سباق عالمي لإنشاء فنادق اقتصادية في الإمارات
دبى …. تسابق مجموعات فندقية عالمية الزمن لإنشاء المزيد من الفنادق متوسطة المستوى (الاقتصادية) في الإمارات سعياً للاستفادة من المحفزات الحكومية لإنشاء تلك الفئة من الفنادق.
وبحسب مشاركين في فعاليات مؤتمر الاستثمار العربي الفندقي، الذي اختتمت فعاليته أمس، فإن الحوافز التي منحتها حكومة دبي لتشجيع الاستثمار في إنشاء فنادق متوسطة المستوى قد نجحت في تحفيز شركات عالمية على السير في تلك الخطوة.
وتوقع هؤلاء افتتاح عدد كبير من تلك الفئة من الفنادق خلال السنوات المقبلة نتيجة للحوافز التي قدمتها الحكومة والتي تشمل إلى جانب الإعفاء من رسوم البلدية وسرعة إصدار الموافقات، الجهود الحثيثة للترويج السياحي وتوفير عوامل الجذب السياحي.
وأعلنت مجموعات فندقية عن إنشاء عدد كبير من الفنادق الاقتصادية في ظل الحوافز الحكومية وزيادة الطلب ومنها هيلتون العالمية، التي تنشئ فنادق هامبتون بالتعاون مع شركة وصل للضيافة، ومجموعة فنادق «انتركونتنينتال»، وفنادق روف التي تم تدشينها في إطار شراكة بين كل من مجموعة إعمار للضيافة وميراس القابضة، وكذا مجموعة جميرا، وفنادق «بريميير إن» و«هيلتون جاردن إن» و«آيبس» و«هوليداي إن» و«بيبلوس للضيافة» بحسب الاتحاد.
وكانت حكومة دبي قد أصدرت توجيهات في سبتمبر 2013 تضمنت حوافز لتشجيع الاستثمار في إنشاء فنادق متوسطة المستوى، حيث تم إعفاء مطوري فنادق الثلاث والأربع نجوم من رسوم البلدية المفروضة بواقع 10% على سعر الغرفة لكل ليلة إشغال، كما تم الإعلان عن حافز إضافي في يناير 2014 تضمن تقليص مدة الموافقات على إنشاء هذه الفنادق من جميع الجهات المعنية إلى شهرين فقط ومن خلال شباك واحد فقط وضع معيار واحد لجميع الموافقات من خلال بلدية دبي وتخصيص أراض حكومية لإنشاء فنادق ذات ثلاث وأربع نجوم.
أسعار الأراضي
وأكد إيلي ملكي، مدير أول تطوير الأعمال بالشرق الأوسط وأفريقيا في مجموعة كارلسون ريزدور، أن الحوافز التي أعلنت عنها حكومة دبي حفزت كثير من المجموعات الفندقية على إنشاء فنادق من فئة ثلاث وأربع نجوم، إلا أنه أشار إلى ضرورة النظر إلى ارتفاع أسعار الأراضي اللازمة لإنشاء تلك الفنادق.
وأضاف: من العوامل الأخرى المحفزة لتلك الخطوة، المقومات السياحية المتوافرة في دبي من بنية تحتية ومطارات وشركات طيران وزيادة أعداد الزائرين من عام لآخر، فضلاً عن توافد السائحين من وجهات جديدة مثل الهند ودول أميركا الجنوبية ودول شرق أوروبا وإفريقيا.
وقال إن وجود الفنادق المتوسطة المستوى والشقق الفندقية يمكن أن يجتذب فئات جديدة من السائحين، ويضمن استمرار الطلب على هذه الفئة من الفنادق مهما زاد عددها في دبي، موضحاً أن ارتفاع أسعار الغرف الفندقية في دبي والتي تعد من أعلى الأسعار في العالم، يجعل وجود الفنادق الاقتصادية مكملاً لوجود الفنادق من فئة الخمس نجوم.
وشدد ملكي على أهمية إنشاء المزيد من الفنادق متوسطة المستوى في أبوظبي باعتبارها من الوجهات السياحية التي تستقطب نوعيات جديدة من السائحين، مفسراً ذلك بأن مقومات أبوظبي السياحية تتمثل في الأنواع المتعارف عليها من السياحة إلى جانب سياحة المتاحف والسياحة الثقافية والسياحية الترفيهية من خلال مشروعات مثل الفورميلا1، والمشروعات في جزيرة السعديات.
وأشار إلى أن مجموعة كارلسون ريزدور العالمية، لديها 35 فندقاً حول العالم حالياً وهناك 30 فندقاً تحت الإنشاء، منوهاً إلى أن المجموعة التي تمتلك 4 علامات فندقية هي راديسون بلو، وراديسون ريد، وكورفيس كوليكشن، وبارك إن باي راديسون، لديها 10 فنادق في الإمارات وترغب في زيادة عدد الفنادق تحت الإنشاء في الإمارات إلى 10 فنادق.
جهود ترويجية
بدوره، قال نعيم دركزللي، نائب الرئيس للمبيعات والتسويق بمجموعة ميلينيوم آند كوبثورن الشرق الأوسط وأفريقيا، إن الحوافز التي تمنحها حكومة دبي لتشجيع الاستثمار في إنشاء فنادق متوسطة المستوى، لا تتضمن فقط الإعفاء من رسوم البلدية أو سرعة الموافقات وإنما تتضمن الجهود المبذولة للترويج السياحي.
وأكد دركزللي أن زيادة الطلب على تلك النوعية من الفنادق حفز الشركات العالمية على إنشاء المزيد من الفنادق في دبي وأبوظبي لاسيما وأن استمرار المشاريع الحكومية الضخمة في البنية التحتية وكذا المشروعات المرتبطة باستضافة اكسبو 2020 سيجعل كثير من الشركات تعمل في دبي ما يتطلب المزيد من الغرف الفندقية متوسطة المستوى كسكن لموظفيها، لافتاً إلى أن زيادة نسبة الإشغال في هذه الفنادق وتحقيقها ربحية عالية عبر الاستفادة من الحركة الاقتصادية النشطة في الدولة كان من الأسباب الأخرى لسعي المجموعات الفندقية العالمية لإنشاء الفنادق متوسطة المستوى.
دبي تنشد تحقيق رؤيتها السياحية
قال عصام عبد الرحيم كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للترويج السياحي والتجاري، إن دبي تحرص على تلبية متطلبات زوارها من أصحاب الميزانيات المحدودة، وذلك من خلال تأسيس محفظة متنوعة من الفنادق الاقتصادية عالية الجودة، مؤكداً أن الجميع يعمل بجد واجتهاد لضمان توفير كافة المقومات السياحية والفندقية التي تلبي احتياجات ومتطلبات الزوار من كافة الشرائح الاقتصادية، في إطار السعي إلى تحقيق رؤية دبي السياحية باستقبال 20 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2020».
وأشار كاظم إلى أن السعر المنخفض لا يعني انخفاض الجودة، ولذا فإن الفنادق المتوسطة في دبي يجب أن تعادل الفنادق الفاخرة في مدن كثيرة حول العالم.