بوابة السياحة العربية
بقلم : أشرف الجداوي
©© العبد لله محرر هذه السطور لم يسعده الحظ بلقاء البنكير النابه ، أحمد عيسى أبو حسين وزير السياحة المغادر للمنصب الساحر خلال فترة توليه إياه ! و لهذا فشهادتي اليوم بخصوص أداء الأخ “أبو حسين” الوزير الذي رحل ، هي موضوعية وغير متحيزة الا للحق .. شهادة مراقب ومتابع من قريب لصناعة السياحة في مصر بحكم تخصصي في مهنة المتاعب .
و ما دعاني او بالأحرى استفزني للكتابة في امر رحيل رجل البنوك “ أبو حسين ” من الوزارة علي حين غرة ، هو ان دوائر الحكم في مصر لم تمهله فترة شهر واحد لإتمام عامه الثاني بالوزارة ، بل رحل في الشهر قبل الأخير من اكتمال عامه الثاني ليكون جملة ما قضاه في الديوان الرسمي لوزارة السياحة 23 شهرا بالتمام والكمال أي قرابة ال 690 يوما ، مقسومة لنصفين الأول بالعباسية المقر القديم لديوان الوزارة ، والثاني بالعاصمة الإدارية الجديدة بعد قرار الحكومة أيضا بالرحيل من قاهرة المعز .
23 شهرا قضاها البنكير النابه أحمد عيسى أبو حسين كوزير للسياحة و الأثار .. اجتهد بكل قدرته وخبرته الإدارية ” المصرفية ” علي فك شفرة صناعة السياحة و بجوارها الآثار ، وسعي حثيثا في هذا المضمار ولكن لم يصادفه التوفيق الا قليلا .. و لأن الأعمال بالنيات ، كان لهذا المحترم المجتهد جزاءه الأوفى من المولي عز وجل اذ استطع ان يوثق في سجله الناصع تسجيل ارقام قياسية جديدة للحركة السياحية الوافدة الي بر مصر بجملة 14.9 مليون سائح متجاوزا للمرة الاولي منذ 2010 عدد السياح الذي تحقق حينئذ ” وهو 14.7 مليون سائح .. ليصل لقمة جديدة هي ” الأعلى ” في تاريخ السياحة المصرية ، وبالطبع لم يكن هذا الرقم المتواضع علي حد رأي الخبراء المهنيين هو الحلم الذي نأمل تحقيقه .. بعد حقبة من الزمان تقلبت فيه اعداد السياح هبوطا وصعودا بشكل مخزي ، لا يستقيم بحال من الأحوال مع السياحة المصرية الطامحة والواعدة دوما ..!
&&&&&&&&&&
ولكن سوف يذكر التاريخ السياحي ان البنكير النابه المحترم غير المتخصص الوزير ” أحمد عيسى ” في صناعة السياحة استطاع ان يحقق من خلال تجربته ما لم يقدر عليه 6 وزراء من قبله جاءوا بقضهم وقضيضهم متتابعين علي الوزارة قبل وبعد الدمج مع الآثار .. الا وهو كسر حاجز هذا الرقم للحركة في 2010 اذ بات العامل الأساسي لقياس حجم الحركة الوافدة الي مصر .. وهو الأمر الذي سيذكره التاريخ السياحي له بلا ريب ..!
و الحقيقة الوحيدة التي نقر بها في مسألة معايير اختيار من تقع عليهم المسئولية من قبل دوائر الحكم .. هي سريتها علي اعتبار انها من الحكمة الفوقية ، ولا معقب ، ولا حول ولا قوة الا بالله ..! فالرجل ” الوزير الذي رحل ” كان ومازال يستكشف طريقه في عالم صناعة السياحة والسفر وأيضا خبيئة الآثار ، وبسؤال أهل القمة المقربين من دوائر الحكم او هكذا يزعمون .. لما قدم وفيما رحل .. ! لا تجد سوي الإجابة الفلسفية المفحمة ” لم يفعل شيء..؟! “
سبحان الله العظيم أرددها في صدري .. هؤلاء حكماء المقهى في الشارع السياحي مع اعتذرنا الواجب لعمنا الكاتب الكبير احسان عبد القدوس لاستخدمنا عنوان مقالاته بتصرف ” علي مقهي في الشارع السياسي ” في حقبة السبعينيات من القرن الفائت .. هم الذين ارهقونا وارهقوا مسامعنا من الحكمة العميقة لقدوم ” أبو حسين ” من القطاع المصرفي ، لتتماهي تجربته مع تجربة ” فؤاد سلطان ” الرشيدة ، وان البنكير النابه قادر علي جذب وجلب الاستثمار والمستثمرين لقطاع السياحة و التنمية السياحية ، وانه سيحرك الراكد في القطاع وسوف يفتح أسواق سياحية جديدة كثيرة سترفد الدخل القومي بمليارات لا حصر لها من العملات الصعبة ، وسوف يسحق ” الدولار ” امام جحافل سلة العملات التي ستزدحم بها خزائن السياحة المصرية ، وانه وانه وانه وأشياء اخري كثيرة .. وانتبهنا فجاءة علي قرار رحيله لأنه ” لم يفعل شيء “.. !
و بالنظر من قريب علي تجربة الوزير المحترم الراحل بهدوء ، ولم يكن بيننا ثمة علاقة او تواصل سوي متابعة نشاطه عبر البيانات الصحفية التي ترد الي عبر البريد الإلكتروني و مؤخرا متابعته علي شبكة ” لينكد ان ” .. اود ان أهمس بلطف للوزير ” أبو حسين ” ان تجربتك في السياحة المصرية لم تكتمل ” لقد جاهدت واجتهدت وسعيت سعيا محمودا لتحريك المياه الراكدة في ” بحر ظلمات صناعة السياحة ” ، وحققت أعلي الأرقام فيما يتعلق بأعداد السياح ، سعيت لترسيخ مفهوم منتج القاهرة التاريخية المستحدث كمنتج سياحي جديد لخدمة المتحف المصري الكبير المنتظر افتتاحه قريبا ، نجحت في اقناع الحكومة باستراتيجية السياحة حتي عام 2030 واعتمادها ، حاولت ونجحت بقدر ما في ضبط الإنفاق المالي للمجلس الأعلى للآثار ….
&&&&&&&&&&
ولكن التجربة لم تكتمل .. ! و اجد العديد من الأسئلة الحائرة تلح علي في نفسي ، و ربما تربك ضميري و لا احتاج لإجابات اليوم منك عزيزي الوزير المجتهد .. أسالك عن سر عدم تغييرك للمساعدين والمستشارين الذين أمتلئ بهم ديوان الوزارة و هم أرث الذين سبقوك في المنصب ؟؟ ولماذا لم تخذ قرارا بتجديد الدماء لو كان الأمر يستدعي ذلك ؟؟
أسالك الحكمة من وراء كل هذا الكم من المستشارين ، و هم كما تري وتسمع عزيزي الوزير الراحل ، لم ينجحوا علي الأفل في توضيح واجلاء الحقائق حول الإنجازات والنجاحات التي حققتها خلال فترة ال 23 شهرا الماضية للرأي العام ولأهل صناعة السياحة المصرية علي الأقل حتي لا يتردد علي أسماعنا تلك الجملة القاسية التي تنسف كل جهد مخلص قمت به ..؟!
أسالك عن الفلسفة وراء عدم تغيير قيادات الوزارة وكلاء و نواب في كافة أجهزة الديوان لتجديد الدماء و انعاش الروح في داخل دولاب العمل .. وهل كانت تعول عليهم فيما يتعلق بإنعاش قطاعات السياحة المختلفة ، وهم لا يحركون ساكنا ؟؟
أسالك لما لم تجذب السياحيين و الفندقيين في لقاءات دورية ليسمعوا منك وتسمع منهم و تقوم بتسيير أعمالهم ، ولحل مشكلاتهم مع الأجهزة المحلية الأخرى والوزارات المتداخلة في أعمالهم ، و إيجاد حلول فورية لفض الاشتباك مع المحليات ، ووضع حد للرسوم المجحفة التي يتفننون في ارهاق كاهل صناعة السياحة والسياحيين بهم علي مدار الساعة ، و لا احد يسمع لشكاواهم ولا عذاباتهم التي باتت جزءا من حياتهم اليومية ، ولا من مغيث لهم الا الله ..!
وأخيرا لما كانت العزلة عن أرباب صناعة السياحة وخبراءها النابهين وهم كثر في الشارع السياحي ..؟ و اعتقد جازما انه لم يكن من الصواب ان تصم اذنيك عن سماع اهل الصناعة وحكمائها فهم كانوا و لازالوا أدري بشعابها ..؟!
طبت وطابت أيامك الوزير المحترم المقدر أحمد عيسى أبو حسين .. وتجربتك التي لم تكتمل ..!
#أحمد_عيسى #وزير_السياحة #تجربة_السياحة #تطوير_الآثار #السياحة_في_مصر #مصر_السياحية #التجربة_المصرفية
#رحيل_الوزير #أداء_الوزير #القطاع_السياحي #تحديات_السياحة #الآثار_المصرية #السياحة_الوافدة #التنمية_السياحية #المتحف_المصري_الكبير
