الآثار العربية وعضو مجلس الأثريين فى لندن وعضو مجلس إدارة جمعية الآثار القبطية بالقاهرة ومن مؤلفاته دليل المتحف القبطى والكنائس الأثرية فى مجلدين باللغتين العربية والإنجليزية ووضع فهارس المخطوطات العربية والقبطية الموجودة بالمتحف القبطى.
ويضيف د. ريحان بأن المتحف القبطى تأسس عام 1908 ويقع بمنطقة مصر القديمة أمام محطة مترو الأنفاق وقد أفتتح رسمياً عام 1910 وأنشئت المبانى الأولى لهذا المتحف على جزء من الأرض التابعة لأوقاف الكنيسة القبطية قدمها البابا كيرلس الخامس البطريرك 112 وقد سمح أيضاً بنقل جميع التحف والأدوات القبطية الأثرية كالمشربيات والأسقف والأعمدة الرخامية والنوافذ واللوحات والحشوات الخشبية المنقوشة والأبواب المطعمة والأرائك وقطع القيشانى التى كانت فى منازل الأقباط القديمة و ظل المتحف القبطى ملكاً للبطريركية حتى عام 1931حين قررت الحكومة ضمه إلى أملاك الدولة لأنه يمثل حقبة هامة من سلسلة حقبات الفن والتاريخ المصرى القديم وتقديرا لمرقص سميكة باشا قامت الحكومة بعمل تمثال نصفى له على نفقة الدولة أقيم وسط الحديقة الخارجية أمام مدخل المتحف.
ويوضح أن جامع الأقمر بشارع المعز لدين الله بناه الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله أبو على المنصور بن المستعلى الخليفة السابع من خلفاء الدولة الفاطمية فى مصر عام 519هـ ،1125م وأشرف على البناء الوزير أبو عبد الله محمد بن فاتك البطائحى المعروف باسم المأمون البطائحى بمنطقة النحاسين.
وواجهة الجامع مبنية كلهّا بالحجروباقى الجامع مبنى من الداخل بالطوب ويمتاز جامع الأقمر بجمال زخرفة الواجهة التى تعتبر أول واجهة مزخرفة في المساجد القاهرية وقد ظهر فى مدخل الجامع العقد المعشق لأول مرة فى عمارة المساجد وقد انتشربعد ذلك فى العمارة المملوكية فى القرن الخامس عشر الميلادى وفوق هـذا العقد يوجد العقد الفارسى على شكل مروحة تتوسطها دائرة فى مركزه.
ويشير إلى أن أهـم ميزة فى تصميم الجامع استعمال المقرنصات التى لم تستعمل قبل ذلك إلا فى مئذنة جامع الجيوشى تلك الزخرفة التى عــم انتشارها فى العمارة الإسلامية وبمنتصف الواجهة فوق الباب عقد مزين بدائرة زخرفية تخرج منها أضلع بارزة يراها البعض كما لو كانت الشمس وأشعتها وفى منتصفها دائرة أخرى كتب بها محمد وعلى وحولها دائرة أخرى زخرفية ثم دائرة تحمل الآية القرآنية المتكررة بكثرة فى الآثار الفاطمية بسم الله الرحمن الرحيم " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" .
على يمين هذا العقد ويساره زخرفة مقرنصات وهى أقدم مقرنصات لا تزال باقية على واجه مبنى إسلامى.