خسائر السياحة ٥٠ مليار دولار
.jpg)
بقلم : جلال دويدار …. تدني الحالة الاقتصادية التي تولدت عن الفوضي والانفلات الأمني بعد ثورة ٢٥ يناير ما زلنا نعاني من انعكاساتها حتي اليوم
بعد مرور ما يقرب من أربع سنوات ونصف السنة منذ قيام ثورة ٢٥ يناير التي تبناها الشعب علي أمل تحقق آماله وتطلعاته في حياة مزدهرة وكريمة.. فإن الواقع يؤكد انه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. تسلط جماعة الإرهاب الإخواني ومعها الانتهازيون والعملاء علي مقدرات هذا الوطن أدي إلي تحويله إلي مرتع للفوضي والانفلات في كل شيء.
كان من نتيجة ذلك تراجع الوضع الاقتصادي مرات ومرات عما كان عليه قبل قيام هذه الثورة. هذه الحالة المأساوية ما زالت انتكاساتها تخيم علي كل جوانب حياتنا العامة والمعيشية متمثلة في خسائر للدخل القومي تقدر بعشرات المليارات من الجنيهات. إن ما يدل علي هذه الحقيقة ما تعرضت له معدلات النمو من حوالي ٨٪ سنويا الي ما يقدر حاليا بعد بعض التحسن إلي ٢٪!!
مهما قيل فإن غالبية عائد هذه النسبة العالية من هذا النمو الذي كنا قد حققناه تذهب لصالح فئة الانتهازيين من رجال الاعمال ومحترفي العمل بمبدأ «اخطف واجري».. إلا أن ذلك كان له مردود إيجابي حتي ولو كان قليلا علي عامة الناس متمثلا في الاستجابة لجانب غير قليل من الاحتياجات المعيشية.
< < <
إن ما خسرته السياحة.. صناعة الأمل تعد احد الامثلة الفاضحة لمحصلة فترة السنوات الثلاث التي مرت علينا بعد ثورة ٢٥ يناير عشناها وعاشها الوطن تحت سيطرة جماعة الاخوان وحواشيها الذين ساعدوها في عملية السطو علي حكم مصر.
كل الحسابات والاحصائيات والمتابعات تشير إلي أن خسائر الدخل القومي نتيجة الانحسار الحاد في حركة السياحة الوافدة خلال هذه الفترة لا تقل عن خمسين مليار دولار. هذا المبلغ الهائل من العملات الصعبة يمثل العائد المباشر الذي كان سيتحقق للدخل القومي وإلي ارصدتنا من العملات الحرة.
< < <
كما هو معروف فإن السياحة حققت عام ٢٠١٠ وهو العام السابق للثورة حوالي ١٢٫٥ مليار دولار عائدا مباشرا إلي جانب ما يقرب من خمسة مليارات دولار عائدا غير مباشر.بعملية حسابية فإن العائد الذي كان سيتحقق للدخل القومي منذ قيام الثورة وحتي الآن يقدر بحوالي ٨٠ ملياراً. هذا يعني وعلي اساس ان متوسط دخلنا السياحي خلال هذه الفترة كان في حدود ٧ مليارات دولار.. اننا خسرنا ما يقرب من ٥٠ مليار دولار. هذه الحقيقة الموثقة تجعلنا نلعن سنوات حكم الجماعة الإرهابية.
