خبير آثار: العرب استخدموا التقويم القمرى قبل التقويم الهجرى الذى بدأ عام 922م
القاهرة "المسلة" الخبير الاثرى ….. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن هجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى يثرب (المدينة المنوّرة) كانت عام 622م ولم يوضع التقويم الهجرى فى عهد النبى محمد صلى الله عليه وسلم بل فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) ومنذ ذلك الوقت عرف التأريخ العربى بالتأريخ الهجرى وقد كان العرب فى الجاهلية يستعملون التقويم القمرى وقد قسّموا العام اثنى عشر شهراً قمرياً يبدأ برؤية الهلال وينتهى برؤيته .
ويضيف د. ريحان بأن الخليفة عمر بن الخطاب بدأ العام الهجرى بشهر المحرم فى العام الرابع عشر للهجرة والنبى محمد (صلى الله عليه وسلم) توفى بعد عشرة أعوام من هجرته من مكة إلى المدينة ثم تولى الخليفة أبو بكر الصدّيق رضى الله عنه عامين ثم جاء الخليفة عمر ووضع التقويم الهجرى فى العام الرابع عشر للهجرة .
ويتابع د. ريحان بأن الهجرة أسست أول حاضرة إسلامية جسّدت أول مجتمع مدنى متكامل فى التاريخ وقد بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام بتغيير هوية المدينة أولاً بتغيير اسمها من يثرب إلى المدينة لإعلان مرحلة جديدة بسمات روحية ثقافية سياسية اقتصادية اجتماعية جديدة ولتعزيز قيمة الانتماء لمجتمع وليد مبنى عى التآلف والاندماج وإعمار الأرض والانتشار فى أرجائها ونشر قيم التسامح والخير والحق والعدل والسلام لحفظ توازن المجتمع .
ويوضح د. ريحان أن هناك عدة عوامل أهلت المدينة المنورة لتكون حاضرة الحواضر الإسلامية ومنها موقعها الجغرافى على طريق تجارة الشام وارتباطها الحضارى بمواقع التيارات المسيحية بالشمال مما ساهم فى التواصل الحضارى بين الديانات كما أهلتها خصوبة أرضها ووفرة مياهها للتقدم فى المجال الزراعى وقد قامت عدة صناعات على الإنتاج الزراعى المحلى كما ظهرت بها عدة صناعات معدنية منها صناعة الأسلحة وآلات الرى والزراعة .
وينوه د. ريحان إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام أسس نظم تخطيط الحواضر الإسلامية الذى يبدأ ببناء المسجد وهو أول ما قام به الرسول بالمدينة من بنائه لمسجد من الطوب اللبن وأعمدة من جذوع النخيل وسقف من جريد النخيل لإدراكه أن الجانب الروحانى كان الأساس لإشراقات الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامى المستنير وكان هذا المسجد يتوسط المدينة وهو المسجد الجامع الذى تقام فيه صلاة الجمعة والصلوات الخمس ومنه تمتد شوارع وطرق المدينة الرئيسية باتجاه أطرافها وأن التوسع العمرانى بالمدينة أدى لإقامة عدة مساجد بالأحياء خاصة بالصلوات الخمس فقط وكان الرسول يشرف بنفسه على إقامة هذه المساجد كما أقام موقعاً مكشوفاً خاص بصلاة العيد وهو مايطلق عليه المصلى مكون من مكان مكشوف ومحراب يحدد اتجاه القبلة وقد كشفت منطقة آثار جنوب سيناء عن مصلى داخل قلعة وهى قلعة الجندى بوسط سيناء والذى كشف بها أيضاً عن مسجد جامع للصلوات الخمس وصلاة الجمعة ويتميز بوجود المنبر ومسجد للصلوات الخمس فقط.
ويشير إلى أن تخطيط المدينة جسًد فكراُ هندسياً راقياً تمثل فى شبكة طرق ربطت كل أحياء المدينة بالمسجد الجامع من خلال شوارع رئيسية تفرعت منها طرق فرعية تمتد لكل التجمعات السكانية لتسهيل حركة المرور داخل المدينة وقد كان عرض الطرق الرئيسية ما بين 4 إلى 5م والطرق الفرعية ما بين 2 إلى 3م وكان للطرق آداب عامة منها إماطة الأذى عن الطريق وإصلاحها والاعتناء بها والمحافظة عليها وأن الأمن والصحة كانا من العوامل الرئيسية فى إنشاء المدينة وقد تجسّد فى إقامة معسكرات لتدريب الجنود بضواحى المدينة وإقامة خيمة بالمسجد النبوى للعلاج وكانت هذه نواة للبيمارستانات التى أنشئت فى الحواضر الإسلامية ومنها بيمارستان قلاوون بشارع المعز بالقاهرة .