Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

ملتقى عربي في الأردن حول (مواجهة تاريخ الأدب)

 

عمّان "المسلة" ….. تنظم مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ومؤسسة عبدالحميد شومان غدًا "ملتقى مواجهة تاريخ الأدب" الذي يعقد في مقر منتدى شومان الثقافي ويهدف إلى تقديم نقد موضوعي لوسائل ومحطات الثقافة العربية، وذلك بمشاركة خبراء عرب في تاريخ الأدب.


ويتضمن اليوم الأول للملتقى ثلاث جلسات، الأولى التي يديرها وزير الثقافة الأردني الأسبق د.صلاح جرار، تشتمل على بحثين، الأول يقدمه د.محسن الموسوي، من العراق، بعنوان "تحولات في مفهوم التاريخ: التاريخانية الجديدة والتاريخ كسرد"، والثاني للدكتور حسن مدن من البحرين بعنوان "التحقيب في الثقافة العربية".

 

ويبين الموسوي اهتمام المفكرين المعارين؛ عرباً وأجانب، بالمستجدات المفاهيمية للتاريخ والسرد، لافتاً إلى مقولات بعضهم في هذا السياق، وعاطفاً على ما يسميه " الدفعة الفعلية التي تولدت عن التاريخانية وحفريات المعرفة" عند ميشيل فوكو، والتي جاءت في ثمانينات القرن الماضي عندما عرض ستيفن غرينبلات "فكرة تعالق الإنتاج الأدبي والفكر بالسياق الثقافي" حسبما ذكرت العمانية.

 

ويعرّج على بحث ميشيل فوكو في ظاهرة الانفراط والانشقاق، إضافة إلى أثره في التاريخ الأدبي العربي، وكذلك على كتابات ستانلي فش وآخرين لمقارنة الاتجاهات والمفاهيم عند العرب في عالم متداخل.

 

ويؤكد سن مدن ضرورة التحقيب لدى دراسة التاريخ، بما فيه الأدبي، لتتبع مراحل التطور في الظاهرة أو المسألة موضوع البحث، لرؤية أوجه الصعود أو النكوص في مسارها. كما يبحث في "البعد الإجرائي"، باعتباره تصوراً نظرياً لمعالجة موضوع تاريخ الأدب والثقافة عامة، ووسيلة علمية تجريبية لاستقصاء وقائع موضوع تاريخ الأدب، وتأطير الموضوع.


ويبين مدن أن لجوء الباحث في تاريخ الأدب إلى هذه الوسيلة الإجرائية، هدفه إقامة تصور للأعمال ذات الصلة المنجزة في الماضي.

 

أما الجلسة الثانية فيديرها د. غسان عبدالخالق، وتشتمل على ورقة بعنوان "تحقيب الأدب العربي لدى المستشرقين"، تقدمها د.غادة خليل من الأردن، وتتتبع فيها أربع تجارب للتحقيب الأدبي في تراث المستشرقين، اعتمدت الأولى منها التحقيب بحسب العصور السياسية وهي تجربة بروكلمان، واعتمدت الثانية تقسيماً زمنياً قوامه الظاهرة الأدبية والفنية الغالبة، وزاوجت الثالثة بين الظاهرة الأدبية والوضع السياسي الحضاري العام والبيئة المكانية وهي تجربة هاملتون جيب، أما الرابعة فهي للمستشرق شارل بللا، الذي يقسم الأدب العربي إلى أربع مراحل رئيسية تبعاً لحالة الأدب فيه.


ويدير الجلسة الثالثة د.علي الشرع، ويقدم فيها د.محمد الشحات من مصر ورقة بعنوان "كيف تتعامل النظريات الحديثة مع تاريخ ثقافة أوروبا؟"، فيما يقدم الشاعر عبده وازن من لبنان ورقة بعنوان "ميشيل فوكو والتاريخ".

 

ويبحث الشحات في كيفية تعامل النظريات الحديثة مع تاريخ ثقافة أوروبا، من خلال مقاربة موضوع علاقة النظرية (الغربية) الحديثة بتحوّلات تايخ ثقافة أوروبا، وتحولات التاريخ الأدبي، ومدى انعكاس هذه التحولات على بعض الممارسات العربية. وفي سبيل ذلك يتناول علاقة المصطلح النقدي بمرجعيته الثقافية التي تتشكل حدود المفهوم في ضوئها، والتي ينبني عليها، واستراتيجيات ممارسة المصطلح.

 

ويلقي الشحات الضوء على محاور رئيسية؛ مثل أثر المرجعيّة الثقافية الأوروبية في النظرية الأدبية الحديثة، وجدل النظرية والتاريخ الثقافي، وأزمة المصطلح النقدي بين فضاء النظرية واستراتيجيات الممارسة، وغيرها من المحاور.

 

أما وازن فيقدم في بحثه استقصاء لفكرة التاريخ لدى المفكر والفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، لافتاً إلى أنها فكرة "معقّدة ومركّبة في المعنى المعرفي". وهو يبين أن مقولة التاريخ لدى فوكو تدور حول محاور ثلاثة يرتكز إليها الخطاب المتعدد الحقول. الأول نقد التاريخ كمفهوم أفقي ومتواصل، ونقد الخطاب الذي حوله المؤرخون إلى تاريخ نصبي هائل. والثاني يقوم على ما يسميه فوكو "فكرة الحدث"، والثالث هو العمل التوثيقي أو الأرشيفي، وفيه يشارك فوكو مؤرخين اعتمدوا هذا المنهج التاريخي.


ويشتمل اليوم الثالث للملتقى على ثلاث جلسات، الأولى يديرها د.محمد أحمد المجالي، ويقدم فيها الباحث د.أحمد بو حسن من المغرب ورقة بعنوان "مراجعات نقدية لفكرة عصر الانحطاط"، كما يقدم الناقد جابر عصفور من مصر ورقة حول " النهضة وعصر التنوير".


ويبحث بو حسن في القضايا الأساسية التي أثارها كتاب "الجمهورية الإسلامية للآداب في العصر الوسيط: تشييد المعرفة العربية" لمحسن جاسم الموسوي، لافتاً إلى أنه من أهم الدراسات النقدية المعاصرة الجادة التي حاولت أن تعيد النظر في مفهوم عصر الانحطاط المتداول في تَحْقيبِ تاريخ الأدب العربي منذ عصر النهضة العربية الحديثة.


ويبين أن الكتاب اعتمد على مرجعية نظرية ذات بعد إبستمولوجي، وتكويني، ومقارن، وكذلك باتباع منهجية قائمة على تعدد التخصصات، ومعتمدة على التفكيك والتركيب.


أما عصفور فيتتبع البناء الفكري عند طه حسين، والذي يرى أنه يقوم على خمسة محاور أساسية؛ المحور الأول يتصل بالحرية بكل معانيها، والثانى العدالة، أي العدالة المعرفية التي تتيح العلم للجميع وتجعل الثقافة كالماء والهواء. أما الثالث، فهو الإنسانية التى تجعل الوعي الفردي يجاوز الوعي الوطني مع إيمانه به، إلى الوعي القومي ومنه إلى الوعي الإنساني.


والمحور الرابع بحسب عصفور، هو الإيمان بالتطور، ما دفعه طه حسين إلى ألّا يقيد نفسه بآراء السابقين في البحث الأدبي أو التأريخ للأدب. أما المحور الخامس فيرتبط بالنظرة المستقبلية، فقد كانطه حسين يرى أنه لا بد دائماً من استشراف المستقبل وتغيير أوضاع الحاضر بما يقتضيه التفكير فى هذا المستقبل.

وفي الجلسة الثانية التي يديرها د.عبدالباسط الزيود، تقدم د.امتنان الصمادي من الأردن ورقة بعنوان "هل أخفقت النهضة؟"، فيما يقدم د.شكري المبخوت من تونس بحثاً حول "أثر مفاهيم التاريخ الأدبي في كتابة أدباء النهضة".


وتحاول الصمادي في ورقتها الإجابة عن سؤال: هل أخفقت النهضة؟ لافتة إلى مدى الحاجة لمواجهة المنجز الفكري والثقافي والأدبي والنقدي العربي منذ التأريخ للنهضةالعربية بالحملة الفرنسية على مصر إلى يومنا هذا.


وللتوصل إلى بناء منهجي، تسعى الصمادي إلى اعتماد تعريف لمفهوم النهضة وتأصيله وبيان جوانب الاتفاق والاختلاف في آراء المفكرين حول تداعيات النهضة وعوامل تحققها ودواعي فشلها، إضافة إلى مقارنتها بما يشبهها من تجارب الأمم المحيطة.


أما المبخوت، فيحاول في ورقته استجلاء المفاهيم التي نُسجت بها قصّة الأدب العربي في عهد النهضة لدى مؤرّخي الأدب العربيّ، لافتاً إلى أن استخراج مكوّنات قصّة أدب النهضة عند مؤرّخي الأدب والرؤية الإيديولوجيّة التي تشدّها يمثّل منطلقَ البحث في المسألة.


ويبين المبخوت أن المفاهيم المعتمدة في حبك هذه القصّة من قبيل التحقيب الزمني والمؤلفين والمدارس والتيّارات والأجناس والأغراض الأدبيّة وغيرها، هي أطر عامّة لتنزيل الظاهرة الأدبيّة في عصر النهضة ضمن خطاطة مسبقة قائمة على ثوابت واستبدالات. وداخل هذه الخطاطة العامّة تشتغل مفاهيم مجرّدة كالاتصالة والانفصال والتعاقب والتزامن والتدرّج والتراكم، تكشف على نحو أفضل القواعد التي وجّهت كتابة قصّة الأدب العربي في عهد النهضة.


ويختتم الملتقى فعالياته بالجلسة الثالثة التي يديرها د.شكري عزيز ماضي، وتقدم فيها د.هالة فؤاد من مصر بحثاً بعنوان "الفلسفة في المواجهة: تساؤلات وإشكاليات"، فيما يقدم الناقد د.فيصل دراج من الأردن ورقة حول "أبرز مشاريع التجديد في التاريخ".


وتَطرح فؤاد العديد من الأسئلة حول كل ما تصورته الباحثة بديهياً وواضحاً في مجال بحثها.


وتلفت إلى أنه رغم احترامها لقدرات العقل الإنسانى الفلسفي، إلا أنها كانت دائماً تضيق ذرعاً بـ"نبرة اليقين البرهاني المتعالية التي تَؤلّه العقل، وتَجعله الحاكم الأوحد المستبد فى مملكة الفلسفة"، وهي بذلك تحاول التوطئة لسؤالها: "ما جدوى الفلسفة؟! لتؤكد بالتالي "أنها من أعظم ما أبدعه العقل البشرى فى مسيرته الحضارية الطويلة".


ويتتبع دراج علاقة الأدب بالتاريخ من خلال كتب يرى أنها تتيح تأملاً خصيباً لبدايات الأدب العربي. ويبين أن الأدب والتاريخ يتميزان بتبادلية العلاقة، فالأول واقعة اجتماعية تضيء معنى التاريخ، والثاني، في مستوياته المتعددة، مرجع تكوّن الإنتاج الأدبي، في أشكاله المختلفة.


ويشير دراج إلى أن كتاب طه حسين "في الأدب الجاهلي" يحتل أهمية خاصة في تأمل علاقة الأدب بالتاريخ، ذلك أنه استلهم ديكارت وموضوع "الإنسان المفكّر"، وأكّد أولوية المعارف الجديدة على المعارف القديمة، ودافع عن "الحرية" منهجاً شاملاً في الحياة والتفكير.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله