6.5 % نمو الحركة العالمية للمسافرين خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2015
الكويت "المسلة"…. أشار تقرير "ألافكو" الربع سنوي حول الاقتصاد العالمي وسوق الطيران إلى أن نمو الاقتصاد العالمي قد تراجع بشكل ملحوظ في عام 2015 نتيجة لتباطؤ نمو الأسواق الناشئة وضعف عملية التعافي الاقتصادي في الدول المتقدمة. وعلى الرغم من ذلك، شهدت حركة السفر العالمية نمواً قوياً خلال العام، وذلك على خلفية انخفاض أسعار النفط والوقود.
هذا وقد أدى التحسن في نمو حركة المسافرين وانخفاض تكاليف الوقود إلى زيادة أرباح شركات الطيران عموماً حول العالم، إلا أن ارتفاع الدولار وانهيار بعض عملات الاقتصادات الناشئة قد أثر بشكل سلبي على عدة شركات في هذه الدول بحسب النهار.
تباطؤ واضح
يتوقع صندوق النقد الدولي أن يتراجع معدل نمو الاقتصاد العالمي إلى 3.1 في المئة هذه السنة، وذلك مقارنة بمعدل نمو بلغ 3.4 في المئة في العام الماضي. تقوم هذه التوقعات على أساس تراجع النمو العالمي خلال النصف الأول من سنة 2015 نتيجة لتباطؤ نمو الأسواق الناشئة وضعف عملية التعافي الاقتصادي في الدول المتقدمة. ومع ذلك، من المتوقع أن يتحسن النشاط الاقتصادي العالمي في العام القادم.
يعكس معدل النمو العالمي خلال عام 2015 التحسن المتواضع الذي طرأ على الاقتصادات المتقدمة من جهة والتباطؤ الملموس للأسواق الناشئة من جهة أخرى. ويأتي التراجع المتوقع للنمو في الأسواق الناشئة بشكل أساسي نتيجة ضعفا في عدد من الاقتصادات الناشئة الرئيسة مثل الصين وفي الدول المصدرة للنفط، بينما يعكس التحسن في الاقتصادات المتقدمة خلال السنة الحالية تحسنا في الولايات المتحدة الأميركية واليابان مصحوبة بتحسن متواضع في دول منطقة اليورو.
وقد زادت المخاطر التي من شأنها أن تخفض توقعات نمو الاقتصاد العالمي. فاستمرار تراجع أسعار النفط والسلع الأولية قد يضغط باتجاه تخفيض التوقعات بالنسبة لمصدري السلع، علما بأن بعض أولئك المصدرين قد بدأ بالفعل يواجه ظروفا صعبة كما هو الحال بالنسبة لروسيا. بالإضافة إلى ذلك، استمرار زيادة قوّة الدولار الأميركي قد يخلق ضغوط إضافية على عملات الأسواق الناشئة.
وهناك مخاطر أخرى مثل تباطؤ الاقتصاد الصيني بشكل أكبر مما هو متوقع وزيادة التوترات الجيوسياسية في مناطق مثل أوكرانيا والشرق الأوسط إضافة إلى ارتفاع سعر الفائدة الأميركية، وهي عوامل ممكن أن تؤدي إلى مزيد من الانخفاض في معدل النمو الاقتصادي العالمي.
تراجع النفط
بعد أن استعادت أسعار النفط عافيتها جزئيا خلال النصف الأول من عام 2015، عادت للانخفاض من جديد خلال الأشهر القليلة الماضية لتخسر كل ما حققته من مكاسب خلال الجزء الأول من السنة. وقد انخفض سعر مزيج خام برنت، وهو الخام الإسنادي العالمي، بحوالي 17 دولارا خلال الفترة من شهر مايو إلى شهر سبتمبر ليصل إلى 48 دولارا للبرميل، وهو المستوى ذاته الذي كانت الأسعار عنده في مطلع السنة.
حركة المسافرين
على الرغم من الضعف الذي يعتري بعض الاقتصادات في مناطق مختلفة من العالم، إلا أنه لا يزال نمو السفر الجوي منتعشا. فقد بلغ متوسط نمو الحركة العالمية للمسافرين 6.5 في المئة خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2015، وهو رقم يفوق معدل النمو التي سجلت في الفترة ذاتها من السنة الماضية والبالغة 5.8 في المئة. وعلى هذا الصعيد، يشير الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أن السفر الجوي قد استفاد كثيرا من انخفاض أسعار التذاكر نتيجة لهبوط أسعار الوقود، وخاصة السفر للإجازات على الدرجة السياحية وهي الفئة التي تتسم بحساسية أعلى تجاه الأسعار.
لكن نمو حركة المسافرين في المناطق الأخرى كان أضعف نسبيا خلال فترة الأشهر الثمانية الأولى من عام 2015 مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية. ويمكن أن يعزى ذلك إلى أوضاع الانكماش الاقتصادي في دول أميركا اللاتينية كالبرازيل والأرجنتين، وضعف مسيرة التعافي الاقتصادي في منطقة اليورو، وتباطؤ النشاط التجاري في بعض القطاعات غير النفطية في عدد من دول الشرق الأوسط خلال الربع الثاني من عام 2015.
ارتفاع أرباح
تحسنت النتائج المالية لشركات خطوط الطيران وبمعدلات قوية خلال النصف الأول من عام 2015. وكان هناك ارتفاع كبير في الأرباح مقارنة بالسنة الماضية، والملاحظ أن هذا التحسن شوهد في جميع المناطق الرئيسة، وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية. ويشير الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أن هذا التحسن قام على عاملين رئيسين هما انخفاض أسعار الوقود وإجراءات تخفيض التكاليف التي انتهجتها شركات الطيران.