ردا على دعاوى هدم الآثار
خبير آثار يؤكد الآثار الثابتة والمنقولة والحربية والمدنية والدينية والقائمة والمندثرة ذكرت فى القرآن الكريم
القاهرة – صالة التحرير – أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن الآثار هى الدليل الملموس على حضارات الشعوب وحمايتها مسئولية جماعية ومن هذا المنطلق تعامل معها المسلمون وحافظوا عليها وتأثروا بعمارتها وأثروا فيها، مما ساهم فى ازدهار الحضارة الإسلامية القائمة على احترام الفكر والحضارة الإنسانية وقد دعى القرآن الكريم إلى السير فى الأرض لزيارة هذه الآثار للعظة والاعتبار كما ذكرت كلمة آثار نصا فى الآية 82 سورة غافر "أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا"
ويضيف د. ريحان بأن الآثار بأنواعها ذكرت فى القرآن الكريم ومنها الآثار الحربية من حصون وقلاع ..
فقد ذكرت البروج المشيدة وكذلك نحت أصحاب الحجر ثمود وهم قوم صالح للجبال بيوتا آمنين أى حصون وبيوتا فارهين أى قصور فخمة ومساكنهم مشهورة بين الحجاز والشام إلى وادى القرى وما حوله وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ديارهم ومساكنهم وهو ذاهب إلى تبوك كما ذكرت العمارة المدنية السكنية وكيف تتوارثها الحضارات فى الآية 45 سورة إبراهيم "وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال" كما ذكرت الآثار الدينية فى الآية 40 سورة الحج "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا "الحج 40 والصوامع وهى قلايا الرهبان المنفردة أو التى داخل الأديرة والبيع هى الكنائس والصلوات جمع صلوتا وهى معابد اليهود.
ويتابع د. ريحان بأن القرآن الكريم ذكر الآثار القائمة والآثار المندثرة فى الآية 100 سورة هود "ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قآئم وحصيد" والآثارالقائمة تشهد بما بلغ أهلها من القوة والعمران وهناك آثار مندثرة وردت قصصها فى القرآن الكريم وآثار كانت قائمة نعرف أخبارها من كتابات المؤرخين كما ذكرت القرى التى دمرت وآثارها الباقية فى الآية 45 سورة الحج "فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد" وهنا ذكرت القرية والبئر والقصر وهى تعبر عن حضارة متكاملة وارتباط الإنسان بمصادر المياه فإذا دمرت حضارتهم تجف الآبار وتخرب القرية ويبقى القصر المشيد وهى الآثار ليسكنها قوم آخرون كما أكد القرآن الكريم أنه لا دوام لأى حضارة مهما بلغت فلا بد من زوال حضارة لتحل أخرى محلها فى آية 41 سورة الرعد "أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها.
ويوضح د. ريحان أن القرآن الكريم ذكر آثارا ارتبطت بأحداث معينة مثل بئر نبى الله يوسف وقرية مدين ومجمع البحرين وصخرة نبى الله موسى وجبل الطور والوادى المقدس طوى وشجرة العليقة المقدسة ومحراب نبى الله داود ونبى الله سليمان وكان لا يدخل عليه أحد أثناء العبادة لذلك فزع حين دخول ملكين عليه فجأة ومحراب تعبد السيدة مريم العذراء جهة الشرق حيث تلقت فيه البشارة بالسيد المسيح وغار حراء وغار ثور وهناك دراسات تحدد أماكن هذه المواقع.
ويشير د. ريحان إلى التحف المنقولة التى ذكرت فى القرآن الكريم ومنها صواع الملك المصرى القديم أى السقاية الخاصة به أو المكيال الخاص بالملك فى آية 72 سورة يوسف "قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم" يوسف 72 وكذلك الحلى الخاصة بنساء مصر القديمة الذى استعارها بنى إسرائيل وخرجوا بها من مصر وحولها السامرى الصائغ لعجل ذهبى بسيناء فى الآية 87 سورة طه "قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري…"
وكذلك ذكر الزرد الحربى وهو قميص مصنوع من الحديد لحماية الصدر تفوق فى صنعه نبى الله داود "وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون" الأنبياء 80 كما ذكرت التماثيل وجفان الطعام وقدورمن الفخار يطهى فيها الطعام وكلها تحف منقولة وكانت تصنعها الجن لنبى الله سليمان "يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور" سبأ 13 كما أشار القرآن الكريم إلى أن مصر القديمة كانت سلة القمح أيام نبى الله يوسف "ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير "يوسف 65 وكلمة نمير تعنى الميرة أى القمح واستمرت مصر سلة القمح فى العصر الرومانى.