نموذج السياحة السعودية
بقلم : عيسى الحليان
السياحة السعودية في الخارج لها علاقة بما يجري في الداخل خلافا لنموذج السياحات الأخرى والتي لها علاقة بالخارج أكثر مما لها في الداخل.
وبحكم هذا التفرد الذي يشكل أول وجوه التضاد مع مفهوم السياحات التقليدية، فإن حسابات السياحة السعودية تختلف عن غيرها من السياحات الأخرى وإن غاب ذلك الملمح عن طروحات المحللين والباحثين في مجال السياحة السعودية والذين تجاهلوا مثل هذا التمايز الهام، حيث ظلت تفريعات سياحتنا الخارجية تعكس جينات بذورها الداخلية كخليط مركب ومريب من المكونات والخصائص الاجتماعية بكل ما تحمله من تعقيدات ومتناقضات، والتي أنتجت لنا في النهاية شخصية سياحية مهـزوزة الصورة في الخارج ظل معها السائح السعودي يحمل صورة نمطية تسير معه كظله – شاء أم أبى – يختلف بها عن معظم السياح في العالم .
واحد من الذين ظلمهم منصبهم الوظيفي كان الأمير سلطان بن سلمان الذي رغم كونه يمتلك قدرات إدارية كبيرة وقدرات عملاتية هائلة، إلا أنه لا يمتلك سوى ربـع السقوف التي يمتلكها غيره في قطاعات مفتوحة حيث لا هواجس ولا تعقيدات في الذهنية الاجتماعية لكنه رغم ذلك ظل رغم ذلك يحفر في الصخر بلا كلل أو ملل بانيا قطاعا مؤسسيا لا مثيل له أشبه مايكون بالشركة.
هل سنراهن على الزمن فقط لصياغة مفهوم اجتماعي للسياحة متصالح مع نفسه وأهله يقلل من هذا الاندفاع الهائل للخارج والهيجان المخيف في الإجازات والمناسبات وبأرقام متصاعدة وغير مسبوقة بعيدا عن لغة الأدلجة والارتياب وهو ماسوف يخفف من قوة الدفع للخارج والذي أصبح يشكل لغزا وعلامات استفهام لدى الأوساط السياحية.. وأمام هذا الزحف الكبير قد يكون لذلك تأثير على صورة المملكة وسياحها أمام المجتمع الخليجي والدولي إذا استمر بهذه المعدلات العالية..
نقلا عن عكاظ