بوابة السياحة العربية
بقلم : أشرف الجداوي
®® أعرب صديقي ، البروفيسور الألماني فولفانجج جورج آرلت، المحرر الرئيس للطبعة الدولية للنشرة الصحفية التي تصدر أسبوعيًا، حول اتجاهات السياحة الصينية المصدرة من الصين للأسواق العالمية، عن انزعاجه من الأرقام المتواضعة لحركة السياحة الصينية ، التي تفد إلي المقصد السياحي المصري من هذا السوق التنين الضخم ، خاصةً مع تطلعات وزير السياحة والأثار أحمد عيسى لجذب نحو 300 ألفا من السياح الصينيين بحلول عام 2028 ®®
وهو الأمر الذي لا يتناسب مطلقا مع أهمية المقصد السياحي المصري درة تاج صناعة السياحة في المنطقة العربية والشرق الأوسط .. وعلي الفور حاولت الرد علي استفساره حول السياحة المصرية وإبطال حالة ” الانزعاج ” من واقع جهودنا في السوق الصيني لسنوات او عقود مضت وحتي اليوم … عقب قرار الصين بفتح معابرها ، والسماح للحركة السياحية بالتحليق مرة أخري حول العالم عقب عامين كاملين او يزيد قليلا من الغلق والحصار بسبب جائحة ” كورونا” ..
و بلا جدال فأن حركة السياحة الصينية المتواضعة إلى مصر، حتى الآن، تمثل مشكلة تقلق صانع القرار السياحي في مصر، رغم أن الوجهة السياحية المصرية كانت من أوائل الدول التي أدركت أهمية ذلك السوق السياحي الصيني.
و بالرغم من فتح مكتب ترويج تابع لهيئة تنشيط السياحة المصرية في بكين في عام 2000، والجهود الترويجية الناجحة في البداية، إلا أن المنافسة غير النزيهة في الأسعار لثلة من الوكالات المصرية ،و احد ملاك شركات الطيران العارض المصرية ، وبالتالي تقديم خدمات دون المستوي السياحي المأمول …
وبطبيعة الحال أدى ذلك إلي انهيار الحركة الوافدة الصينية وتقلصها في حينه ، ومن ثم تواضع أداء السوق في رفده للحركة ألي مصر في العشرية الأولى من الألفية الثانية .
&&&&&&&&&&
وعقب الاستقرار السياسي بعد فترة من التوتر في مصر ،بدأ يبزغ نجم السوق الصيني في سماء السياحة المصرية ببطء في السنوات الأخيرة مرة أخري، بعد ان طردت الوكالات السياحية سيئة السمعة من السوق بغير رجعة ،و حل مكانها وكالات تتسم بالمهنية و الاحترافية عالية الجودة ، تمارس المنافسة في السوق الصيني علي أساس المستوي الخدمي و ليس المستوي السعري ،وهي الظاهرة المعروفة ب “حرق الأسعار” في الأسواق المصدرة للسياح الي المقصد السياحي المصري من” فئة ضالة ” تبتغي الثراء السريع علي حساب صناعة السياحة وسمعتها ، وتلك قصة أخري …!
واليوم، وبعد انفتاح الصين وخروج الحركة السياحية الصينية إلى وجهات مختلفة حول العالم، تسعى شركات السياحة في مصر جاهدة للفوز بحصة تليق بتاريخ مصر في عالم السياحة والسفر من التنين الصيني.
ولكن تظل قلة رحلات الطيران بين مصر والصين هي التحدي الرئيس فيما يتعلق بجلب الحركة من هناك ، بعد فترة من الاغلاق التام لحدود” البلد التنين” امتدت لعامين بسبب جائحة كورونا .
خاصةً مع انفتاح الصين وتزايد الرغبة في السفر لديهم ،والتي ينطبق عليها كما وصفها الخبراء الدوليين برغبة ” السفر الانتقامي ” بعد حالة الحظر القهري للسياحة والسفر بسبب الجائحة .
&&&&&&&&&&
والمؤكد اليوم ان هناك جهود تسويقية وحملات ترويجية تُنفذ في الصين بواسطة هيئة تنشيط السياحة المصرية، بالإضافة إلى مشاركة ثابتة للهيئة في المعارض السياحية الصينية السنوية والتي تزيد عن 13 معرضا في مختلف أنحاء الصين .
و هناك مناقشات وقرارات قيد التنفيذ تمنح مزيدا من “الحوافز” لرحلات الطيران العارض على الأرض لجلب المزيد من حركة السياحة من الصين ، والأسواق الأخرى .
وفي الأخير.. أعتقد أيضا من واقع متابعتي للملف السياحي في مصر ، ان هناك إدارة جديدة للسياحة المصرية مغايرة اليوم تسعي للتفكير خارج الصندوق لتحقيق أقصى استفادة من هذا السوق الواعد، خاصة الطبقة الثرية من السائحين الصينيين الذين يريدون السفر والمرح والتعلم أيضًا عن ثقافة وتاريخ مصر، والتي ترتكز على برامج عالية الجودة في الخدمة والضيافة ، فهل من مجيب ..؟!
اللهم بلغت اللهم فاشهد …