د. ريحان : معبد سرابيت الخادم وتعدين الفيروز أصل تسمية سيناء بأرض الفيروز
القاهرة "المسلة" المحرر الاثرى …. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن معبد سرابيت الخادم بجنوب سيناء هو المعبد المصرى القديم الوحيد بسيناء والذى يحوى أسرار رحلات تعدين الفيروز وهو معبد مصرى 100% ولم يطلق على سيناء أرض الفيروز من فراغ بل لأنها كانت مصدر الفيروز فى مصر القديمة حيث سجلت أخبار حملات تعدين الفيروزعلى صخور معبد سرابيت الخادم بسيناء الذى يبعد 268كم عن القاهرة وأن سبب التسمية بسرابيت الخادم هو أن السربوت مفرد سرابيت تعنى عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها و هو ما يعرف بالأنصاب ومفردها نصب وكانت كل حملة تتجه لسيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرون ينقشوا أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد أما كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة .
ويوضح د. ريحان أن المعبد يقع على قمة الجبل الذى يرتفع 300م عن المنطقة حوله طوله 80م وعرضه 35م وقد كرّس لعبادة حتحور التى أطلق عليها فى النصوص المصرية القديمة (نبت مفكات) أى سيدة الفيروز كما يضم المعبد قاعة لعبادة سوبد الذى أطلق عليه (نب سشمت) أى رب سيناء وبالمعبد هيكلين محفورين فى الصخر أحدهما خاص بالمعبودة حتحور وأقيم فى عهد الملك سنفرو والآخر خاص بالمعبود سوبد ومدخل المعبد تكتنفه لوحتان أحداهما من عصر رمسيس الثانى والأخرى من عصر الملك ست نخت أول ملوك أسرة 20 ويلى المدخل صرح شيد فى عصر تحتمس الثالث يؤدى لمجموعة من الأفنية المتعاقبة التى تتضمن الحجرات والمقاصير .
ويتابع د. ريحان بأن المعبد كان مسوراً بسور من الحجر الغير منحوت طوله 80م وعرضه 35م وكان بداخل هذا السور تسعة أنصاب وخارجه فى طريق الهيكل من الغرب 12 نصب ومن هذه الأنصاب نصب من عهد أمنمحات الثالث أسرة 12وآخر لرمسيس الثانى (1304- 1237ق.م.) أسرة 19 ويحيط بكل نصب دائرة من الأحجار الغير منحوتة ويتراوح ارتفاع النصب ما بين 1.5 إلى 4م وكان ينقش على جانبيها أو جانب واحد منها أخبار حملات استخراج الفيروز.
ويشير د. ريحان إلى أن قدماء المصريين كانوا يستخرجون الفيروز من منطقة سرابيت الخادم ومن منطقة المغارة القريبة منه ولا تزال حتى الآن بقايا عروق الفيروز التى استخرجها المصريون القدماء وأرسلت البعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء منذ عهد الدولة القديمة ففى الأسرة الثالثة (2686- 2613 ق.م.) أرسل الملك زوسر حملة تعدين لسيناء وفى الأسرة الرابعة (2613- 2498 ق.م .) أرسل سنفروعدة بعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء وتوالت البعثات بعد ذلك فى الأسرة الخامسة (2494 – 2345 ق.م.) و أسرة 12 (1991- 1786 ق.م.) وأسرة 19 (1318- 1304 ق.م.) .
ويؤكد الدكتور ريحان أن منطقة المعبد والطريق إليه يؤمنه مجموعة من قبائل المنطقة والذى يعمل بعضهم حراساً للآثار ويعتمد معظمهم على السياحة المرتبطة بالمعبد والأودية حوله كما يرتبط بزيارة المعبد مجموعة من المخيمات البدوية لمعايشة مجتمع الصحراء على الطبيعة بحياته الخاصة ومنازله من بيوت الشعر ومنتجاته التراثية المستمدة من حياة البادية وهى نموذج متكامل للسياحة البيئية ومجتمع الصحراء ويمكن الاستعانة بأهل المنطقة لإعادة استخراخ الفيروز المشهور منذ عصر مصر القديمة.
ويطالب د. ريحان الإعلام المصرى بتسليط الضوء على المعبد وهيئة تنشيط السياحة بتنظيم رحلات لطلاب الجامعات لزيارته والتفكير فى عقد مؤتمرات للسياحة والآثار والبيئة بموقع المعبد وسط مجتمع البادية.
ويطالب ياسر بركات حارس الآثار بالمنطقة وحفيد أقدم حراس المنطقة بتيسير زيارة المعبد بإعادة رصف الطريق من مدينة أبو زنيمة إلى موقع المعبد بطول 40كم واستكمال 4كم قبل المعبد مباشرة لأن الطريق الحالى يعيق دخول الأوتوبيسات السياحية للمنطقة مما يجعل زيارته شبه معدومة إلا لرحلات السفارى وكذلك استكمال شبكة المحمول والتى بدأتها عدة شركات ثم توقفت مما سيسهم فى إنشاء مراكز للمعلومات السياحية بالمنطقة.