شركات سياحية: رمضان «يعلق» الرحلات الخارجية والعائلات تحزم حقائبها بعد العيد
دبى ….. تشهد برامج عطلات السفر العائلية إلى الخارج خلال شهر رمضان حالة من الركود التام، بعد أن فضل أكثر من 95% من العائلات والأسر تنفيذ هذه البرامج، بدءاً من عطلة عيد الفطر وحتى نهاية شهر أغسطس المقبل، حسب مسؤولين في شركات سياحية.
وتوقع هؤلاء أن تنشط حركة السفر إلى الخارج بقوة في أعقاب شهر رمضان، الأمر الذي يمكن أن يحدث ضغوطاً كبيرة على المطارات وشركات الطيران وشركات السياحة والسفر، خاصة مع انحسار موسم عطلات السفر خلال الصيف الجاري في فترة 45 يوماً فقط.
وأكد غسان العريضي، رئيس مجموعة ألفا لإدارة الوجهات لـ الاتحاد، أن حركة العطلات الصيفية في الخارج ستشهد حالة من التباطؤ الحاد خلال شهر رمضان قبل أن تزدهر بقوة مع عطلة عيد الفطر، لافتاً إلى أن غالبية الحجوزات تركزت خلال الفترة من 16 يوليو وحتى مطلــع شهــر سبتمبر المقبل.
وأضاف العريضي، تتهيأ الوجهات السياحية في الخارج خاصة في أوروبا وبعض الوجهات السياحية التقليدية في آسيا والشرق الأوسط لاستقبال التدفقات السياحية من دولة الإمارات خلال موسم الصيف المقبل، والتي يتوقع أن تسجل نمواً يزيد على 10% هذا العام، بعد إعفاء مواطني الدولة من الحصول على تأشيرة الـ «شنجن»، فضلاً عن تراجع تكلفة السفر إلى أوروبا في ظل الهبوط الحاد لسعر صرف اليورو.
وتحظى السياحة الإماراتية بوجه خاص والخليجية عموما إلى أوروبا باهتمام بالغ من قبل القطاع السياحي في مختلف الأسواق السياحية العالمية، مع توقعات بأن يشهد الموسم المقبل رواجاً كبيراً في حركة السياحة إلى أوروبا، في ظل التوسع الكبير في خطوط الربط الجوي بين جميع الوجهات السياحية الرئيسية في أوروبا ومطارات دولة الإمارات.
من جهته، أشار محمد جاسم الريس، نائب الرئيس التنفيذي لـ«الريس للعطلات»، إلى أن تزامن شهر رمضان المبارك مع البداية الفعلية لموسم السفر للخارج خاصة بالنسبة للعائلات الإماراتية، دفع هذه العائلات إلى إرجاء السفر إلى عيد الفطر، نظراً لتفضيل أكثر من 95% من العائلات والأسر قضاء شهر رمضان في البلاد، باستثناء عائلات محدودة أبدت رغبة في السفر إلى عدد من الوجهات السياحية الإسلامية للتعرف على الأجواء الرمضانية في هذه الوجهات، ومنها مصر ماليزيا وتركيا.
ولفت الريس إلى أن التجربة اثبت تفضيل العائلات والأسر عدم السفر خلال شهر رمضان، حيث قامت شركات سياحية خلال العام الماضي بالترويج إلى برامج عطلات في بعض الوجهات السياحية الإسلامية، مثل ماليزيا وتركيا وحتى غير الإسلامية، مثل جولد كوست الأسترالية التي أعلنت عن أجواء رمضانية في المدينة لاستقبال السياح المسلمين، إلا أن الطلب على هذه البرامج لم يكن بالكثافة المتوقعة، الأمر الذي لم يحفز الشركات على تكرار التجربة هذا العام، والاتجاه فقط إلى ترتيب برامج للعطلات حسب الطلب.
وقال الريس: « على رغم تعدد سفرات المواطنين خلال العام تتراوح بين 3 و 4 مرات، إلا أن العطلة الرئيسية والتقليدية عادة ما يقوم بها خلال موسم الصيف، لهذا تستعد شركات السياحة السفر بشكل أوسع للإعلان عن برامج سياحية مخصصة للعائلات إلى العديد من الوجهات السياحية الخارجية».
وكشف عن تسجيل العديد من الوجهات الكلاسيكية أو التقليدية للسفر بالنسبة للعائلات والأسر مثل لندن وميونيخ وتايلاند وماليزيا معدلات إشغال كاملة اعتبارا من بعد شهر رمضان الفضيل، وسط دخول العديد من الوجهات السياحة الأخرى إلى حلبة المنافسة لاستقطاب السياح الإماراتيين خلال هذا الموسم مثل باريس وفينا والبوسنة والهرسك وجورجيا، وكذلك الوجهات السياحية في الولايات المتحدة الأميركية.
وأرجع الريس ارتفاع الطلب على الوجهات السياحية الجديدة إلى عدة عوامل، أبرزها رغبة العائلات والأسر الإماراتية والمقيمة في استكشاف هذه الوجهات التي لم تكن محط انظارهم من قبل، فضلا عن الربط الجوي الذي بات متاحاً بين الإمارات وعدد من هذه الوجهات من قبل الناقلات الوطنية مثل طيران الإمارات والاتحاد للطيران وفلاي دبي والعربية، إضافة إلى سهولة دخول هذه البلاد بعد أن اتجهت لتسهيل حصول المواطنين الإماراتيين على التأشيرات أو الاعفاء منها، وكذلك انخفاض كلفة السفر إلى هذه الوجهات نتيجة قوة الدرهم الإماراتي ورخصها بالمقارنة مع الوجهات التقليدية.
بدوره، أشار ناروز سركيس المدير العام لشركة بالحصا للسياحة والسفر، إلى انحسار موسم السفر للعطلات العائلية خلال هذا الصيف خلال الفترة من نهاية رمضان إلى الأسبوع الأول من شهر سبتمبر،قائلاً إن الحركة على الوجهات البعيدة ستبدأ فعليا بعد الشهر الفضيل، الأمر الذي يتوقع معه أن يمثل ضغوطاً قوية على المطارات وشركات الطيران وشركات السياحة والسفر، نظراً لانحسار رحلات الذهاب والعودة للأعداد الكبيرة من المسافرين خلال هذه الفترة والتي تعد قصيرة نسبيا.
واتفق ساركيس مع الريس، في تنوع المعروض من الوجهات السياحية الخارجية أمام الأسر والعائلات الإماراتية هذا العام نتيجة توسع نطاق الخيارات في السوق الأوروبي بعد اعفاء المواطنين الإماراتيين من الحصول المسبق على تأشيرة الشنجن وكذلك نتيجة قوة الدرهم أمام اليورو، لافتاً إلى أن الطلب على السفر سيرتفع إلى الوجهات الأوروبية بنسبة تصل إلى 20% على الأقل،إضافة إلى انضمام وجهات سياحية جديدة إلى رادار السفر الخارجي للعائلات في الإمارات مثل البوسنة والهرسك وجورجيا والولايات المتحدة الأميركية.
وتوقع ساركيس أن يرتكز السفر خلال فترة رمضان فقط على الرحلات القصيرة ما بين 4 و5 ليال فقط وإلى الوجهات التي لا تتطلب الحصول على تأشيرات.
وتتبارى هذه الوجهات لاستقطاب السائح الإماراتي والخليجي، وذلك لأسباب عدة أبرزها طول فترة إقامته في الخارج التي تتراوح بين 3 و4 أسابيع مقارنة بمتوسط عالمي يتراوح بين 10 و15 يوما، إضافة إلى مستويات الانفاق المرتفعة للسائح الإماراتي، حيث يصل إنفاق المواطن الإماراتي في الرحلة الإقليمية السياحية الطويلة إلى 18,3 ألف درهم (5 آلاف دولار)، بينما تصل في الرحلة الدولية إلى 38 ألف درهم (10,4 آلاف دولار)، وفق تقارير دولية لهيئات سياحية عالمية.