قناة السويس .. مقصد سياحي جديد
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
المفروض ان نبدأ من الآن التخطيط لتسويق مشروع قناة السويس سياحيا بما في ذلك الامكانات المصاحبة المرتبطة بمشروعات التنمية الاقتصادية
قلة في هذا العالم هي التي تجهل أهمية قناة السويس بالنسبة للاقتصاد العالمي. الشيء المؤكد أن الغالبية تدرك وتعلم الدور الذي يقوم به هذا الممر الملاحي المصري الدولي في تنشيط وتعظيم حركة التجارة العالمية. انه بمثابة شريان الحياة لحركة الصادرات والواردات بين كل دول العالم والتي يعود عائدها بالخير علي اقتصاديات الشعوب شرقا وغربا.
وكما هو معروف فإن هذه القناة تربط بين بحرين اساسيين هما البحر المتوسط والبحر الاحمر وكلاهما يربطان بين الشرق والغرب.. وتطل عليهما دول أوربية وأفريقية وأسيوية.. ويعد البحر المتوسط حلقة الوصل إلي قارات الغرب الأوربي وأمريكا الواقعة علي المحيط الاطلنطي.
لقد شاءت مشيئة المولي عز وجل ان تنفرد مصر بموقعها العبقري الوسط وباطلالها علي البحرين هو الموقع الفريد المختار لتحقيق ربط البحرين المتوسط والأحمر.
> > >
ان هذه القناة الجديدة تعد رافدا باهرا لثورة ٣٠ يونيو التي جاءت بالسيسي رئيسا ليهييء له الله تعالي ويرشده إلي الإضطلاع بقيادة الشعب لتحقيق هذا الإنجاز. هذا المشروع وما سوف يحققه من عائد ما هو الا عطية من عطايا الله الذي بارك مصر في كتابه المبين بما لم يحظ به اي بلد آخر في العالم. أنه في نفس الوقت هدية مصر المحروسة الي كل العالم الذي سوف يجني الكثير من الخير من وراء ارتفاع معدلات مرور السفن في القناة.
ان كل الملابسات التي صاحبت ملحمة حفر القناة القديمة والجديدة وما احاط بهما من اهتمام واعجاب وانبهار تاريخي علي مستوي العالم تجعل منها عامل جذب للسياحة. انها وبمواصفاتها تعد مقصدا سياحيا جديدا تضاف الي ما تنفرد به مصر من مقومات في هذا المجال. لاجدال ان كل ما اثير عالميا حول هذا المشروع ومن واقع ما سوف يقوم به في خدمة الاقتصاد العالمي يحظي بمتطلبات الدعاية التسويقية لتسهيل عملية الجذب السياحي.. خاصة بعد الانتهاء من تنفيذ مخطط التنمية الاقتصادية.
> > >
ان الاستفادة من هذا الانجاز الاقتصادي العالمي يحتاج الي جهود هائلة من القطاع السياحي حماسا وفكرا وعملا علي اعلي مستوي من الحرفية. هذه المهمة تُحمل وزير السياحة خالد رامي اعباء مضاعفة تضاف الي اعباء العمل علي استعادة السياحة لعافيتها بعد الازمة التي تعاني منها منذ قيام ثورة ٢٥ يناير.
تحقيق هذا الامل يحتم ان يكون هناك مخطط للتحرك في هذا الاتجاه مستفيدا من تجربتي تنمية كل من الغردقة وشرم الشيخ سياحيا. نجاح هذه الجهود مرهون بالبدء فورا بعد اعلان مخطط تنمية محور قناة السويس لبدء تنفيذ متطلبات التعمير السياحي للمواقع المحددة. بالطبع فانه لايمكن التوصل لما تشهده هاتان المنطقتان علي البحر الأحمر وخليج العقبة سوي باتباع نظام الحوافز التي كانت وراء اقامة الفنادق والمنشآت السياحية التي بدونهما لايمكن ان تكون هناك سياحة.
التخطيط لما هو مطلوب لتعظيم النشاط السياحي في منطقة القناة يتطلب توفير الخدمات السياحية لركاب السفن التي سوف تعبر القناة. كما انه وبعد البدء في التخطيط للبرامج السياحية مع إنهاء مشروعات ما تشمله التنمية الاقتصادية من ــ مولات ــ للمشتريات التي تشمل المنتجات المصرية وكل منتجات العالم. هذه المسئولية السياحية تفرض علينا الاستعدادات بالسياسات السياحية اللازمة لاستثمار قناة السويس سواء قبل أو بعد الانتهاء من التنمية الاقتصادية.