الإندبندنت : تركيا المحطة الرئيسية في تهريب الآثار السورية
قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إنه مع استمرار الحرب في سوريا، أصبحت تجارة الآثار المسروقة مصدر دخل رئيسي لكثير من المجموعات المسلحة مثل داعش ومجموعات المعارضة السورية، موضحة أن الأمر ليس بجديد، فقدت اشتهرت القاعدة وطالبان من قبل بتجارة الفن والآثار غير المشروعة.
وتضيف الصحيفة أن التحف المسروقة من العراق وسوريا تشمل تماثيل وحبات خرز وتشكيلة من الحجارة مضى على صنعها آلاف السنوات، فضلا عن ألواح من الأحجار تمتلئ بالكتابة الهيروغليفية، مشيرة إلى أن العراق وسوريا يشهدان في الوقت الراهن مستوى غير مسبوق من نهب الآثار، بالتوازي مع تدمير التاريخ الثقافي للبلدين كما بدا واضحا في مقاطع الفيديو التي بثها تنظيم داعش من مدينتي الموصل ونمرود في العراق.
وذكرت الصحيفة قصة لقائها باثنين من مهربي الآثار السورية داخل مدينة غازي عنتاب التركية، التي تصفها الصحيفة بأنها المركز الرئيسي لبيع وشراء القطع الأثرية على الحدود التركية السورية، موضحة أن الغالبية الكبرى من تجار الآثار ليسوا سوريين، لكن المهربين اللذين التقت بهما الصحيفة سوريا الجنسية ويبديان حماسة لعرض بضاعتهم على الأجانب، لأن الأتراك الذين يشكلون النسبة الأكبر من مشتري الآثار السورية لا يدفعون أثمانا كبيرة، وهو ما يفسر تراجع مبيعات الآثار.
وتلفت الصحيفة إلى انتشار مجموعات من المنقبين المتخصصين والهواة المتفائلين الباحثين عن كل أنواع الجواهر التي لا تقدر بثمن، إذ يتطلع مرتكبو أعمال السلب والنهب لتأمين دخل مادي بأي وسيلة، ويحرصون على بيع ما يستطيعون عادة في مدينة بيروت، وعلى الحدود التركية بشكل متزايد في الفترة الأخيرة.
وتوضح الصحيفة أن مراسلها اطلع العام الماضي على عدد من القطع الفنية الأثرية من سوريا شملت مخطوطات مسيحية تعود للقرن الـ 13 الميلادي، مشيرة إلى أن تلك القطع وجدت طريقها إلى ألمانيا والسويد، مشيرة إلى أن المهربين حرصوا على تفادي ضبطهم وتقليل المخاطر، لذلك يقومون بإخفاء التحف الفنية في مواقع متعددة عبر تركيا وداخل سوريا، ومن بين تلك التحف وثائق مسيحية مكتوبة باللغة الآرامية واليونانية، وعطور من مصر القديمة.
وتضيف الصحيفة أن الذين يقبون عن التحف الأثرية في العراق يقومون بتهريبها عبر سوريا حتى تصل إلى تركيا ومن ثم تباع إلى باقي دول العالم، ورغم بث تنظيم الدولة مقاطع فيدو تظهر تدميره لمواقع أثرية في نمرود وغيرها في إطار ما يسميه الحرب على الأوثان الباطلة وهو ما أثار موجة غضب دولية، فإن المجموعة المتطرفة تستفيد ماديا من تصدير التراث الثقافي للعراق وسوريا بطرق غير مشروعة.
وتقول الصحيفة إن تنظيم داعش أقام نظاما للتنقيب عن الآثار يحصل المنقبون بموجبه على إذن من التنظيم بالتنقيب في مواقع معينة، نظير تقديم %20 من قيمة ما يتم اكتشافه من آثار، باستثناء التماثيل، التي يدمرها مقاتلو التنظيم لأنها أوثان، وهو ما يدفع المنقبين لإخفائها عن المقاتلين.
وتشير الصحيفة إلى مبادرة التراث السوري، والتي قالت إنها تحشد من أجل سيطرة أكبر لوقف صناعة الآثار التي يبلغ حجمها ملايين الدولارات والتي أيضا تمول الإرهاب، مضيفة أن السوق السوداء لبيع الآثار سواء تلك المسروقة أو تلك المنهوبة من المتاحف الوطنية، تشكل أكبر سوق غير مشروعة في العالم بعد سوق المخدرات والسلاح.
وتلفت الصحيفة إلى الطرق التي يتم عبرها تهريب الآثار السورية إلى أوروبا، مشيرة إلى أن تركيا هي المركز الرئيسي، حيث يتم عبر الموانئ البحرية مثل إزمير وغيره نقل القطع المسروقة، والتي تصل إلى أوروبا عبر قبرص عادة، فإن تجار التحف الفنية يدفعون أوراقا مزورة.