السياحة ليست بذخاً ومظاهر
بقلم : راشد محمد الفوزان
مع بداية الصيف الكثير يشد رحالة للسياحة، سواء خارجية أو داخلية؛ وهنا أريد التركيز على المسافرين بالخارج، مع احترامي لكل الحريات الشخصية بالسفر والممارسات التي تتم، ولكن أتوقف عند الإساءة لسمعة بلادنا، وبالتالي المواطن السعودي لا أحد يجهل أو يقول أنه لا يوجد من يسيء لسمعة "المواطن" السعودي…
وقد يقول البعض هذه حريات شخصية، وهذا صحيح ولكن حين تكون بمنزله وداخل داره نعم حرية شخصية أيا كانت لن يسأله أحد وهذا شيء يخصه، ولكن حديثي عن السلوك العام في الأماكن العامة من شوارع وأسواق وحدائق وغيرها، سواء كان هذا السلوك شخصيا أو لفظيا وهذا أعتبره قليل ونادر السلوك اللفظي أو الجسدي خارجيا فالحمد لله الكثير يملك الكثير من الأدب والاحترام، ومن يتجاوز فهناك أنظمة تردع وبقوة ولا مجال لأي شيء يخالف السلوك العام، ولكن أتوقف لمن يسيء لسمعة بلاده أو المواطن السعودي من خلال "الاستعراضات" بسيارات أو الظهور بها بصورة لا أجد أفضل من "مقززة" بالشوراع والتوقف بها والحديث ومعه من معه، لا أفهم هذا السلوك "بشحن" سيارة للخارج ويبدأ الاستعراض بها سواء "بلندن" أو "باريس" أو أي مكان، ماذا يعتقد هذا السائح أن يريد توصيله لمن يشاهده؟ هل هي القدرة المالية؟ التميز؟ لفت الانتباه؟ أم ماذا؟ لست طبيبا نفسيا ولكن "قد" يندرج ذلك تحت نوع من أنواع الأمراض النفسية والشخصية وهي "نمط" أنا غير ومختلف ومتميز، من خلال سيارة أو ملكية شيء غالي الثمن؟ تستعرض أمام من؟ هل أنت من اخترع هذه السيارة؟ أو بجزء منها؟ هل تعرف كم حجم الإساءة التي تقدمها ومدفوعة الثمن لشباب وطنك وبلدك بهذه التصرفات ناهيك عن ما قد يأتي من مخالفات مرورية معها؟!
الدولة ليست مطالبة هنا بتدخل طبعا ولا أطالب بتدخل أو قانون، ولكن هذه إساءات بسلوكيات "معيبة" جدا، وأعرف رجال أعمال وقادرين ماديا يسافرون سياحيا ويمارسون السياحة بنمط بسيط جدا، ويسكنون أفضل الأمكان وكل شيء، ولم نسمع منهم أي شيء خارج السياق، لماذا يعتقد بعضهم "وليته تعب بهذا المال" ولكن يظل يكرر هذه الإساءة بتكرار هذه السلوكيات الاستعراضية المسيئة بسيارة تعرض بالشارع أو غيره، لا يصنع هذا بالاستمتاع بالمال الخاص، ولا من قبيل تسويق -هذا مالي وحر به-، ولكن يجب فهم أي تبعات تأتي تبعا لهذه السلوكيات التي سيتوقع الكثير أن غالب الناس هذا سلوكهم، وليته يعلم أن من يشاهدون ذلك ويتابعونه "يضحكون" على هذه التصرفات، فالعقلاء ينبذون هذه التصرفات مهما كانت قدرتك المالية واستطاعتك، تظهر صورة مسيئة لشباب بلادك أيا كان هذا الشخص المستعرض "بماله" أو سيارته أو خلافه، فالناس يرون مظهرك لا مخبرك وهو الأكثر قيمة وتقييما للإنسان، وأن نجعل من يرانا يدعو لمن ربانا، لا العكس.
ويقول الحسن البصري "ما من شخص يرى نعمة الله عليه فيقول الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات إلا أغناه الله وزاده". أتمنى أن يدرك من يسافرون للخارج أن لهم مطلق الحرية الشخصية، ولكن لا تسيء بتصرفات وسلوكيات لاقيمة لها مهما دفعت من المال وأنفقت، ففكرك وشخصك وأخلاقك وحديثك هي ما يهم وتقيم عليه، وليس المال مهما كان شأنك ومكانك.. وآخر كلمات أقولها فعل الخير والكرم والجود وكل الصفات الحسنة التي نعرفها تتنافى مع السلوكيات التي نشهدها بشوارع لندن أو باريس أو بأي مكان.
نقلا عن الرياض