Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

السياحة الاردنية… إلى أين؟ بقلم : د. محمد الطراونة

السياحة الاردنية… إلى أين؟

 

بقلم : د. محمد الطراونة

 

تعتبر السياحة حسب التقارير الدولية ومنظمة السياحة العالمية القطاع الاقتصادي الأسرع نموا في العالم حيث إرتفعت أعداد المسافرين في العالم حوالي 4,4% وحققت السياحة عالميا دخلاً قدر بحوالي 1,135 ترليون في العام 2014.

 

وتشير أبحاث وتقارير من منظمة السياحة العالمية وجهات دولية اخرى إلى أن تسهيل إجراءات الفيزا لكثير من الدول سوف يحقق زيادة لعائدات السياحة العالمية حوالي 2,6 مليار دولار مع نهاية العام 2015.

 

وتتسابق العديد من الوجهات السياحية في العالم للاستعداد لأسواق المستقبل خاصة السوق الصيني والتي سوف ينطلق منها أعداد كبيرة من سياح المستقبل ونجد الكثير من الدول الاوروبية واستراليا وامريكا تستعد لهذا السوق بإطلاق حملات سمتها "China Ready" ونجد برنامج الاستعداد للسياحة الصينية على موقع الهيئة المسؤولة عن الترويج للسياحة البريطانية مع نصائح للعاملين والمستثمرين في هذا القطاع تبين لهم كيفية الإستعداد للسوق الصيني. وتستخدم بعض هذه الدول الدليل السياحي الالكتروني للتعويض عن النقص في أدلاء اللغات الصينية خاصة "المندرين".

 

أما السياحة في الاردن فنجد أنها تعيش أياماً غير مسبوقة من التراجع في أعداد الزوار وإقفال الكثير من الفنادق والاستثمارات السياحية بالرغم من بداية الموسم السياحي, ونجد الكثير من المعنيين في هذا القطاع في الحكومة الاردنية دائما يتحدثون عن تردي الوضع السياحي ومعاناة هذا القطاع, وبالطبع يلقون باللوم على الوضع الأمني في المنطقة و"الربيع العربي" ونجد أن الحل دائما يكمن في خطط الترويج السياحي الداخلي مثل برنامج "الاردن أحلى" والذي تدعمه الحكومة بنسبة 40%.

 

نحن بلا شك ندرك بأن الوضع في المنطقة له دور في تراجع السياحة في الكثير من الدول ولكننا لا نتفق مع فكرة تعليق جميع مشاكل هذا القطاع الحيوي على شمّاعة "الربيع العربي" منذ 2012 ولغاية الآن. فمن الواضح أن الكثير من دول المنطقة قد تخطت هذه المرحلة بالرغم من تأثرها بالوضع الامني بشكل كبير فإسرائيل شنت حرب على غزة, وشكّلت صواريخ المقاومة بالنسبة لهم كابوس وتهديد حقيقي ومع ذلك زار اسرائيل في 2014 اكثر من 2,92 مليون سائح, وفي ذروة الربيع العربي والتخوف الامني في المنطقة عام 2013 حققت السياحة لديهم ايرادات تزيد على 11,4 مليار دولار حسب الاحصائيات الرسمية للجهات المسؤولة لديهم بينما في الاردن يتراوح المبلغ بين 3-3,5 مليار دينار حسب التصريحات الرسمية.

 

ولا يخفى على المعنيين والباحثين في القطاع السياحي الاردني أن نسبة كبيرة جدا من سياح اسرائيل يأتون للاردن والبترا تحديدا كجزء من رحلتهم الى اسرائيل وغالبا تكون رحلة البترا إضافة مجانية على البرنامج, أي أن البترا تستغل كنقطة ترويج للسياحة في اسرائيل. وهذا يعتبر أحد أهم أسباب معاناة قطاع الفنادق في الاردن وفي البترا تحديدا حيث أقفلت الكثير من الفنادق ابوابها بسبب سياحة اليوم الواحد القادمة من اسرائيل أو من خلال سياحة السفن. وجاء رد الجهات المعنية في الاردن برفع أسعار تذاكر الدخول الى مدينة البترا بشكل كبير ومتناقض مع أسعار تذاكر الدخول الى المواقع الاردنية الاخرى. أما التجربة الاخرى الناجحة في المنطقة بالرغم من الوضع الامني فهي الامارات العربية المتحدة خاصة مدينة دبي حيث إستغلوا القلق من الوضع الامني وقدموا أنفسم كوجهة آمنة للسياحة, واستُقطبت أعداد كبيرة من السياح ووصلت نسبة الإشغال في فنادق دبي الى 100% في ذروة الربيع العربي عندما كان الاخرون يندبون حظهم دون أن يحركوا ساكنا للترويج لسياحتهم المتعثرة. إن تعثر السياحة الاردنية يرجع الى عدة أسباب لا مجال لذكرها لكن أهمها عدم وجود ترويج سياحي خارجي يحقق التنافسية على مستوى المنطقة وإعتماد الجهات الرسمية المسؤولة عن ذلك على الطرق التقليدية للترويج السياحي خاصة المعارض الخارجية والتي يتحدث كل من زارها من أبناء الاردن عن إفتقار القسم الخاص بالاردن للمادة الترويجية للمملكة مقارنة مع الدول الاخرى. وحاليا نقوم بدراسة مع باحثين من استراليا لدراسة صناعة السياحة في البترا وقد قمنا بتوزيع استبيان قام بتعبئته 549 سائح أجنبي من زوار مدينة البترا الاثرية وأحد الاسئلة في هذا الاستبيان يهدف الى معرفة من أين سمع السائح الاجنبي عن البترا, إلا أن ردود السياح خلت من ذكر الجهات الرسمية الاردنية المعنية بالترويج للسياحة نهائيا وغالبية السياح سمعوا عن البترا من خلال الاصدقاء والاقارب والبقية من مصادر متنوعة منها فلم انديانا جونز وقراءة الكتب…

 

السؤال الذي يطرحه الجميع الآن الى متى سيستمر هذا الوضع والى متى سيدفع قطاع الفنادق بالدرجة الأولى ثمن تعثر هذا القطاع الحيوي الذي يحقق في بعض دول المنطقة أضعاف ما تحققه سياحتنا من إيرادات بالرغم من عدم وجود منتج سياحي حقيقي لديهم مقارنة بما يوجد في الاردن؟

نقلا عن عمون

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله