انهيار الموسم السياحى بالاردن بسبب غياب السياح وداعش
عمان "المسلة" …. ذكرت تقارير صادرة عن وكالات إخبارية عالمية اليوم الأربعاء أن دولة الأردن تضررت مؤخرا اقتصاديا بسبب الأوضاع الإقليمية والأزمات التي تمر بها الدول العربية، وخاصة تلك التي تحيط بالأردن، ونتيجة مشاركة الأردن ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش مؤخرا.
ويرى خبراء ومسؤولون أن الأردن كانت شبه فارغة من السيّاح في الأيام الأخيرة على خلاف ما تعهده الدولة، وخاصة مدينة البتراء التاريخية التي تشهد موسما مزدهرا من السياحة في مثل هذا الوقت في كل عام، ويربطون ذلك بسبب الاضطرابات الإقليمية ودور الأردن البارز في محاربة تنظيم داعش، وذلك في أعقاب حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيّا بعدما أسره عناصر التنظيم خلال تأديته مهامها عسكرية في سوريا ضد عناصر التنظيم.
وذكرت التقارير الإعلامية الصادرة أن الأردن تسعى إلى الحفاظ على صورتها التقليدية، وأن تبقى في جو هادئ منعزل عن الصراعات التي تحيطها، إلا أنه ورغم ذلك، فإنّ أعدادا كبيرة من السياح قرروا إلغاء رحلات وحجوزات أجروها سابقا في فنادق في عمان والبتراء.
وأشارت التقارير إلى أن الأردن يحاول تخفيض الأسعار من أجل استقدام السيّاح الى البلاد، من خلال تقديم بعض الخصومات والحملات لجلب السياح الى البلاد.
ويرى مدير فندق في البتراء، أنّ الغرف الشاغرة في الفندق لم تزد عن نسبة 28% من مجمل عدد الغرف الموجودة في الفندق في السنوات الثلاث الأخيرة، مقارنا ذلك مع عام 2010 حيث وصل معدل الحجوزات لغرف الفندق الى 95%.
ويشير الى المتاعب والأضرار الاقتصادية الناتجة عن انخفاض نسبة السياحة في الأردن منذ بدء الأزمات في العالم العربية عام 2011، رغم أن الأردن بقيت على مدار السنوات الأخيرة الدولة الأبعد من التعرّض لأي أزمات داخلية.
وقال ياسر المجالي، مدير عام جمعية الفنادق الأردنية في البتراء، وهو موقع التراث العالمي لليونسكو، أن عدد السياح سنويا انخفض من 800.000 سائح في عام 2010 إلى 400.000 العام الماضي.
وقال محمد المومني المتحدث باسم الحكومة الأردنية إن "عدم الاستقرار في المنطقة دفع الى انخفاض المؤشرات الاقتصادية في الأردن، وبالأساس في قطاع السياحة، وبسبب نزوح الآلاف من اللاجئين السوريين الى الأراضي الأردنية هربا من الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس".
ورغم انخفاض السياحة في الأردن، إلا أن البنك الدولي يرى أنّ الاقتصاد الأردني لا يزال أعلى وأفضل قليلا من المتوسط الإقليمي مع نمو يتوقع أن يصل إلى نحو 3.4% في عام 2015، في حين أن معدل النمو المتوقع إقليميا لن يتجاوز 1.2%.
وقبل أزمات العالم العربي، أشارت التقارير الى أن معدل السياح الذين يزورون الأردن سنويا يصل إلى نحو 8.2 مليون سائح حتى عام 2010، إلا أنه ومع بدء أزمات العالم العربية ابتداءً من عام 2011 وحتى 2013 انخفض عدد السياح الذين دخلوا الأردن إلى 5.4 مليون سائح وفقا لتقرير البنك الدولي.
ويهدد الركود الاقتصادي الذي تشهده الأردن بسبب انخفاض السياحة الآلاف من فرص العمل، ويزيد من نسبة البطالة التي وصلت الى 12% في الأردن مؤخرا، وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك الى خلق أرضية خصبة للفكر المتطرف في الأردن.
وكالات