تطبيق التكنولوجية الحديثة فى ترميم الآثار توصيات مؤتمر العمارة والفنون الإسلامية بجامعة القاهرة
القاهرة "المسلة" د. عبد الرحيم ريحان …. رداً على دعاوى التطرف واتهام الإسلام بأنه يحارب الفنون والثقافة إنعقد المؤتمر الدولى الخامس للعمارة والفنون الإسلامية " تطبيقات التكنولوجيا الحديثة فى ترميم وصيانة العمارة الفنون الإسلامية والمبانى التراثية " فى الفترة من 31 أكتوبر إلى 1 نوفمبر بمركز المؤتمرات بجامعة القاهرة والذى نظمته رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع الاتحاد العام للآثاريين العرب.
وأشار الدكتور عاطف عبد اللطيف نائب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر وأستاذ ترميم وصيانة الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة أن هذا المؤتمر جاء فى وسط متغيرات تهدد الآثار عامة والآثار الإسلامية والعربية خاصة ولذا فمن الضرورة وضع توصيات تتوافق مع حجم هذه التهديدات.
وأوضح الدكتور محمد الكحلاوى أمين عام الاتحاد العام للآثاريين العرب ورئيس لجنة العمارة والفنون الإسلامية برابطة الجامعات الإسلامية بأن رابطة الجامعات الإسلامية أدركت حجم المخاطر التى تهدد آثار وتراث الوطن العربى وأعدت خطة لمواجهة ذلك تشمل ثلاثة محاور الأول هو إنشاء كلية للعمارة والفنون الإسلامية بجامعة الأزهر وإنشاء الاتحاد الدولى للأثريين والمعماريين والمرميين وإعداد هذا المؤتمر الهام كما طالب علماء الآثار والفهاء والمهندسين العرب بوضع أسس علمية للتوصيف المعمارى والفنى للمسجد الأقصى معتمداً على أن مساحته الإجمالية 140 دونم واستخدام المصطلحات الآثارية الصحيحة فى تعريف صحن المسجد فكل المساحة بوسط المسجد والتى تشمل قبة الصخرة هى صحن ولا يوجد ما يسمى خطأ بساحة كما أشار إلى أن قبة الصخرة ليست مسجداً بل قبة فقط.
وذكر الدكتور عدنان محمد فايز أستاذ الآثار بجامعة أم القرى بالسعودية وممثل الوفود العربية فى كلمته أن ظاهرة تفشى الإرهاب إمتدت إلى الآثار والتراث فى كافة بلدان الوطن العربى وتعرّض لمخاطر التدمير والسرقات ويتعرض لمخاطر الإهمال نتيجة ضعف الموارد ويأمل أن يكون هذا المؤتمر هو البداية لمواجهة كل هذه الظواهر بقوة.
وأشارت الأستاذة شادية على عبد الرازق نائباً عن مدير إدارة الثقافة بجامعة الدول العربية بأن الحفاظ على التراث هو حفظ لهوية الأمة ونقلت للجميع تحيات الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى وأكدت على أن تمسك الأمة بتراثها الثقافى هو الضمانة لتمسك الأمة بهويتها وذلك فى ظل العولمة التى تسعى لفرض سيطرتها على العالم.
وأوضح الدكتور صالح لمعى رئيس مركز إحياء تراث العمارة الإسلامية أن العمارة والفنون الإسلامية لها صفة مميزة تعبر عن تقاليد وعادات هذه الشعوب وبيئتها ووضع العديد من المواقع ضمن قائمة التراث العالمى هو اعتراف بأهميتها ويعانى هذا التراث من مشاكل بيئية ناتج عن تسرب مياه الصرف الصحى والتعديات العمرانية والتشويه بالمبانى الحديثة وبمجرد بناء عمارة فى موقع تراثى تتوالى العمارات ويضرب مثلاً بشوارع العباسية وقد كان بها شوارع مثل شوارع لندن وأن ضعف الوعى الأثرى يساهم فى تفاقم هذه المشاكل وأن ترك المبانى التراثية دون توظيف يشجع على إهمالها علاوة على مخاطر الحروب التى تهدد آثار الوطن العربى.
وأشار الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية بأن الرابطة حرصت على أن يكون هذا المؤتمر فى نفس الموقع الذى انعقد فيه أول مؤتمر للرابطة عام 1995 بجامعة القاهرة رمز الثقافة والحضارة وكان مقر الرابطة بالمغرب ثم انتقل واستقر بمصر أنشئت لجنة العمارة والفنون الإسلامية وكان يشرف عليها الدكتور محمد زينهم وأصدرت أربع مجلدات للمؤتمرات السابقة ويتولى رئاستها الآن الدكتور محمد الكحلاوى وتضم رابطة الجامعات الإسلامية 200 جامعة إسلامية.
وأضاف بأن الرابطة تواجه التحديات الخاصة باتهام الإسلام بأنه ضد العلوم والفنون والثقافة والبعض يروج لهذا الفكر الخاطئ ونحن بدورنا نثبت علمياً ووثائقياً أن الإسلام يحتضن الثقافة والفكر والتراث ومنها خصائص الفنون والعمارة الإسلامية وما أنتجه وما ينتجه الفنان المسلم هو مرآة لهذا الدين الحنيف وتحرص الرابطة على تأكيد هذا المعنى دائماً بالاهتمام بدراسات الفنون والآداب منذ إنشائها.
وقد ناقش المؤتمر على مدى يومين 40 بحث فى مجال العمارة والفنون الإسلامية وترميم وصيانة الآثار تضمنت مشروع ترميم الجامع الأزهر وتطوير منطقة سوق السلاح والكوارث البشرية فى المبانى التراثية ومخاطر الإعتداء على المسجد الأقصى والآثار القديمة بين الغلو الدينى والأهمية الحضارية وتسامح الإسلام نموذجاً حضارياً للحفاظ على الآثار السابقة عليه وترميم وصيانة الآثار فى ظل القانون المصرى وإعادة تأهيل المبانى الأثرية الإسلامية كمدخل للصيانة الوقائية تطبيقاً على مدرسة جوهر اللالا ودراسة الآثار الفخارية المستخرجة من قلعة عجرود ونحو مفهوم معاصر للاستدامة فى العمارة الإسلامية والاستراتيجية الفاعلة لتوثيق الحرف والمصنوعات التقليدية والاحتياطات الأمنية فى المدن الإسلامية .
ومن الأبحاث أيضاً واجبات المرمم لصيانة الأبنية الأثرية وأساليب الحفاظ على جامع قانى باى الرماح بميدان صلاح الدين بالقلعة وتطوير وتأهيل دار كسوة الكعبة بحى الخرنفش بالقاهرة الفاطمية (1233هـ ، 1816م/ 1382هـ ، 1962م) ونحو مفهوم للحفاظ على المواقع المصرية القديمة وإدارتها وإعادة تأهيل المبانى التراثية كمدخل للحفاظ عليها بمدينة الشارقة القديمة وأطر وحيز القداسة بمكة المكرمة ونسقها العمرانى وحفظ التراث الإيرانى وإشكالية المحافظة على القيمة مع توفير متطلبات إعادة التوظيف نموذج تطبيقى مشروع ترميم قصر عائشة فهمى بالزمالك والمعابد البوذية فى كلا من أفغانستان وإندونيسيا دراسة مقارنة مع سبل الحفاظ.
كما نوقشت أبحاث عن تأثير التكنولوجيا المتقدمة فى ترميم وصيانة المبانى التراثية وإعادة استخدام المباننى التراثية فى مصر وتحليل تأثير اختلاف طرق تطبيق مواد التقوية وتقادم العينات الجصية المقواة على نتائج التقييم النهائية واستخدام التكنولوجيا فى تطوير المناطق الأثرية تطبيقاً على منطقة خان الخليلى والمخطوطات الإسلامية الحرف والصناعات التقليدية فى التراث الإسلامى نموذج الأقاليم الصحراوية بالمغرب ودراسة فى العوامل المؤثرة على المبانى التراثية وقراءة جديدة لكتابات عربية على البلاطات الفخارية بمتحف سانتا كروث بطليطلة وقرية القصار التراثية بجزيرة الفرسان دراسات حول مميزات النمط التلقائى للمبانى التقليدية البسيطة وآليات التطوير والتنمية السياحية.
وانعقدت الجلسة الختامية للمؤتمر مساء الأحد أول نوفمبر بحضور الدكتور محمد الكحلاوى أمين عام الاتحاد العام للآثاريين العرب ورئيس لجنة العمارة والفنون الإسلامية برابطة الجامعات الإسلامية والدكتور إسماعيل عبد النبى الأمين المساعد لرابطة الجامعات الإسلامية والدكتور جمال عبد الرحيم أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة والدكتور أسامة الفقى والدكتور محسن صالح.
وأوصى المؤتمر فى جلسته الختامية بالاستفادة من القيم التراثية فى العمارة والفنون الإسلامية فى تصميم المشروعات المعاصرة فى مجال البناء والعمارة وتطبيق التنمية المستدامة فى مجال الترميم وصيانة المبانى والمواقع الآثارية والتراثية وتبنى رابطة الجامعات الإسلامية حملة لإنقاذ المسجد الأقصى ودعوة رابطة الجامعات الإسلامية لعقد مؤتمر دولى لإنقاذ الأقصى على أن يتضمن ذلك توثيق علمى دقيق للأصول والعناصر المعمارية والفنية للأقصى ومحيطه وتشكّل الرابطة لجنة من الفقهاء وعلماء الآثار للتصدى لكافة دعاوى التطرف التى تهدد مستقبل التراث الحضارى فى الوطن العربى وتطبيق وتفعيل البحوث المتخصصة فى مجال التطبيقات التكنولوجية الحديثة فى ترميم الآثار والمبانى التراثية.
وكرّم المؤتمر رواد العمل فى الآثار وهم الدكتور صالح لمعى رئيس مركز إحياء تراث العمارة الإسلامية وقد قام بمشروعات ترميم الجامع الأزهر والمبانى الطينية بالدرعية بالسعودية وترميم الجامع العمرى ومسجد القطيشة بصيدا بلبنان وتكية هالة سلطان بقبرص والحاصل على 14 جائزة عربية ودولية منها جائزة منظمة العواصم والمدن الإسلامية للتأليف فى مجال العمارة وجائزة حسن فتحى للعمارة.
كما تم تكريم الدكتور صلاح زكى أستاذ العمارة بجامعة الأزهر ومستشار للجهاز القومى للتنسيق الحضارى وقد قام بتكوين قاعدة بيانات عن أحياء القاهرة التاريخية بأسلوب المعلومات الجغرافية وتنفيذ المرحلة الأولى لترميم بيت الرزاز بالدرب الأحمر وترميم وإعادة تأهيل تسع بيوت تراثية من القرن 19 بشارع المحجر وباب الوزير وتكريم الدكتورة فاطمة محمد على أستاذ دراسة مواد الآثار وصيانتها بكلية الآثار جامعة القاهرة وقد قامت بدراسات تجريبية لعلاج وصيانة المخطوطات والوثائق الورقية الأثرية باستخدام تقنيات النانو وصيانة التوابيت الحجرية الملونة وتكريم الدكتور محمد على حسن زينهم أستاذ ورئيس قسم الزجاج السابق بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان وقد ساهم فى تجميل قصر مجلس الوزراء وقصر العينى ومستشفى الشرطة بالعجوزة.