Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

دار المخطوطات بوزارة التراث والثقافة ارشيف أندر المخطوطات العمانية

دار المخطوطات بوزارة التراث والثقافة ارشيف أندر المخطوطات العمانية

 

مسقط "المسلة" …. تمثل الوثائق والمخطوطات صورة حية لنتاج الفكر الإنساني في مجالات العلم والمعرفة بشتى فنونها وفروعها والسلطنة كغيرها من الأوطان تفاخر بوجود وثائق ومخطوطات مهمة ونادرة ضمت مصنفات الفقهاء ودواوين الشعراء وتجارب العلماء واستنتاجاتهم.


وتكمن في هذه المخطوطات روح الحياة الثقافية والمعرفية التي عاشها أولئك الصفوة من المؤلفين طوال القرون الماضية ولذلك جاء اهتمام وزارة التراث والثقافة بجمع التراث الثقافي والفكري وهو ما تضطلع به المديرية العامة للوثائق والمخطوطات بالوزارة باعتبارها إحدى الركائز المهمة في قطاع التراث ويتمثل ذلك الدور في جمع المخطوطات والوثائق ومتعلقاتها وتوثيقها وأرشفتها وترميم هذه النفائس الورقية والعصارة الفكرية للعقول والألباب.

 

 

ويتركز دور وزارة التراث والثقافة في جمع هذه الكنوز من مكتبات المواطنين الشخصية تم حفظها ودراستها وترميم المتعرض منه لحالات التلف كتهتك الأوراق واندماجها مع بعضها بفعل الرطوبة وتراكم الأتربة والحفظ غير السليم وقد أنيط هذا الدور إلى /دائرة المخطوطات / بالوزارة التي تمكنت من جمع 4600 مخطوطة خلال السنوات الماضية وهي بأقلام نساخ عمانيين يعدون اليوم رواداً في فن الكتابة والزخرفة لاستخدامهم أقلاماً وأحباراً مصنعة محلياً. ومن أندر المخطوطات التي تحتويها دار المخطوطات بوزارة التراث والثقافة "مُصْحَف الحَارِثِيّ" وقد نسخه وكتبه الناسخ العُماني خميس بن سليمان بن سعيد الحارثي سنة 1186هـ جاعلاً اللونَ الأسوَدَ: الأساس ولَوَّنَ بالأحمر: أَسْمَاءَ السُّوَرِ فقط ضمن مستطيلٍ أحمر، يشير فيه إلى عدد آيات كل سورة، وهل هي مكية أم مدنية، كما قام بتحديد فواصل الآيات بدوائر حمراء صغيرة ومَيَّزَ أَوَّلَ المصحف وآخره بنقوش ملونة بدرجات اللون الأحمر، يغلب عليها شكل الدائرة التي كررها في حواشي سائر صفحات المصحف، لتحديد تقسيمات الأجزاء والأحزاب والأرباع.

 

وعلى الرغم مما يلحظه القارئ في هذا المصحف من نقوش إلا أنها تتميز بعدم التعقيد كما أن الناسخ لَمْ يُلْزِمْ نفسَه بِهَا في المصحف كله فتارةً تَبْرُزُ وأخرى تختفي كمثل صنيعه في القراءات طورًا يُثبتها في الهامش وأطوارًا يُهملها فتمضي صفحات عدة دونَهَا كما أنه لم يلتزم بطريقة واحدة في تحديد بدايات الأجزاء فتارة يعتمد نمط الدوائر وتارة المربعات وتكاد كل طريقة تختلف عن الأخرى.

 

ومن أندر المخطوطات في الدار مَخْطُوطٌ "نَهْجُ الحَقَائِق"و تضمن300 صفحة في الوَلاية والبَراءة وأحكامهما وقواعدهِمَا وتطبيقاتهما وقد اختصر فيه مؤلفه الشيخ علي بن محمد بن علي بن محمد المنذري (ت1343هـ) /كتابَ الاستقامة/للعلامة أبي سعيد الكدمي ( ق4هـ) نظرًا لصعوبة عبارته على أهل زمانه فأوجزه وأضاف إليه ما يُقَرِّبُ الفَهْمَ للوصول إلى مقصود مؤلفه ومن إضافاته: مباحثُ شتى نقلها عن مصنفات والده واستفادها من علماء عصره وكان يبتدئ زياداته بعبارة (قلتُ) تَمْيِيزًا لها عن اختصار الأصل.


وهذه النسخة المحفوظة بالدار كتبها المؤلف بقلمه وعليها تصويباته واستدراكاته وقد جعلها في ثلاثة أجزاء لكل جزء مائة صفحة وأرَّخَ الفراغ من تأليف الكتاب ونَسْخِهِ يوم الاثنين 2 جمادى الأولى 1314 هـ وصدره بعبارة وقفٍ نَصُّها: «قد وقفت هذا الكتاب على أولادي وأولاد أولادي وما تناسلوا ولمن شاء الله من المسلمين وقفا مؤبدا، وأنا الفقير: علي بن محمد بن علي المنذري كتبته بيدي ليلة 7 رجب سنة 1314هـ».

 


ومن ضمنها أيضا كتاب "الحَلُّ والإِصَابَة" للفقيه: مُحَمَّد بن وَصَّاف النَّزْوِيّ (ق6هـ) شَرَحَ فيه الدَّعائم للعلامة أحمد بن سليمان ابن النَّضْر (ق6هـ) وهو أسْبَقُ شُرُوحِه ورُبَّما يَكُون أوْسَعَها انتشارًا لكثرة مَخْطُوطاته.


وهذه النسخة المحفوظة بدار المخطوطات منقطعة الأول غير أنّ حَرْدَ مَتْنِهَا واضحٌ وصريح ومؤرَّخٌ سنة 600هـ ونصه: «نَجَزَ نَسْخُ الكتاب بعون الله ضُحَيّا يوم الأحد لست ليال خلون من شهر المحرم سنة ستمائة سنة هلالية، نسخه محمد بن عمر بن الحسن بن محمد بن خالد بن محمد المنحي، لأخيه في الله: عمر بن محمد بن عبدالله النجار المنحي» وعلى جانبه تقييدُ عَرْضٍ يؤكد صحة تاريخه جاء فيه: « عُرِضَ وصَحَّ إن شاء الله على نسخته الأصلية وكان الفراغ من عرضه عشيَّ يوم السبت … خلت من شهر جمادى الأولى من شهور سنة ستمائة سنة وثلاث سنين».


ومما يشد الانتباه في هذه النسخة أن خطها مزيجٌ من المشرقي والمغربي وطريقة رسم حروفه غريبةٌ ونادرة وهي جديرة بالدراسة لاستكشاف طريقة الكتابة السائدة بعُمان في العصور المتقدمة.

 

وتحتوي الدار أيضا على كتاب "بيان المشكل" وهو كتابٌ في الفقه ألفه الشيخُ راشد بن مُصبّح بن راشد الرّشيدي السِّباعيّ (ق13هـ) أحدُ فقهاء بلدة الخضراء من أعمال السُّوَيْق بباطنة عمان ويتألف من جزأين: الأول في الأديان ويشمل أبواب العلم والاجتهاد والعقيدة والطهارات والصلاة والصيام والزكاة والحج والأيمان والنذور والاعتكاف والكفارات والذبائح والأطعمة أما الثاني في الأحكام ويشمل أبواب القضاء والشهادات والمكاتبة والبيوع والصكوك والإقرارات والبَيّنات والدّعاوَى.


وقد سلكَ المؤلفُ في كتابه منهج الجمع والترتيب وضمّنه جواباتٍ لعلماء عُمان المتقدمين والمتأخرين ويأتي في مقدمتهم: شيخُه ناصر بن جاعد بن خميس الخروصي (ت1263هـ) الذي تتصدّر جواباته أبوابَ الكتاب في الغالب ولا يكاد بابٌ يخلو من مسائل عنه ثم فقهاء الدولة اليعربية فمَنْ بعدهم ولَمْ يُصَرِّح السباعي بمصادره في الكتاب إلا في القليل النادر كإشارته إلى النقل عن مجموع أسفار موسوعة شيخه ناصر بن جاعد المُسمّاة «العلم المبين وحق اليقين» وقد ذكر في المقدمة أنه التزم النَّقْلَ الحرفي من مصادر عدة دُونَ التعليق عليها إلا بإصلاح الغلط الواقع فيها من النُّسّاخ.

 


وتُعْرَفُ للكتاب نسخة واحدة مخطوطة يوجد جزؤه الأول بمكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي في 565 صفحة ويوجد جزؤه الثاني بدار المخطوطات في 380 صفحة وهو معدودٌ في النوادر لأجل ذلك على الرّغم من تأخر زمانه.


كما تحتضن الدار كتاب "المحاربة" وهو كتابٌ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأقسام المحاربين وأحكامهم وحقوق الإمام والرعية وهو مختصر مركز وضعه مؤلفه الشيخ أبو المُنْذِر بَشِير بن مُحَمَّد بن مَحْبُوب (ق3هـ) في ثمانين باباً ويعد من أقدم المصنفات العُمانية في فقه السياسة الشرعية وعليه جرى اعتماد جُلُّ مَنْ ألف بعده في هذا الموضوع كالقاضي أبي زكريا يحيى بن سعيد النَّزْوي (ت472هـ) في «الإيضاح في الأحكام» والشيخ أحمد بن عبدالله الكندي (ت557هـ) في «كتاب الاهتداء» والشيخ سعيد بن خلفان الخليلي (ت1287هـ) في «إغاثة الملهوف بالسيف المذكّر».


وتوجد منه نسخ مخطوطة كثيرة وقد عقب عليه العلماء حتى قرون متأخرة وكتبوا حواشي كثيرة على مسائله ومن نوادر نسخه في الدار هذه النسخة وهي نسخة منقطعة الآخر غير أن ناسخها معروف مشهور لا يخفى خطه وهو خلف بن محمد بن خنجر الغفيلي الضنكي في القرن الثاني عشر الهجري ويزيده قيمة أنه منسوخ للشيخة الفقيهة عائشة بنت راشد بن خصيب الريامية البهلوية كما يتصدره قيد استعارة بخط الشيخ الأديب: سليمان بن بلعرب بن عامر بن عبدالله بن بلعرب السليماني العقري النزوي.


ومن أندر المخطوطات التي احتوتها الدار "شَمْس الآفاق في تَرْكِيب الأَوْفَاق" وهو مَخْطُوطٌ نادر في علم الأسرار ألفه: خلفان بن جمعة بن محمد بن بلعرب بن عبدالله بن بلعرب السُّلَيْمَانِيَّ (ق12هـ) وهو أثر فريدٌ لهذا المصنِّف المغمور ويكاد لا يُعرف له غيرُه وفرغ منه أول يوم من شهر ربيع الأول 1133هـ وكتب هذه النسخة ناصر بن عبدالله بن سالم بن المر سنة 1310هـ.


ويُعَدُّ «شَمْسُ الآفاق» نْمُوذجاً للكتب المُصَوَّرة المُزَخْرَفَةِ في آنٍ واحد إذ افتتحه واختتمه ناسخُه بلوحات زخرفية جميلة نَقَشَ فيها عنوان الكتاب وبيانات نسخه ويُميّز صفحة الغلاف أن العبارات فيها مُفَرَّغةٌ بلونِ ورق المخطوط تحيط بها خلفيةٌ سوداء وهو أمرٌ لا يتأتَّى لكل ناسخ كما أن الكتاب مليءٌ بالجَداول والرُّسومات التصويرية بأشكال هندسية مختلفة.


كما احتوت الدار على مخطوط "إغاثة الملهوف بالسيف المذكر" وهو للخطاط: سيف بن علي بن عامر الفَرْقاني (ق14هـ) وهو من الخطاطين العُمانيين المتأخرين الذي عُرف بمهارته في الخط وفاق أكثر أهل زمانه فيه حتى صار يُضرب به المثل في حسنه فيقال: فلان كالفرقاني في الخط وكان الشيخ نور الدين السالمي (ت1332هـ) يختاره لكتابة مراسلاته ومصنفاته التي ينوي إرسالها للطباعة خارج عُمان.

 

ومن منسوخاته الجميلة التي تحتفظ بها دار المخطوطات رسالة « اللمعة المرضيّة من أشعّة الإباضية» لنور الدين السالمي نسخها بتاريخ 6 ذي القعدة 1324هـ / 22 ديسمبر 1906م. وكتاب «إغاثة الملهوف بالسيف المذكر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»؛ للشيخ سعيد بن خلفان الخليلي (ت1287هـ) مع مجموع قصائد وجوابات ومراسلات للمؤلف نفسه نسخها الفرقاني في 15 رمضان 1314هـ وبخط نسخ واضح وختم الكتاب بحرد متن بديع وشَكَّلَهُ علىهيئة عقد مرصع بالجواهر.


نقلا عن العمانية

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله