اللغة العربية ومتطلبات السياحة والعصر لـ عامر محمد احمد الضبياني
أ. عامر محمد احمد الضبياني
رئيس منظمة السياحة والتراث – اليمن
مقدمة:
إن انتشار لغة ما معزة لأهلها وقوة، وانحسارها مهانة لهم وضعف، لذلك نجد الأمم القوية تبذل الجهد والمال لنشر لغتها في مختلف انحاء العالم لانها تعتبر النسيج الحي لحضارة المجتمع وثقافته.
منذ ان كنت في العاشرة من عمري وانا احلم بان اتعلم اللغة الاجنبية واتواصل والتقي بعدد كبير من السياح والاجانب، فكان هذا حلمي او مشروع راودني طيلة سنوات من الطفولة والطيش واستطعت بفضل الله تعالى تحقيقه خلال الاربع السنوات الماضية.
الجدير بالذكر الى ان هذا الحلم بمجرد ان تحقق وانهيت دارستي الجامعية في اللغة الانجليزية خالجني شعور غريب وتساؤل مثير للاهتمام والجدل، فوضعت هذا التساؤل نصب عيني وحاولت جاهدا ان ابحث له عن اجابات، ومن هنا وعبر ورقتي هذه والتي اشارك بها في جدول اعمال وفعاليات المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية يسعدني ان اطرح عليكم هذه المشكلة والتساؤلات لعلنا نجد لها سويا اجابات واضحة ومقنعة الى حد ما.
كل ماحلمت به في السابق وامارسه الان هو عبارة عن نشاط يكمن في اطار منظومة تعرف "بالسياحة"، فالتعرف على الاجانب واكتساب لغتهم ودراسة ثقافة ماضيهم وحاضرهم هي عبارة عن نشاط سياحي ليس الا، والسؤال هنا يكمن في الاتي:
هل يحلم الاجانب في تعلم لغتنا كما نحلم نحن في اكتساب لغتهم وتعلمها؟ وهل يمكن ان تزحف لغتنا العربية اليهم كما تزحف اللغة الانجليزية الينا؟
ولماذا اصبحت اللغة الانجليزية في بلادنا هي اللغة التي نراها اليوم على اﻟﻼﻓﺘﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﺍﻟﻤﺤﻼﺕ التجارية وداخل المطاعم والملاهي والفنادق والمصارف والشركات..الخ، وكاننا في بلد اجنبي وليس في بلد عربي؟
وهل أﺻﺒﺤﺖ ﻟﻐﺘﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻗﻮﻣﻨﺎ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﻓﺨﺮ، ولماذا لا يتم تطبيع اللغة العربية واعتمادها كلغة رسمية ولو حتى على الاقل في منظومة القطاع السياحي في بلادنا؟
الفصل الاول:- اللغة العربية واهميتها
ﺗﻮﺻﻒ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓﻜﺮ ﻧﺎﻃﻖ، ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻟﻐﺔ ﺻﺎﻣﺘﺔ, ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻫﻲ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ. ﺇﻥ ﻟﻠﻐﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﻞ ﺃﻣﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ، ﻭﺗﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ؛ ﻓﺘﻘﻴﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ، ﻭﺑﻬﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﺑﻴﻨﻬﻢ. ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻟﺐ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻜﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎﻍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻻ ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻋﻦ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺮﺳﺎﻧﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺗﺤﻤﻲ ﻛﻴﺎﻧﻬﺎ . ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ﻓﻴﺨﺘﻪ: " ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﻛﻼً ﻣﺘﺮﺍﺻﺎً ﺧﺎﺿﻌﺎً ﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ. ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ."
ﻭﻳﻨﻘﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘـﻮﺭ ﻓﺮﺣـﺎﻥ ﺍﻟﺴـﻠﻴـﻢ ﻋﻦ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺻﺎﺩﻕ ﺍﻟﺮﺍﻓﻌﻲ ﻗﻮﻟﻪ: " ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻣﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺻﻔﺔ ﺍﻷﻣﺔ. ﻛﻴﻔﻤﺎ ﻗﻠّﺒﺖ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻐﺔ – ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﺗﺼﺎﻟﻬﺎ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍﺗﺼﺎﻝ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻬﺎ – ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰﻭﻝ ﺇﻻ ﺑﺰﻭﺍﻝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﻧﺴﻼﺥ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ."
ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴَّﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗُﺪِّﺭ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﺎﻧﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ . ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺘﺤﻘَّﻖ ﻟﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﻟﻮﻻ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻬﺎ؛ ﺇﺫ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓَﻬْﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ﺍﻟﻔَﻬْﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻭﺗﺬﻭُّﻕ ﺇﻋﺠﺎﺯﻩ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱّ ﺇﻻ ﺑﻘﺮﺍﺀﺗﻪ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ . ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍلتراث ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﻐﺔ ..ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﻌﻠُّﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣَﻄْﻤَﺤًﺎ لكل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻣُﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺷﺘَّﻰ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ . ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﺳﻜﺎﻥ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
المرونة:
ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻐﺔ ﻣﺮﻧﺔ، ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺗﺴﺎﻳﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﺭﻩ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻋﺼﺮ، ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ﻛﺎﺋﻦ ﺣﻲ، ﻳﻨﻤﻮ ﻭﻳﺘﻐﻴﺮ ﻭﻓﻖ ﻣﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ
ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻮﺍﻛﺐ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ، ﻭﻣﺎ ﻳﺠﺪّ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ، ﻭﺗﻌﺪ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ كونها ﻣﻦ ﺃﻋﺮﻕ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﻨﺒﺘًﺎ، ﻭﺃﻋﺰﻫﺎ ﺟﺎﻧﺒًﺎ، ﻭﺃﻗﻮﺍﻫﺎ ﺟﻼﺩﺓً، ﻭﺃﺑﻠﻐﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓً، ﻭﺃﻏﺰﺭﻫﺎ ﻣﺎﺩﺓً، ﻭﺃﺩﻗﻬﺎ ﺗﺼﻮﻳﺮًﺍ، ﻟﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﺲ، ﻭﺗﻌﺒﻴﺮًﺍ ﻋﻤﺎ ﻳﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﺮﻭﻧﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺷﺘﻘﺎﻕ، ﻭﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﻟﻠﺘﻬﺬﻳﺐ ﻭﺳﻌﺔ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﺐ، ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﻻ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﻻ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻭﻻ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺗﻌﺠﺰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﺼﻮﻳﺮﻩ ﺑﺎﻷﺣﺮﻑ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺗﺼﻮﻳﺮًﺍ ﺻﺤﻴﺤًﺎ.
ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺃﻭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻓﻘﻂ؛ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﺴﺎﻉ ﻟﻜﻞ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﻟﻴﺪ وﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺑﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻲ ﻋﻠﻤﻲ ﺃﻭ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺃﻭ ﺗﺠﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﺻﻨﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﺃﺩﺑﻲ ﻓﻠﻢ ﺗﻘﻒ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻭﻻ ﺑﺪﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻼﻣﺎﺕ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﻛﺘﻬﺎﻝ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ – ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ – ﺣﻴﺔ ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ، ﻭﻟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻻ ﻧﻘﻴﺲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﺃﻗﺼﻰ ﻋﻤﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﻗﺮﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻓﻬﻲ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ.
الصمود:
ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ موﺍﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ اﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﺎﺯ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ. ﻷﻧﻬﺎ ﻭﻋﺎﺀ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺘﺮﺟِﻤﺔ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻣّﺔ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﺭﺩﺣﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻫﻴﻨﺎً. ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎً ﺑﺎﻟﻬﻮﻳّﺔ، ﻭﻗﺪ ﺻﻤﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ، ﻭﻇﻠّﺖ ﺳﺠِّﻼً ﺃﻣﻴﻨﺎً ﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺃﻣّﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﺎ ﻛﻠّﻬﺎ . وﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ ﻫﻮ ﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺠﻞّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ.
وﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠّﻐﺔ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﻫﻴﺌﺎﺗﻪ، ﻫﻲ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻊ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ وﺍﻟﻤﺆﺳّﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳّﺔ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ اﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈّﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴّﺔ وﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ.
وﻳﺮﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﺣﻴﺔً ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎً ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﻤﺎ ﻛﺘﺒﻪ " ﺟﻮﻝ ﻓﺮﻥ " ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻗﺼﺔ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ﺑﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺳﻴﺎﺣﺎً ﺍﺧﺘﺮﻗﻮﺍ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻭﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻨﻬﺎ، ﻭﺧﻄﺮ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺛﺮﺍً ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﻠﻎ ﻭﺻﻮﻟﻬﻢ ﻓﺘﺮﻛﻮﺍ ﺣﺠﺮﺍً نقشت ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﻮﻩ : ﻟﻢ ﺍﺧﺘﺮﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻠﻐﺎت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ؟ ﺃﺟﺎﺏ: ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻐﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻤﻮﺕ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻫﻲ ﺣﻴﺔ حتى يرﻓﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﻔﺴﻪ.
فهي اللغة التي لم تتقهقر فيما مضى امام لغة اخرى من اللغات التي احتكت بها، فقد كانت لغة العلم والادب في البلاد التي استضلت بنعم الاسلام واستطاعت ان تكون لغة حضارية انسانية اشتركت فيها أمم شتى، كان العرب نواتها الاساسية، واعتبروها جميعاً لغة حضارتهم وثقافتهم حتى اصبحت لغة الحقايق الرياضية والطبيعية، والحكم والتشريع، والتجارة والعمل، والفلسفة والمنطق، والتصرف والادب والفن، وكانت وسيلة التفاهم والتواصل في اوسع رقعة من الارض.
الانفتاح:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻣﻄﺎﻭﻋﺔً ﻭﻭُﺳﻌﺎً ﻟﻤﺎ ﺗﻔﺘَﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺳﺒﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﻠﻮﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ. ﺇﻧَّﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺗﻮﻟﻴﺪﺍً ﺍﺷﺘﻘﺎﻗﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺠﺎﺯﺍً ﺃﻭ ﺗﻮﻟﻴﺪﺍً ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﺐ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻨﺤﺖ ، ﻭﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻭﺳﺎﺋﻞُ ﻣُﻌﺘﻤَﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﻤﺴﺎﻳﺮﺓ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﺎ ﻭﺗﻘﺎﻧﺎﺗﻬﺎ.
وﻳﻘﻮﻝ ﺃ . ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺋﺢ، ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻷﺯﻫﺮ، "ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺧﺼﺎﺋﺺُ ﻭﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﺑﺰَّﺕ ﺑﻬﺎ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻻ ﺗﺪﺍﻧﻴﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻐﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ … ﺇﻥَّ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺟﺴﻤﺎً ﺣﻴّﺎً ﺗﺘﻮﺍﻟﺪ ﺃﺟﺰﺍﺅﻩ، ﻭﻳﺘﺼﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺑﺄﻭﺍﺻﺮ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ، ﻭﺗﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﻋﺪﺩ ﺿﺨﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻔﻜﻜﺔ ﺍﻟﻤﻨﻌﺰﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪّ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻮ ﻋُﺪِﻡ ﺍﻻﺷﺘﻘﺎق.
وﻛﻤﺎ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘـﻮﺭ ﻓﺮﺣـﺎﻥ ﺍﻟﺴـﻠﻴـﻢ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺇﺭﻧﺴﺖ ﺭﻳﻨﺎﻥ:
" ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﻓﺠﺄﺓ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻏﺮﺏ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﻭﻻ ﺷﻴﺨﻮﺧﺔ ." وﻳﻘﻮﻝ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻓﺮﻳﺘﺎﻍ: " ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻏﻨﻰ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ." ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻭﻟﻴﻢ ﻭﺭﻙ: "ﺇﻥ ﻟﻠﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻴﻨﺎً ﻭﻣﺮﻭﻧﺔً ﻳﻤﻜﻨﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ."
الفصل الثاني الاخطار التي تواجه اللغة العربية
ﻟﻐﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻫﻢ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺷﺨﺼﻴﺘﻨﺎ ﻭﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ﻭﺩﻋﺎﻣﺔ ﻭﺣﺪﺗﻨﺎ ﻭﻣﺴﺘﻮﺩﻉ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﻼﻓﻨﺎ، ﻭﺧﺰﺍﻥ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﺟﺪﺍﺩ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭﺗﺆﺩﻱ دﻭﺭﺍً ﻓﻲ ﺻﻮﻥ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻷﺧﻮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻟﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺻﻴﻐﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺝ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻫﺎ.
ولعل ﺃﻫﻢ ﺃﺛﺮ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻴﻦ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﺮﻳﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﻴﻦ، ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺗﻔﺮﺽ ﺳﻴﺎﻗﺎ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ، ﻭﺗﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻟﻠﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ- ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻫﻮ ﺣﺘﻤﻲ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺗﻔﺮﺽ ﺑﺎﻟﻤﺆﻛﺪ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﻭﻟﻐﻮﻳﺎ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻭﻣﺠﺴﺪﺍ، ﺷﺌﻨﺎ ﺃﻡ ﺃﺑﻴﻨﺎ، ﻓﻨﺤﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﺍﻷﺿﻌﻒ ﺳﻨﻜﻮﻥ ﺣﺘﻤﺎ ﺗﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﻴﻦ غير ﻣﻨﺘﺠﻴﻦ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻟﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﺣﺎﻓﻈﺖ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ
ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺎﻣﺸﻴﺎ ﻭﻣﺤﺼﻮﺭﺍ ﻻ ﻳﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻮﻗﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﻣﺼﺪﺭﻭﻫﺎ.
لغة العصر
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ. ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ.
ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺜﻞ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺩﻭﻝ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ ASEAN ، ﻭﺩﻭﻝ اﻟﻜﻮﻣﻨﻮﻳﻠﺚ، ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ Council of Europe ، وﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ EU ﻭﺣﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ NATO ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭﺓ ﻟﻠﻨﻔﻂ OPEC ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟـ %85 ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ اﻷﻭﻟﻰ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﺃﻭ اﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻲ، وهي ﻟﻐﺔ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، وﻟﻐﺔ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ اﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ، ﻭﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻭﺍﻷﻓﻼﻡ، ﻭﻟﻐﺔ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ اﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ، ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ، ﻭﻟﻐﺔ %90 ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ.
ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺠﺎﻻﺕ، ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ. ﺇﺫ ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﺤﻮ ﺑﻠﻴﻮﻥ ﻃﺎﻟﺐ ( ﻛﺮﻳﺴﺘﺎﻝ Chrystal 2003 ). ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﺗﺪﺭﺱ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺳﻬﺎ وﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻬﺎ. ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻄﺐ وﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﺳﺐ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
وﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ، وﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻓﻴﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻠﻐﺎﺕ، ﺻﺎﺣﺐ ﺗﻐﻠﻐﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ، ﻭﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺃﻇﻔﺎﺭﻫﻢ، وﺷﻌﻮﺭﻫﻢ ﺑﺎﻟﻔﺨﺮ ﻭﺍﻻﻋﺘﺰﺍﺯ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﻢ ﻳﺘﻮﺍﺻﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻳﻘﻠﻘﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺃﻭ ﻳﺨﻄﺌﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﻬﺠﺌﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، ﻭﻳﻀﺤﻜﻮﻥ وﻳﻬﺰﻭﻥ ﺃﻛﺘﺎﻓﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺌﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﻢ ﺿﻌﺎﻓﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻬﺠﺌﺘﻬﺎ.
وﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﺍﻟﺸﺎﻏﻞ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺳﻦ ﻳﺒﺪﺀﻭﻥ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ( ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ). ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺘﻔﻮﻕ اﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﻭﺇﺗﻘﺎﻧﻬﺎ
الفصل الثالث: السياحة كأحد اهم متطلبات العصر وعلاقتها باللغة العربية
بلاشك ان ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﻟﻐﺘﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺭﻣﺰ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. وهي ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻻً، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 300 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻋﺮﺑﻲ، ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ 18 ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ، ﻛﻤﺎ
ﻳُﺠﻴﺪﻫﺎ او يلم بها ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 200 ﻣﻠﻴﻮﻥ مسلم ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻟﻐﺎﺗﻬﻢ ﺃﻭ ﻟﻬﺠﺎﺗﻬﻢ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ، ﻭيقبل ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠُّﻤﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ آﺧﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻷﺳﺒﺎﺏ تتعلق ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ.
ﻭﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺜﻞ في ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ وﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ، ﻭﺍﻧﺤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ، ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ( ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﺤﺎﻭﻻﺕ اﻟﺘﺠﺎﻧﺲ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ )، يجب ﺃﻥ تحتل ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ المكانة ﺍﻟﻼﺋﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻲ كونه احد اهم متطلبات العصر، ﻭﺑﺎﻷﺧﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ المؤسسات والمنشأت ﺍﻟﺘﻲ تقدم خدماتها ﻟﻠﺴﻴﺎﺡ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ في بلادنا باللغة الانجليزية.
وقبل ذلك يجب ان نوضح لكم السبب الذي جعلنا نعتبر السياحة كأحد اهم متطلبات العصر من خلال شرح مقتضب عن السياحة وعلاقتها باللغة العربية والاقتصاد والتنمية.
ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﻛﺒﺮ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺍﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻻﻛﺒﺮ ﺑﻴﻦ ﻣﺎﺷﻬﺪﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﻭﺑﻔﺎﺭﻕ ﻛﺒﻴﺮ ﺣﻴﺚ ﺃﻫﺘﻤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺑﻔﺘﺢ ﺍﺳﻮﺍﻕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻻﺟﻞ اﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ ﺑﺨﺪﻣﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﻣﻨﺎﻓﺬ ﺗﻮﺯﻳﻌﻴﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺢ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ﻟﻠﺘﺮﻭﻳﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ﻭﺍﻟﻔﻨﺪﻗﻲ.
تعريف السياحة:
وﺗﻌﻨﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺍﻷﺻﻠﻲ ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺳﺎﻓﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻷﻫﺪﺍﻑ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ.
– ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﻲ ﻇﺎﻫـــﺮﺓ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﻇﻮﺍﻫـﺮ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻷﺳﺎﺱ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺠﻤﺎﻡ وﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺠﻮ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻖ ﻟﺘﺬﻭﻕ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻧﺸﻮﺓ "ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ" ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻸﻟﻤﺎﻧﻲ " ﺟﻮﺑﻴﻴﺮ ﻓﻮﻟﺮ " ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1905.
.
– ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ " ﻧﻮﺭﻓﺎﻝ " ﻓﻘﺪ ﺳﻠﻂ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺟﺎﻧﺐ ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﺢ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻠﺪﺍ ﺍﺟﻨﺒﻴﺎ ﻻﻱ ﻏﺮﺽ ﻋﺪﺍ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻫﺬ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻣﺤﻞ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﺍﻭ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻋﻤﻼ ﻣﻨﺘﻈﻤﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮﺍ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﻖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﻻ ﻛﺴﺒﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ.
انواع السياحة:
ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻭﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺓ ﺃﻧﻮﺍﻉ:
1 – ﺣﺴﺐ ﺟﻨﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺡ : ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﺭﺋﻴﺴــﻴـﻴـﻦ ﻫﻤﺎ :
ﺃ) – ﺳﻴﺎﺣﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ( ﺩﻭﻟﻴﺔ) ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﺟﺎﻧﺐ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺪﻭﺩ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﺧــﺮﻯ ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻳﺘﻢ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺻﺮﻑ ﻋﻤﻠﺔ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ .
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﻭﻣﻮﺟﺒــــﺔ:
– ﻓﺎﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﻠﺴﻴﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻳﻨﻔﻘﻮﻥ ﻋﻤﻠﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻭﻓﺮﻭﻫﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ .
– ﻭﺍﻟﻤﻮﺟﺒﺔ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﻀﺮ ﻣﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﺃﺟﺎﻧﺐ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻭﻳﻨﻔﻘﻮﻥ ﻋﻤﻠﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ .
ﺏ) – ﺳﻴﺎﺣﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ : ﺗﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺍﻃﻨﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺪﻭﺩ ﺩﻭﻟﺘﻬﻢ ﻭﺗﻨﻔﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ.
-2 ﻭﺗﻘﺴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺣﺴﺐ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺓ ّﺃﻗﺴﺎﻡ ﻫـــﻲ:
ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﻼﺟﻴﺔ والسياحة الترفيهية والسياحة الرياضية والسياحة الثقافية وهنا سنركز على السياحة الثقافية لنثبت لكم مدى علاقتها باللغة وخصوصا لغتنا العربية.
ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺜــﻘــﺎﻓــﻴــﺔ :
ﺗﻬﺪﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻟﻪ ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺛﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻬﺎ..