مختص دولي فى ملتقى السفر: توعية المجتمعات بأهمية السياحة اقتصاديا واجتماعيا تسهم في تطوير القطاع
الرياض "المسلة" …. أقام ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2015 الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار في دورته الثامنة عديدا من ورش العمل لمرتادي المعرض والمهتمين بالشأن السياحي بالتعاون مع عديد من المختصين والمحللين الدوليين والمحليين الذين لهم علاقة بالسياحة والتطوير السياحي.
وأوضح البريطاني روجر قوداكر المختص في التطوير والتسويق السياحي الدولي، على هامش فعاليات الملتقى، أن تطوير الوجهات السياحية يرتبط بتعزيز التوعية لدى المجتمعات بأهمية السياحة وأبعادها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ودعم الحكومات الوطنية للمشروعات السياحية وتشجيع الاستثمار فيها بوصف السياحة داعما رئيسا للاقتصادات الوطنية والتنمية في دول العالم المختلفة.
واستعرض المختص الدولي عدداً من التجارب الناجحة في تطوير الوجهات السياحية عبر العالم مركزاً على تجربتي مدينة كيرلا الهندية وقال إن مدينة كيرلا تعد مثالاً في الارتقاء بالوجهات السياحية وما يتميز به المنتج السياحي من جودة وتنوع يلبي رغبات السياح ويرضي تطلعاتهم، مرجعاً هذا التفوق إلى التوعية واهتمام الحكومة بالسياحة ودعمها لوجستيا وماديا، واهتمام المسؤولين والمواطنين في كيرلا على حد سواء بتطوير كل شيء على أرضها وتوظيفه في السياحة واستثمارها.
وأوضح أنهم اعتمدوا على أشياء منها تطوير الشواطئ والفنادق وتجهيزها وتهيئتها باحتياجات السائح المختلفة وإقامة المعارض التجارية الجاذبة للسياح وتطوير وسائل النقل والمواصلات، كما اهتموا بالترويج والتسويق للعلاج الطبيعي في كيرلا، كل هذه الأعمال جعلت من كيرلا وجهة سياحية يأتيها السياح من جميع أنحاء العالم.
من جهته، أكد ماجد الحكير نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الحكير وعضو مجلس التنمية السياحية في منطقة الرياض أن صناعة الترفيه في المملكة تعد من أهم وسائل الجذب السياحي، حيث تشير الأبحاث إلى أنها تعتبر النشاط الأول والأهم في الجذب السياحي.
وقال في ورقة عمل بعنوان "التطلعات المستقبلية في صناعة الترفيه السياحي" وذلك في جلسة "الاستثمار في صناعة الترفيه السياحي في المملكة .. الواقع والتطلعات المستقبلية" في ملتقى السفر والاستثمار السياحي: "تطورت صناعة الترفيه بشكل سريع في السنوات الأخيرة وظهر عديد من الأنماط الجديدة، كما انتشرت المراكز الترفيهية بشكل واضح من خلال الاستثمارات الضخمة في المدن الرئيسة، وأصبحت تلك المركز تمثل أهم وسائل صناعة الترفية والسياحة في المملكة، ما يدعو الجهات المعنية إلى الاهتمام بقطاع صناعة الترفيه وبتنظيمه وتطويره ليتحقق بذلك نجاح التنمية السياحية في المملكة ويسهم في بناء ثقة السائح والزائر بمنتجات هذا القطاع الرئيس.
وطرح الحكير رؤيته المستقبلية للنهوض بصناعة السياحة في المملكة، مطالبا بإيجاد مناطق متخصصة لصناعة الترفيه "مائية .. مدن ثيم بارك متخصصة .. سفاري"، وتكوين شركات تستثمر في صناعة الترفيه واستقطاب النماذج العالمية، والاستفادة من المكونات الطبيعية والصحراوية لإيجاد نمط سعودي مميز، وإقامة المعارض المتخصصة لصناعة الترفيه، مع تقديم تسهيلات وقروض من الجهات ذات العلاقة بحسب الاقتصادية.
وتشارك مجموعة الحكير في ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2015 في دورته الثامنة الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار هذا العام في مركز الرياض الدولي للمعارض.
وفي ورشة عمل أخرى على هامش الملتقى، التي دار الحديث فيها حول "تحقيق الجودة والربحية في المنشآت السياحية من خلال التنمية المستدامة"، قالت سلفيا باربون المختصة الدولية في السياحة المستدامة والسياسات السياحية وفرص التمويل للمنشآت، إن عديدا من المحاور الرئيسة في تحقيق الجودة والربحية في المنشآت السياحية تتحقق من خلال التنمية المستدامة والاطلاع على المبادرات المتعلقة بتخفيض تكاليف الطاقة والماء في المنشآت السياحية، وكذلك العمل على الوصول إلى رضا العملاء من خلال جودة الخدمة.
وتناولت المتحدثة مع الحضور معنى الاستدامة وأنها هي طريقة الإدارة من خلال مجموعة من المعايير منها ما هي معايير اجتماعية واقتصادية وبيئية، واستعرضت أيضا مدى تأثيرها في المقاصد السياحية، والحرص على تقديم فوائد اقتصادية واجتماعية وكذلك احترام الإرث الثقافي، إذ إن السياحة فرصة كبيرة وهي من أكثر الصناعات تطورًا في العالم وإن السفر والسياحة يمثل 10 في المائة من الدخل المحلي لدول كثيرة وهذه السياحة تمثل الكثير من الوظائف.
واستعرضت المتحدثة مع الحضور المشاركين في الورشة المعايير من أجل تحقيق الجودة ومنها تخطيط الاستدامة الفعالة، وتعزيز التراث الثقافي، وتقليل الآثار السلبية في البيئة، وكذلك وضع سياسة للشراء والتدريب والتمكين للموظفين. من جهته دعا رجل أعمال إلى الاستثمار في صناعة "الأغذية والمشروبات"، مؤكداً أن هذا النوع من الاستثمار من أنجح المشاريع، وقدر نواف أبا الخيل عضو مجلس إدارة مجموعة الفرسان للأغذية عدد مطاعم ومقاهي الرياض بنحو سبعة آلاف مطعم ومقهى.
وأوضح أبا الخيل أمس الأول في ورشة عمل حول "تأسيس وتشغيل المطاعم" أقيمت ضمن فعاليات معرض ملتقى السفر والاستثمار السياحي 2015 الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات أن هناك 215 ألف مطعم "خدمات كاملة" في الولايات المتحدة الأمريكية و250 ألف مطعم تقدم وجبات سريعة، تبلغ حم مبيعاتها 550 مليار دولار أمريكي، وهو ما يدعو إلى الاستثمار في هذا المجال كونها تحقق أرباحاً عالية ولا غنى هنا لأي سائح.