ولماذا تعود السياحة ؟!
بقلم : الدكتور مصطفى خليل
المستشار السياحى المصرى السابق بروسيا
عادت الأصوات والتحليلات لتؤكد عودة السياحة إلى طبيعتها ،ولم يقولوا لماذا؟أو كيف؟ لماذا تعود السياحة ؟!..وقد أصبحنا فى حاله يرثى لها؟، فأصبحت الفنادق الخمسة نجوم لا ترقى إلى ثلاثة نجوم فى مستوى الخدمات التى تقدمها للسائح وكأسعار أصبحت لا ترقى إلى حتى نجمة واحدة فى أى مقصد سياحى آخر على مستوى العالم ،والخدمات تتردى منذ أن يصل السائح إلى ارض المطار حتى عودته؟!
لماذا تعود السياحة والمصالح الشخصية هى الحاكم فى كل فعل نقوم به أو أشباه الخطط التى ندعيها؟ ،ولماذا تعود السياحة ونحن عاجزون حتى عن تشخيص المشكلة التى نواجهها؟ ،لماذا تعود السياحة وكل من نقوم به هو الأمانى والأحلام بلا عمل ؟!.
وكيف تعود السياحة ونحن نسير برجل واحدة وذلك من خلال tour operator الأجنبى والطيران العارض الأجنبى ،والمدير الأجنبى ،وحتى لا يفهم خطأ ،فإننى اؤكد أن وجودهم ضرورة ولكن لا يجب أن يتحكموا فى كل شىء؟!.
كيف تعود السياحة ونحن إذا أردنا أن نأخذ قرارا أو نخطط لشيء علينا إستئذان الخواجة،كيف تعود السياحة وحلولنا تقليدية ننظر للخلف ونيتنا السير إلى الأمام؟ !.
كيف تعود السياحة ولا يوجد لدينا طيران مصرى خاص أو عام والصناعة بأكملها تحت رحمه الخواجة؟!
كيف تعود السياحة ونحن لا نقرأ ولا نعلم أى شئ عن المنافسين سوى القليل ،ولو توفر لا نقرأه بجدية؟! ..،فمثلا تم إثارة دعم الحكومة التركية للطيران العارض 6000 دولار للطائرة الواحدة … فتجد أن المعلومة صحيحة ولكنها ليست الحكومة التركية وإنما هى غرفه الفنادق التركية هناك ..فلا دعم يقدم للسائح يا سادة.. وهذا ما نادينا به مراراً وتكراراً .. إنه يجب على القطاع تحمل مسئولياته وان الحكومة عليها فقط المساندة لفترة عند الضرورة.. إذن كيف يمكن أن تعود السياحة ولماذا ؟
تعود السياحة عندما يكون هناك تنوع فى المنتج السياحى وإعداد المقومات والخدمات اللازمة له والتى من وجهة نظرى لا تحتاج إلى استثمارات كبيره ومنها على سبيل المثال لا الحصر سياحة الحوافز والمؤتمرات.. للأعداد الكبيرة لمشاركين لأكثر من Mega ٢٠٠٠مشارك ، وهذا يتطلب بناء مراكز مؤتمرات على الأقل فى مناطق مثل سهل حشيش بحيث تكون مجموعه الفنادق المتجاورة قريبه فى مستوى الخدمات.
السياحة الرياضية والتى لا تحتاج إلى اكثر من بناء ملاعب بجوار الفنادق ،حتى يمكن خلق الطلب على هذا النوع من السياحة.
سياحه spa and wellness مع أن هناك عدد من spa and wellness العالمية توجد فى بعض الفنادق المصرية ولكنه لم يتم العمل على جعلها على خريطة سياحة spa and wellness واعتمدت فقط على الفكه من الدولارات للقائمين بالفنادق ..فكلما تنوعت الخدمات ذاد الطلب عليها وذلك نظرا لاختلاف رغبات المسافرين فالشواطئ ليست كل شئ وإنما يمكن اعتبارها الأساس الذى يبنى عليه ،لهذا يمكن أن نقول إننا مازلنا فى الدور الأرضى من البنيان،الذى اتسعت رقعته ولم يبنى عليه ،فزاد العرض ولم يقابله الطلب بنفس الزيادة ،فتعطلت حركه البناء وأصبح الجميع يدور فى دائرة مفرغة غير قادر على التفكير للمستقبل وإنما نعيش يوم بيوم ،وبالتالى تحول الأساس الواعد إلى بيت خرب ،يباع بثمن بخس ،وأصبح هشا ،فاعوج وانحرف عن المسار ،فبدلا من أن تكون السياحة مصدرا للتنمية وتساعد الحكومة على حل مشاكل الشعب ،أصبحت عبءً فياليتها ظلت كما كانت ،،قبل هذه التنمية المزعومة ،حيث كانت الخدمات مميزة والأسعار مرتفعة ،وكانت هناك قيمه حقيقية للمنتج السياحى المصرى .
إذن كيف نعالج هذا الخواء السياحى ، مازلت أقول وسأظل أقولها وأرددها كثيراً ،التخطيط الجيد يعنى مستقبل جيد علينا جميعا أن نجلس ونخطط ، وكيف نصنع عامل مدرب ونحافظ على تدريبه باستمرار؟.. كيف ننوع من المنتجات السياحية بشكل حقيقى لخلق طلب ينمى هذه الصناعة بشكل جيد؟..كيف نحسن من البنية التحتية والربط بين المدن السياحية المصرية؟..كيف نعمل على مساعدة شركات الطيران المصرية الخاصة فى تسيير رحلات للمقاصد السياحية المصرية مباشره ونقف وراءها حتى يشتد عودها؟ ..كيف نطبق المعايير العالمية على الخدمات فى كل شئ له علاقة بالصناعة من الفنادق وشركات السياحة والبازارات وكل من له علاقة بالسائح ؟.. وكل هذا لن يأتى إلا من خلال المشاركة والمسئولية المجتمعية وعند خروجنا بخطة نقوم بضبط المنتج السياحى طبقا لهذه الخط.. عندها نستطيع أن نسوق وإمامنا مستقبل وأمامنا طريق واضح الرؤية.. هذا قليل من كثير فإن بلادنا تحتاج منا الكثير لأنها أعطتنا كل شئ ولم نعطها سوى هذا المستوى الهابط فى كل شىء.
فليحفظ الله الوطن