بوابة السياحة العربية
بقلم : دكتور عبد العاطي المناعي
خبير السياحة الصحية
®® تعرف النقطة العمياء بأنها هي المنطقة من الطريق التي لا يمكن للسائق رؤيتها عند النظر للأمام أو من خلال المرآة الخلفية أو المرايا الجانبية. من أشهر البقع العمياء لسائق السيارة هي المنطقة المقابلة لمؤخرة السيارة على الجانبين.. والاسقاط هنا لتعبيري بالنقطة العمياء في “ملف السياحة الصحية المصرية ” قد يكون تحذير مما اراه من سنوات طوال ولا اتمني ان يكون كالنقطة العمياء ، الذي يعاني من جوانب خفية قد تشكل عائقاً أمام تطوره وتحقيقه للريادة المنشودة ©©
ولا يخفي علي احد ان ثمة دول قريبة من مصر ، تسعي للريادة في السياحة الصحية وهذا حقها وتمتلك كل المقومات لذلك في عدة جوانب مهمة تؤهلها للريادة والقدرة على المنافسة وجذب المزيد من السياح للعلاج والاستشفاء . وهو في كل الأحوال امر صحي تماما فالمنافسة المحمودة في النهاية لصالح عملاء هذا القطاع السياحي المتنامي عالميا يوما بعد يوم .
وجهة مميزة في مجال السياحة الصحية
لكن في مصر و بالرغم امتلاكها للعديد من المقومات الطبيعية والبشرية التي تؤهلها لتصبح وجهة مميزة في مجال السياحة الصحية . إلا أن هناك تحديات رئيسية ، ربما يغيب عن أصحاب القرار في هذا الملف طرق معالجة تلك التحديات . و وددت من جانبي ان اشير اليها بنية خالصة لوجه الله والوطن ،فربما بعد عشرين عاما مضت تجد اهتمام ممن يريد الاهتمام .
وهى كالتالي :
1. ملف التسويق والترويج .. ضعف الحملات الترويجية مقارنة بدول مثل الأردن وتونس، حيث لم يتم استغلال الموارد الطبيعية مثل العيون الكبريتية والشواطئ العلاجية بالشكل الكافي لجذب السياح. فالدول الأخرى ركزت على إبراز هذا الجانب من خلال الحملات الترويجية العالمية، بالرغم من امتلاك المقصد المصري موارد طبيعية شديدة التميز بإمكانياتها في هذا الخصوص ، ولكن بعيدة عن المنافسة في هذا الجانب لأسباب مجهول ..!
2. البنية الأساسية الطبية والخدمات.. بالرغم أن هناك مستشفيات ومراكز طبية ممتازة علي مستوي الجمهورية ، إلا أن هناك تفاوتًا في مستوى الخدمات والبنية الأساسية بين مختلف المناطق. أيضًا، بعض المناطق السياحية التي تضم موارد طبيعية للاستشفاء تفتقر إلى البنية التحتية الطبية الكافية والمجهزة لاستقبال السياح وتلبية احتياجاتهم. وهو الامر الذي يعوقنا عن تقديم تجربة شاملة للسائح.
3. اللوائح والمعايير .. غياب نظام مراقبة صارم وشهادات اعتماد عالمية للخدمات الطبية، مما يقلل من ثقة السياح بجودة العلاج. اذ توجد حاجة وتحدي كبير إلى إيجاد معايير واضحة و معتمدة تضمن جودة وسلامة الخدمات العلاجية . فالدول المتقدمة في هذا المجال تعتمد على اعتماد المستشفيات وفقًا لمعايير دولية، وهو ما قد يفتقر إليه القطاع .
4. التدريب والكوادر المؤهلة: العامل البشري عنصر أساسي في السياحة الصحية، ويحتاج هذا القطاع إلى كوادر مدربة بشكل جيد، سواء في الجانب الطبي أو في خدمة العملاء . والتواصل مع الثقافات المختلفة ومعرفتها لذا يجب رفع مستوى التدريب والاهتمام بجانب التعامل مع المرضى الأجانب.
5. التأمين الصحي والتكاليف: كثير من السياح طالبي العلاج يفضلون التوجه لدول لديها سياسات تأمين صحي شاملة أو تكاليف واضحة ومحددة مسبقًا. هنا في مصر التكلفة غير واضحة في كثيرا من الأحيان . بالإضافة إلى قلة التغطية التأمينية للأجانب ، ومن ثم لابد من وضع سياسة تسعير واضحة و ملزمة للعلاج في عموم المراكز الصحية و المعاهد الطبية و الخدمات الاستشفائية المتخصصة في القري و الفنادق علي مستوي الجمهورية .
6. الاستمرارية والمتابعة بعد العلاج: كثير من المرضى يحتاجون إلى متابعة دورية بعد العلاج، لكن بسبب ضعف الترتيبات في هذا الجانب، قد يجد السياح صعوبة في الاستمرار في التواصل مع الأطباء المعالجين أو الحصول على دعم بعد العلاج.
في الأخير ، النقطة العمياء في السياحة الصحية وما تشتمل من تحديات ” فرض عين” التغلب عليها ، تتطلب رؤية شاملة ترتكز على تحسين البنية الأساسية ، تعزيز التدريب، تطبيق معايير الجودة، والترويج الفعال عالميًا. هكذا فقط يمكن للسياحة الصحية أن تزدهر وتحقق المكانة المستحقة.
#السياحة_الصحية #العلاج_الطبيعي #الترويج_السياحي #الاستشفاء_الطبيعي #السياحة_العلاجية #البنية_الاساسية #التدريب_الطبي #التأمين_الصحي #تطوير_الكوادر #جودة_الخدمات