خبير آثار : أديرة وقلاع سيناء حمت بوابة مصر الشرقية من غزوات الفرس والصليبيين
القاهرة "المسلة" الخبير الاثرى …. فى ذكرى أكتوبر المجيدة أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن أديرة وقلاع سيناء كانت حصوناً عسكرية دافعت عن مصر عن طريق بوابتها الشرقية وحمتها من غزو الفرس والصليبيين ومنها دير الوادى بطور سيناء ودير سانت كاترين والحصن البيزنطى بجزيرة فرعون وحصن رأس راية بطور سيناء وقلعة صلاح الدين بطابا وقلعته برأس سدر وحصن الفرما بشمال سيناء.
ويتابع د. ريحان بأن دير الوادى يقع بقرية الوادى التى تبعد 6كم شمال الطور وعلى بعد 200م شرق بئر يحيى ذى المياه العذبة 3كم شرق حمام موسى ذى المياه الكبريتية الدافئة وهو الدير الوحيد الذى يحتفظ بمعظم عناصره المعمارية من القرن السادس الميلادى حتى الآن حيث أن دير سانت كاترين شملته إضافات عديدة والدير ومسجل بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 987 لسنة 2009 وقد أنشئ كحصن رومانى أعيد استخدامه كدير محصّن فى عهد الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى متوافقاُ مع خطة جستنيان الحربية لإنشاء حصون لحماية حدود الإمبراطورية الشرقية ضد غزوات الفرس كما أعيد استخدامه كأحد الحصون الطورية فى العصر الفاطمى كما ورد فى عهود الأمان من الخلفاء المسلمين المحفوظة بدير سانت كاترين كما عثر به على تحف منقولة هامة من العصر الفاطمى.
ويؤكد د. ريحان أن دير سانت كاترين مسجل كأثر من آثار مصر فى العصر البيزنطى والخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993 والمسجل ضمن قائمة التراث العالمى (يونسكو) عام 2002 يعتبر من أهم الأديرة على مستوى العالم والذى أخذ شهرته من موقعه الفريد فى البقعة الطاهرة التى تجسدت فيها روح التسامح والتلاقى بين الأديان ولقد بنى الإمبراطور جستنيان الدير ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادى عند البقعة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتلقى فيها ألواح الشريعة وأنشئ كدير محصن لنفس أسباب دير الوادى للدفاع عن سيناء ضد هجمات الفرس حيث الصراع بين البيزنطيين والفرس على تجارة الحرير كما أنشأ جستنيان حصن بيزنطى بجزيرة فرعون بطابا لنفس الغرض.
ويوضح د. ريحان أن قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا تبعد 10كم عن مدينة العقبة وتمثل قيمة تاريخية ثقافية هامة حيث تشرف على حدود 4 دول أنشأها القائد صلاح الدين عام 567هـ 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج المصرى عبر سينا ومسجلة كأثر بالقرار رقم 41 لسنة 1986 وكان لها دور عظيم فى حماية سيناء من الغزو الصليبى فلقد قاومت حملة الأمير الصليبى أرناط صاحب حصن الكرك 1182م بقصد إغلاق البحر الأحمر فى وجه المسلمين واحتكار تجارة الشرق الأقصى والمحيط الهندى بالاستيلاء على أيلة شمالاً (العقبة حالياً) وعدن جنوباً.
ويتابع بأن قلعة الجندى برأس سدر مسجلة كأثر بالقرار رقم 336 لسنة 1989وتبعد 100كم جنوب شرق السويس وسميت بهذا الإسم لوقوعها على رأس تل يشبه رأس الجندى بناها صلاح الدين من عام 1183 إلى عام 1187م وقد توفرت لهذه القلعة كل وسائل الحماية فهى مبنية على تل مرتفع 645م فوق مستوى سطح البحر وشديدة الانحدار فيصعب تسلقها ومهاجمتها ومحاطة بخندق وقريبة من مصادر المياه الصالحة للشرب وتتكون من عدة مستويات كل مستوى مخصص لغرض حربى أو مدنى معين وتقع على الطريق الحربى لصلاح الدين بسيناء.
ويوضح أن قلعة الفرما تبعد 35كم شرق مدينة القنطرة شرق على شاطئ البحر المتوسط وأن بلدوين الأول ملك الصليبيين وصل إلى الفرما فأرسل الأفضل بن أمير الجيوش إلى والى الشرقية أن يقابلهم فلما وصلت العساكرتقدمها العربان وطاردوا الصليبيين وعندما علم بلدوين بذلك أمر أصحابه بالنهب والتخريب والإحراق وهدم المساجد فأحرق جامعها ومساجدها وجميع البلد وعزم على الرحيل فأخذه الله سبحانه وتعالى فكتم أصحابه موته وساروا بعد أن شقوا بطنه وملؤها ملحاً حتى بقى إلى بلاده فدفنوه بها .