العقلانية أنهت أزمة الطيارين
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
اخطأ طيارو الأزمة في مصر للطيران بطرحهم شعار مساواتهم في الأجور مع ما يتقاضاه أقرانهم في الخارج
نشكر الله أن انتهت أزمة الطيارين مع شركتهم مصر للطيران.. المرفق الوطني للنقل الجوي بهذا البيان المسئول والعقلاني الذي صدر عن مجلس رابطتهم. جاءت هذه المبادرة الإيجابية استجابة للعتاب الودي الذي أبداه الرئيس السيسي في تعليقه علي الأزمة التي تمثلت في تقديم 224 طيارا استقالات مشروطة بطلب تعديلات في لائحة الأجور والعمل. هذا العتاب الذي اتسم بالهدوء والذكاء.. كان محور ما قاله والرؤية المسئولة والتي أدت إلي نزع فتيل الأزمة. قال الرئيس ان احوال مصر وبالتالي مصر للطيران المادية لا تسمح حاليا بالتجاوب مع هذه المطالب. خاطب الطيارين مطالبا بالاحتكام إلي حسهم الوطني في تقديرهم لهذه الظروف وأكد علي ضرورة ان يعملوا للحفاظ علي شركتهم حتي تسترد عافيتها وإنهاء مرحلة الخسائر التي تعاظمت نتيجة الاحداث التي مر بها الوطن حتي يمكنها ان تستجيب لما هو معقول في طلباتهم.
>>>
بيان رابطة الطيارين بسحب الاستقالات وضع نهاية بدون أية شروط لهذه الأزمة. كما هو معروف فإن ما حدث سبق ان تكرر اكثر من مرة علي مدي السنوات الماضية. هذا الامر يحتم ان يوضع في الاعتبار اهمية التوصل إلي قاعدة متينة من التوافق والتفاهم القائمين علي مراعاة ضمان استمرار هذا المرفق الوطني للنقل الجوي في القيام بمسئولياته ايمانا بالتجرد لخدمة الصالح وكل منظومة العمل به. لابد ان يكون مفهوما للجميع انه لا يمكن للشركة القيام بهذه المهام دون مشاركة كل طرف في هذه المنظومة دون أداء كل طرف لما هو مطلوب منه باعتبار ان كلا منهما يكمل الآخر. في هذا الاطار اتسمت معالجة المسئولين بوزارة الطيران وفي الشركة القابضة وشركة الخطوط لمصر للطيران بالهدوء وضبط الأعصاب وحسن الأداء.
>>>
بإنهاء هذه الازمة وما صاحبها من توترات وجدل وشد وجذب فإن ما قام به الطيارون وعلي ضوء ما تم اتاحته من معلومات.. افتقد تماما الي تعاطف الرأي العام.. ومع تقديرنا لما تستحقه كفاءة طياري مصر للطيران وما يبذلونه من جهد إلا انهم لم يكونوا ابدا موفقين في طرحهم للشعار غير الموفق الذي يرفعونه في كل أزمة ويقوم علي المطالبة بأن تكون معاملتهم المالية علي اساس «سعرهم» في الخارج. انهم يتناسون وهم يطرحون هذا الشعار انه يخضع لشروط المستوي العام للمعيشة المنخفض في مصر وما هو عليه من ارتفاع في البلاد التي يستشهدون بها لتبرير رفع اجورهم.
ليس خافيا ان ما يتقاضونه وفي ظل مستوي المعيشة في مصر يعد اكثر من عادل حتي لو كان أدني مما يتقاضاه زميله في الدول الأخري . اللجوء الي اثارة هذا الشعار يقودنا الي التساؤل عن معقولية حصولهم علي هذه الأجور حتي لو كانت مستحقة.. وهم يعيشون مع اسرهم في مصر في اطار مستوي المعيشة المنخفض وليس في هذه الدول بمستوي معيشتها المرتفع.