Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

ليل الأطلسي الطويل يؤجل عودة «سولار إمبلس 2»

عضو الفريق الإماراتي يشرح تفاصيل الرحلة التاريخية:

ليل الأطلسي الطويل يؤجل عودة «سولار إمبلس 2»

 

أبوظبى …. أكد الشاب المواطن حسن مريشد الرديني، العضو الإماراتي في فريق «سولار إمبلس2» الموظف في قسم الاتصالات والتسويق في شركة مبادلة للتنمية، أن طول ساعات الليل على المحيط الأطلسي بدءاً منذ منتصف أغسطس الجاري إلى نهاية مارس المقبل هو السبب الرئيسى في تأجيل عودة طائرة سولار إمبلس 2 إلى أبوظبي بعد إنجاز رحلتها التاريخية وتحطيم الرقم القياسي العالمي بالطيران بمفردها لأطول فترة دون توقف، حيث طارت بمفردها 117 ساعة و52 دقيقة، بينما كان آخر رقم قياسي 76 ساعة، وتم تسجيله عام 2006.

 

ونفى أن تكون هنالك عيوب هيكلية في الطائرة، وقال إن إصلاح البطاريات قد يستغرق نحو شهر. وتحدث حسن مريشيد في حوار خاص لـ«البيان الاقتصادي» أمس بعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية عن دور الإمارات في دعم المشروع وتفاصيل الرحلة التاريخية للطائرة سولار إمبلس 2 والصعوبات التي واجهتها، ومدى الاستفادة منها مستقبلاً. وفيما يلي الحوار:


كيف تشكل الفريق الفني الذي صاحب الطائرة، وما هي مدى استفادتك من عضويته؟

الفريق الفني الذي رافق الطائرة تكون من ستين عضواً غالبيتهم من سويسرا وكندا والصين، وكنت العضو الإماراتي والعربي الوحيد في الفريق، وقد توزع الفريق إلى نحو 6 لجان تشمل اللجنة اللوجستية، ولجنة الإعلام، ولجنة الفعاليات، ولجنة المهندسين، ولجنة المساعدة الفنية، ولجنة المطارات. وقد استأجر الفريق طائرة مدنية كانت تطير قبل أن تطير الطائرة الشمسية لاستطلاع الأجواء وترتيب إجراءات الرحلة المقبلة وتقديم أي مساعات فنية للطائرة، كما كان مركز التحكم والسيطرة المركزي في موناكو يقوم بمتابعة الطائرة وينشر صورها وأحدث أخبارها على شبكة الإنترنت.


وتوجه حسن مريشيد بالشكر لشركة مبادلة للتنمية بعد ترشيحها له ضمن الفريق الفني، مشيرا إلى أنه كان ضمن فريق اللجنة الإعلامية، حيث التقى مئات الصحافيين وأقام معهم علاقات قوية.


بعد إنجاز الرحلة التاريخية للطائرة كان من المتوقع أن تقلع إلى مدينة فينسكي الأميركية تمهيداً للعودة مرة أخرى إلى أبوظبي، إلا أن الطائرة لاتزال في هاواي، وتم الإعلان عن تأجيل رحلة العودة إلى أبريل المقبل، فما هو السبب الحقيقي وراء التأجيل؟


السبب الرئيسى لبقاء طائرة سولار إمبلس 2 في هاواي الأميركية إلى أوائل شهر أبريل المقبل ليس تلف مكونات الطائرة كما يشاع حالياً، بل السبب الحقيقي هو طول ساعات الليل على المحيط الأطلسي خلال الشهور المقبلة، الأمر الذي يصعّب من عودة الطائرة إلى أبوظبي كما كان مقرراً، وأؤكد لك أن التلف الذي أصاب غالبية بطاريات الطائرة بعد هبوطها في هاواي الأميركية سيتم إصلاحه خلال مدة زمنية لا تزيد على شهر، خاصة وأن هناك مهندسين من دول عديدة سيتوجهون خلال الأيام القليلة إلى مقر الطائرة بهاواي الأميركية للتفكير في تطوير قدراتها الفنية وتقييم تجربتها فنياً، وأعتقد جازماً أنه من الصعوبة أن تقلع الطائرة من هاواي الشهر المقبل بعد إصلاح بطارياتها.


حيث إن الطيران فوق المحيط الأطلسي يتطلب أن تكون ساعات النهار أطول من ساعات الليل حتى تتمكن الطائرة من شحن بطارياتها بالطاقة الشمسية، والطائرة خلال رحلاتها الماضية، وخاصة أهم رحلاتها من ناجويا اليابانية إلى هاواي الأميركية التي عبرت فيها المحيط الهادي، كانت تطير في النهار على أعلى مسافة لتتمكن من تزويد بطارياتها بالطاقة الشمسية، وفي ساعات الليل تطير على مسافات قريبة جدا من المياه بحيث يتسني لها أن تفقد طاقتها الشمسية ببطء شديد إلى أن يشرق فجر اليوم التالي لتطير إلى أعلى مستوى لتتزود بالطاقة الشمسية، وخلال الشهور المقبلة ستقل ساعات النهار وتزيد ساعات الليل بصورة كبيرة على المحيط الأطلسي، ما يعرض الطائرة للخطر، وقد كان مخططاً وفق برنامج الرحلة الذي تم إعلانه في بداية مارس بأبوظبي أن تعود الطائرة إلى أبوظبي بعد إنجاز رحلتها التاريخية أواخر يوليو أو أول أغسطس على أقصى تقدير، إلا أن المصاعب الكبيرة التي واجهتها الطائرة حالت دون ذلك، وأعتقد جازماً أن حساسية مكونات وأجواء الطائرة باعتبارها أول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية في العالم تعبر المحيط الهادي بدون توقف فرض عليها تأجيل مواعيد انطلاق رحلاتها خاصة الأربع رحلات الأخيرة، خاصة بعد أن توفر فريق فني ذو كفاءة عالية في مركز التحكم والمراقبة التابع للطائرة في جزيرة موناكو.


حيث أخبر الطيارين بأي تقلبات متوقعة في الأجواء المناخية، وقد عدت نهاية الأسبوع الماضي إلى أبوظبي بعد أن غادر غالبية أعضاء الفريق الفني الذي صاحب الطائرة في رحلاتها من أبوظبي إلى هاواي على مدار نحو خمسة أشهر.


ما هي أهم الصعوبات التي واجهتكم في رحلات الطائرة 2؟

الطائرة حققت إنجازاً تاريخياً كبيراً، فهي أول طائرة شمسية في العالم تعبر المحيط الهادي بدون توقف وتطير لمدة نحو 5 أيام، وقد واجهنا صعوبات عديدة، وأؤكد لك أن الطائرة لم تواجه أية صعوبات تذكر في رحلتيها الأولى من أبوظبي إلى سلطنة عمان، ثم من سلطنة عمان إلى أحمد آباد في الهند، إلا أنه في الرحلة الثالثة من أحمد آباد إلى فاراناسي في الهند واجهتها الصعوبة الأولى، وهي الحفاظ على الطائرة، حيث خصصنا فريقاً متكاملاً لحراسة الطائرة في مقر إقامتها خوفاً من عبث الزائرين بمكوناتها أو جسمها، خاصة وأن جسم الطائرة مصنوع من مواد حساسة.


وقد تركزت المصاعب الكبرى التي واجهتها الطائرة في الصين بشكل رئيس، حيث ظهرت عمليات التأخير في مطار مدينة تشونغتشينغ في جنوب الصين الذي وصلته سولار إمبلس 2 يوم 31 مارس الماضي قادمة من مطار مدينة ماندالاي في دولة مانيمار (بورما).


حيث كان من المقرر بقاؤها في المطار لمدة يوم واحد أو أقل من يوم واحد تمهيدا للانطلاق إلى مطار مدينة نانجينغ الواقعة في مقاطعة جيانغسو جنوب شرقي الصين، إلا أن سوء الأحوال الجوية اضطرها للبقاء في مطار مدينة تشونغتشينغ لمدة 13 يوماً، ثم طارت الطائرة يوم الاثنين 20 أبريل الماضي من مطار مدينة تشونغتشينغ إلى مطار مدينة نانجينغ ووصلته ظهر الثلاثاء 21 أبريل، بعد أن قطعت مسافة تصل إلى 1241 كيلومتراً في 17 ساعة و22 دقيقة، وكان من المقرر أن تمكث في مدينة نانجينغ إلي نهاية أبريل لتنطلق في رحلتها السابعة إلى هاواي الأميركية أول مايو إلا أن سوء الأحوال الجوية أخرتها مرة أخرى.


ترددت أقاويل كثيرة بأن السبب في تأخير الطائرة في الصين هو وجود عيوب هيكلية فيها؟


هذا ليس صحيحاً، لقد كان متوقعاً أن تبدأ الطائرة رحلتها الخامسة من مدينة تشونغتشينغ في جنوب الصين إلى مدينة نانجينغ الواقعة في مقاطعة جيانغسو جنوب شرقي الصين ومواصلة برنامجها، إلا أن سوء الأحوال الجوية أدى إلى تعذر الرحلة وتم التأجيل أكثر من 4 مرات، وبكل تأكيد فإننا كنا نعتقد أن التأخير لن يطول، لأن الطيارين والفريق الفني كان مصمماً على الوصول إلى محطاته المقبلة.


وأؤكد جازماً أن أجواء المناخ في الصين كانت سيئة ومتقلبة جدا، وهي السبب الرئيس في تأخرنا، وأدت الظروف الجوية السيئة في الصين إلى إحداث تغييرات في البرنامج الزمني للطائرة، حيث كان من المتوقع أن تطير الطائرة من الصين أوائل مايو الجاري إلى هاواي الأميركية، وذلك بعد قضاء نحو شهر (شهر أبريل) في الصين للترويج لمشروع الطائرة، إلا أن الظروف الجوية تسببت في تأخير الطائرة عن الإقلاع إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأؤكد أن التغيير في مواعيد الإقلاع ولعدة مرات بصورة مفاجئة أرهق الفريق الفني جداً حيث كنا نظل يقظين قبل يومين من الإقلاع لنطمئن على كافة التجهيزات وبعد أن ننهي استعداداتنا نفاجأ قبل الإقلاع بدقائق بتعليمات طارئة من مركز المراقبة والتحكم في موناكو بالتأجيل المفاجئ بسبب تقلبات المناخ، وأدى التأخر في الصين إلى انتهاء تأشيرات الزيارة وتسبب لنا في مشكلات عديدة.


الرحلة السادسة، وهي رحلة اليابان، لم يكن مخططاً لها، فما هي تفاصيل هذه الرحلة؟ وما هي الصعوبات التي واجهتكم فيها؟


الرحلة السادسة، وهي الرحلة المفاجئة وغير المخطط لها رحلة مدينة ناجويا اليابانية، حيث لم تكن محطة مدينة ناجويا ضمن محطات الرحلة، وقد هبطت الطائرة في مطار بمدينة ناجويا اليابانية اضطرارياً، حيث كان من المخطط أن تطير الطائرة من نانجينغ الصينية إلى هاواي الأميركية، وبعد أن قطعت 2852 كيلومتراً في نحو يوم وعشرين ساعة و52 دقيقة على المحيط الهادي اضطرت للهبوط بسبب تقلبات الجو المفاجئة على المحيط، وقد أخطر مركز المراقبة والتحكم الطائرة بضرورة الهبوط الاضطراري وإلا تحطمت الطائرة، وفي اليابان كانت أصعب فترات الرحلة التاريخية.


حيث هبطنا في مكان غير ملائم للطائرة، ولم تكن لدينا أي اتفاقيات مع السلطات اليابانية، وبعد أن هبطنا ظلت الطائرة مكشوفة لعدة أيام وهبت رياح قوية جداً تسببت في أضرار بالغة بأحد أجنحة الطائرة، مما اضطررنا لتركيب هنجر متحرك (هنجر موبايل) نضع فيه الطائرة. وهنا برزت بصورة كبيرة مشكلة عدم توفر المطارات الآمنة للطائرة، وهذه صعوبة أخرى واجهتنا بعد صعوبة ومشكلات الأجواء المناخية.


الرحلة السابعة (ناجويا اليابانية – هاواي الأميركية) كانت أهم رحلات طائرة سولار إمبلس 2 ، فما هي تفاصيل هذه الرحلة؟ وهل كنتم متأكدين من إنجازها؟


نعم كنا متفائلين جدا، وقد حققت الطائرة إنجازا عالميا غير مسبوق حيث طارت الطائرة على المحيط الهادي لمدة نحو أربعة أيام وثلاث ليال متواصلة، وفي أجواء مناخية صعبة تتراوح فيها درجة الحرارة من 40 تحت الصفر إلى ما يزيد على 40 درجة مئوية، وقد واجه الطيار أندريه بورشبيرج تحدياً كبيراً أثناء الطيران على المحيط الهادي حيث فوجئ بموجات وكتل هوائية باردة عبارة عن سدود سحب كثيفة، فضلا عن الإرهاق الذي عاناه خلال أيام الرحلة الخمسة.


حيث كان ينام لعدة دقائق يقوم خلالها بتشغيل الطيار الآلي، وبكل تأكيد كنا متوقعين أن ينجز الطيار رحلته التاريخية، لأنه تدرب على الطيران لمدة ثلاثة أيام متواصلة قبل ذلك وكانت لديه روح قوية بالتفاؤل، وخلال رحلات الطائرة تأكد من جدوى الرحلات التجريبية التي خضعت لها خاصة رحلاتها التجريبية الأربع في أبوظبي بقيادة الطيار المحترف ماركوس تشيرديل.


حيث تم اختبار أدائها في الجو لمدة 3 ساعات لأول مرة، لتأتي النتائج وفقا للحسابات والاختبارات الافتراضية، وكانت الرحلة التجريبية الأولى للطائرة بعد تفكيك أجزائها في سويسرا وإعادة تركيبها في أبوظبي، أما الرحلة الثانية، فكانت بهدف تمرين الطيار، وقام بها أندريه بورشبيرغ المؤسس الشريك لمشروع «سولار إمبلس» والطيار الرئيسي الذي قاد «سولار إمبلس 2» في رحلتها حول العالم، واستغرقت هذه الرحلة قرابة 10 ساعات، حلقت فيها الطائرة فوق مدينة أبوظبي مروراً ببعض معالمها الهامة مثل جامع الشيخ زايد الكبير والكورنيش والقرم الشرقي.


حلم يتحقق في 117 يوماً


بعد 117 يوما من إقلاع الطائرة من أبوظبي تحقق الحلم ودخلت الطائرة سولار إمبلس 2 التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن عبرت المحيط الهادي وظلت تطير بدون توقف نحو 5 أيام متواصلة بعدد ساعات يصل إلى 118 ساعة، وهذا الإنجاز يشكل تحدياً جديدا للطاقة المتجددة في العالم، كما أن رعاية ودعم دولة الإمارات للطائرة يؤكد الدور الرائد الذي تقوم به دولة الإمارات عامة وحكومة أبوظبي خاصة في دعم ونشر مشاريع الطاقة المتجددة في العالم، خاصة وأن لديها مشروعا فريدا وهو مشروع مصدر، الذي دعم الطائرة بشكل كبير.


وتعد «سولار إمبلس 2» التي أسسها السويسريان بيرتراند بيكارد وأندريه بورشبيرغ الطائرة الأولى من نوعها التي تمتلك قدرة تحمل غير محدودة وطارت ليلا ونهارا لمدد زمنية بالطاقة الشمسية، وقد وصلت المدة الزمنية التي قطعتها نحو 257.3 ساعة طيران على مدار نحو خمسة أشهر، وقطعت ما يزيد على 17 ألفا و177 كيلومترا بسرعة تراوحت بين 75 كيلومترا إلى 130 كيلومتراً في الساعة الواحدة.


وقام الطيارون وفريق المراقبة والتحكم في موناكو قام بدور كبير للغاية، حيث كان يتواصل ليلا نهارا مع الفريق الفني ويدرسون أحوال المناخ كل ساعة. وقامت الطائرة برحلتين تجريبتين خلال الأسبوع الأول من مارس الماضي، وقامت بجولة تجريبية قبيل انطلاقها يوم 9 مارس، كما انتهزت فرصة وجودها في مطارات بلدان الهند وبورما والصين على القيام برحلات تجريبية خاصة في الصين وبورما بعد أن مكثت فيها نحو شهرين أثناء عمليات تأجيل رحلاتها الأصلية.


772

كيلومتراً مسافة الرحلة الأولى بين أبوظبي وسلطنة عمان في زمن 13 ساعة

1593

كيلومتراً مسافة الرحلة الثانية من سلطنة عمان إلى أحمد آباد بالهند في 15 ساعة وعشرين دقيقة

1536

كيلومتراً مسافة الرحلة الثالثة من أحمد أباد إلى فاراناسي بالهند في 13 ساعة و29 دقيقة

1450

كيلومتراً مسافة الرحلة الرابعة من فاراناسي إلى ماندالاي ببورما في 15.5 ساعة

1450

كيلومتراً مسافة الرحلة من ماندالاي إلى تشونغتشينغ في الصين في 20 ساعة

1344

كيلومتراً مسافة الرحلة من تشونغتشينغ إلى نانجينغ الصينية في 17 ساعة و22 دقيقة

دور حاسم

كان للفريق الفني دور حاسم وكبير في نجاح مهمة الطائرة، وقد كانت أصعب أيام الفريق خلال الفترة الزمنية للطائرة في اليابان، فقد تواجد أعضاء الفريق الفني في ثلاث دول في وقت واحد، وهي الصين واليابان وأميركا، وكان التواصل بين أعضائه صعباً للغاية. وواصل الفريق العمل ليل نهار حتى لا يفشل مشروع الطائرة.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله