تكريم السياحة لممدوح البلتاجى وحده لايكفى (الرجل) الذى يستحق ارفع الاوسمة فى مصر
تجربة البلتاجى كرجل دولة يجب ان تدرس ويستفيد منها القطاع السياحى فى مواجهة الازمات
بقلم عبدالناصر احمد
لاادرى لماذا شعرت بالتفاؤل عند الاعلان عن تكريم الدكتور ممدوح البلتاجى وزير السياحة الاسبق فى الاحتفال بيوم السياحة العالمى الذى تحتفل به وزارة السياحة يوم 4 اكتوبر المقبل .. بالرغم ان الاوضاع المحيطة بالقطاع السياحى لا توحى بذلك فى ظل تداعيات غير واضحة المعالم وتشابك بين الاحداث المختلفة التى يمكن ان توثر سلبا على السياحة الوافدة الى مصر.
ولعل هذا التفاؤل الذى اتمنى ان يكون صحيحا بالنسبة لمصر بصفة عامة والسياحة بصفة خاصة جاء نتيجة ان تلك المواقف التى تتشابه مع مواقف سابقة تزامنت مع تولى الدكتور ممدوح البلتاجى مسئولية وزارة السياحة حيث تولى المسئولية عام 1992 وقت حدوث اقوى زلزال شهدته مصر فى العصر الحديث ومرت السياحة وقتها بعدة ازمات نتيجة عمليات ارهابية متلاحقة ولكننا لم نشهد مثل هذا الانحسار والتردى من قبل القائمين على النشاط السياحى.
فالعاملين بالقطاع السياحى والمتابعين للعمليات الارهابية يعلمون جيدا ان حادثة مقتل سائحين بالبر الغربى بالاقصر عام 1997 وقتل جميع السياح فى الاتوبيس السياحى ذبحا يعد من اكثر الحوادث والعمليات الارهابية الموجهة ضد السياحة، وقتها قال خبراء السياحة فى الخارج والداخل ان السياحة الى مصر لن تعود قبل 5 سنوات والمتفألين قالوا بعد 3 سنوات ، ولكن نظرا لان هناك رجال مثل البلتاجى عادت السياحة الى مصر لطبيعتها بعد 6 اشهر، وهذا ولم يكن البلتاجى خبيرا سياحيا وانما كان رجل دولة يملك كافة الادوات ويتعامل مع كافة القضايا فى الاطار العام للدولة، وكان يدرك تماما انه فى اى محفل دولى هو وزيرا لجميع الوزارات وكان يمسك بكافة خيوط القضايا الخاصة بالدولة المصرية..
لقد كان الدكتور البلتاجى رجل القانون يجيد التحدث فى السياسة والاقتصاد والثقافة والسياحة والفن وكان فى الموتمرات الدولية يجيب على جميع الاسئلة المتعلقة بالشان المصرى وليس السياحة فقط، ولذلك فان المؤتمر الصحفى الذى كان يعقده البلتاجى على هامش اى بورصة سياحية فى العالم كان يحضره رجال الاعلام والصحافة متخصصين فى جميع المجالات وليس فى السياحة فقط.. فالبلتاجى صاحب الكريزمة التى مكنته من احتواء كافة الاحداث التى مرت بها مصر ، وكان يخرج جميع من يستمعون له فى الموتمرات او منظمى الرحلات فى الاجتماعات وهم مطمئنون تماما الى المقصد السياحى المصرى.
وهنا لابد من الاشارة الى ردود افعال وزراء وخبراء السياحة فى العالم فى اول بورصة سياحية كانت فى لندن بعد تغيير البلتاجى وتولى احمد المغربى فقدسمعت باذ نى ورايت بعينى مقولات تؤكد عظمة هذا الرجل مثل ان العرب خسروا انشط وزير سياحة والسياحة المصرية لن تعوض البلتاجى فيكفى الرجل شرفا وفخرا لمصر انه تم اختياره رئيس للجنة الازمات السياحية فى العالم،
الدكتور البلتاجى اول من وضع خطة للترويج السياحى المصرى واخراج المقصد المصرى من مجرد زيارة مرة واحدة فى العمر لنمط سياحى واحد هو الاثار الى المنتج السياحى المتنوع والتعامل معه كسلعة يجب تسويقها بالشكل المناسب فى الوقت المناسب.
وقد استطاع الدكتور ممدوح البلتاجى رجل القانون استحداث عدة مصطلحات لم تكن معروفة قبله ولازالت من المصطلحات التى يستخدمها الكثير من رجال الاعلام والاقتصاد دون ان يدرى ان البلتاجى هو صاحبها مثل (السياحة قاطرة التنمية الاقتصادية فى مصر) و (السياحة المصرية تمرض لكنها لن تموت) و (السياحة نتاج للمجتمع بالكامل) و التسويق روح النشاط السياحى.
وهنا لابد من الاشارة الى ضرورة الاستفادة بتاريخ البلتاجى فى مواجهة الازمات التى تواجه السياحة المصرية حاليا ولعل هشام زعزوع الذى يتولى المسئولية الان يعرف عن البلتاجى الكثير الذى يمكن ان يستفيد به فى احتواء الازمات التى تحيط بالسياحة المصرية ولايجدى معها الترويج فقط ،وانما تحتاج الى حنكة سياسية وتحركات دبلوماسية واعتقد ان هناك اشخاص فى وزارة السياحة ممن عملوا مع البلتاجى وتعلموا منه الكثير ، وعلى راسهم تلميذه المقرب محفوظ على الذى يعتبر احد القيادات فى وزارة السياحة رغم ابعاده عن المشهد السياسى والاعلامى الاانه يمكن الاستفاده بما كان يفعل البلتاجى فى المواقف المختلفة.
واخبرا يجب الا تكتفى الدولة بتكريم القطاع السياحى للدكتور ممدوح البلتاجى لان الرجل لم يكن وزيرا للسياحة والاعلام والشباب والرياضة فقط وانما كان رجل للدولة المصرية بالكامل ، وكان من اكثر الناس الذين عرفتهم فى حياتى اخلاصا لهذا البلد فليس اقل من ان يتم تكريمه من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى بارفع الاوسمة التى تمنح المسئولين فى مصر… هكذا يجب ان يكون المشهد فتاريخ الرجل الذى لا يخفى على المسئولين فى الدولة يستحق ذلك.