الملك عبدالله الثاني يبحث سبل جذب الاستثمارات والسياح الى المملكة
عمان "المسلة"…. عاد الملك عبدالله الثاني، امس، إلى أرض الوطن مختتما زيارة عمل شملت كلا من جمهورية الصين الشعبية وكوريا الجنوبية، أجرى خلالها مباحثات ولقاءات سياسية واقتصادية مع قيادات البلدين لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، وتناولت تطورات الأوضاع في المنطقة.
ففي العاصمة بكين، المحطة الأولى للزيارة، عقد الملك مباحثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، وقّع في ختامها الزعيمان بيانا مشتركا لإقامة علاقات شراكة استراتيجية بين البلدين عكست حرص قيادتي البلدين على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وتوج البلدان شراكتهما الاستراتيجية بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات تفاهم بقيمة تجاوزت 7 مليارات دولار في مجالات الصخر الزيتي والطاقة المتجددة وتوليد الكهرباء والسكك الحديدية والتدريب وغيرها، وذلك على هامش أعمال معرض الصين والدول العربية 2015 الذي حضره الملك انطلاق فعالياته في مدينة ينشوان بمقاطعة نينغيشا الصينية.
وشهد الملك والرئيس الصيني توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين حكومتي البلدين في مجال التعاون الاقتصادي والفني لتقديم منحة للأردن بقيمة 130 مليون يوان صيني، ومذكرة تفاهم لتأسيس مؤسسة للتعليم العالي في المجال التقني.
وكان الملك استهل زيارته إلى الصين بلقاء الرئيس التنفيذي لشركة هواوي الصينة جيو بينغ، والتي بدأت أعمالها في الأردن عام 2005 وتعد من كبريات الشركات العالمية المتقدمة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتسعى الشركة، التي ارتفع عدد موظفيها في الأردن من 100 إلى 300 موظف بعد زيارة جلالة الملك إلى الصين عام 2013، إلى اعتماد المملكة كمركز تميز لتطوير الكفاءات على مستوى المنطقة.
وخلال زيارته لمقر شركة هانيرجي المتخصصة في قطاع الطاقة البديلة والمتجددة، اطلع الملك على أبرز المشاريع التي تنفذها هانيرجي في مختلف أنحاء العالم، والتي تسعى لزيادة حجم استثماراتها في الأردن واعتماده كبوابة للولوج إلى أسواق المنطقة.
وفي مدينة ينتشوان الصينية، المحطة الثانية من الجولة، حضر افتتاح «معرض الصين والدول العربية 2015»، وافتتح الملك، ترافقه رئيسة مقاطعة نينغشيا ليو هوى، الجناح الأردني الذي يوفر فرصا للاطلاع على المشاريع الاستثمارية والاقتصادية والتجارية في المملكة.
والتقى الملك، خلال زيارته إلى مدينة ينتشوان، مستشار الدولة وزير الأمن العام في جمهورية الصين الشعبية جيو شينغ كون.
وفي العاصمة الكورية سيؤول، عقد الملك لقاء قمة مع الرئيسة الكورية بارك كون هي، تم خلاله بحث العلاقات الثنائية وسبل تنميتها في مختلف المجالات، خصوصا التعاون في إقامة مشاريع البنى التحتية الكبرى، التي يعمل الأردن على تنفيذها في قطاعات حيوية متعددة، وفي مقدمتها الطاقة والمياه والنقل والخدمات.
وشهد الزعيمان توقيع مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين للتعاون في مجالات الطاقة الكهربائية والمتجددة.
واستعرض الملك مع قيادات اقتصادية كورية فرص زيادة الاستثمارات الكورية في الأردن، الذي يوفر مزايا اقتصادية واعدة وبيئة استثمارية جاذبة.
وشملت اللقاءات كبار المسؤولين في مجموعة شركة سامسونغ، وشركة دايو الكورية، إضافة إلى مسؤولي هيئات ومؤسسات اقتصادية كورية كبرى.
وكان الملك استهل زيارته إلى كوريا بلقاء رئيس الجمعية الوطنية الكورية (البرلمان الكوري) تشونغ يو هوا، وقيادات برلمانية كورية، في لقاءين منفصلين، تم خلالهما التأكيد على ضرورة المضي قدما في تمتين العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
ووصف وزير التخطيط والتعاون الدولي عماد فاخوري الزيارة الملكية لكل من الصين وكوريا بالمثمرة والبناءة، لما تمخض عنها من نتائج سياسية واقتصادية في مختلف المجالات.
وبين في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن هذا الحراك الملكي يهدف لإدامة التواصل مع الدول الفاعلة ومراكز صنع القرار سياسيا واقتصاديا، لبناء علاقات متوازنة تخدم المصالح المشتركة على مستويات استراتيجية.
وقال الوزير إن من شأن ذلك تعميق قدرة الأردن على جذب الاستثمارات وفتح أسواق جديدة، واستقطاب السياحة، فضلا عن زيادة المساعدات الفنية والمنح والقروض الميسرة التي يستطيع الأردن استقطابها في ضوء الدور المحوري الذي يلعبه على مستوى المنطقة والعالم.
ووصف زيارة الملك إلى الصين بالتاريخية، وتُوّجت بإعلان بيان مشترك لإقامة علاقات استراتيجية مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مثلما أن الأردن كان ضيف الشرف في معرض الصين والدول العربية.
ولفت، في هذا السياق، إلى أن السنوات العشر الماضية شهدت ارتفاعا للتبادل التجاري بين الصين والدول العربية من 25 مليار دولار إلى 250 مليار دولار.
ويقدم الأردن نفسه، وفقا للوزير، كبوابة اقتصادية تجارية على مستوى الإقليم، لافتا إلى أن هناك إقبالا متزايدا من الشركات الصينية والكورية للاستفادة من المزايا التنافسية في الأردن لدخول أسواق المنطقة.
وأشار إلى أن شركات كبرى بدأت عملها في الأردن، واتخذته بوابة حقيقية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، واستفادت تلك الشركات من الخبرات الأردنية المؤهلة لدخول أسواق المنطقة.
وبين أنه، وخلال الزيارة الملكية إلى الصين، استطاع الأردن أن يوقع اتفاقيات من شأنها أن تضيف رصيدا جديدا للعلاقات التي يتمتع بها الأردن والارتقاء بها إلى مستويات الشراكة الاستراتيجية، مشيرا إلى أن القطاع الخاص الأردني كان له دور في العديد من تلك الاتفاقيات التي قُدّرت بمليارات الدولارات.
وأكد أن الأردن يريد تعميق هذا النهج البناء مع البلدين، حيث تم الاتفاق على دعم البرامج التنموية التي ينفذها الأردن في الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن كوريا تعتبر من الدول المتقدمة عالميا في المجال الاقتصادي، وتعتبر من الجهات الهامة التي لها استثمارات في الأردن ضمن قطاعات الإنشاءات والطاقة والتكنولوجيا.
وقال فاخوري إن هذه الجولة الملكية وما تمخض عنها من نتائج سيتم متابعتها بشكل متواصل من أجل قطف ثمار الجهد الملكي.