خبراء: القطاع السياحي الاردنى لم يعد قادرا على المنافسة
اكد العاملون في القطاع السياحي ان استمرار الحكومة بفرض مزيد من الضرائب على القطاع السياحي اسهم في دفعه نحو المزيد من التراجع، تزامنا مع انخفاض مستويات الاقبال على المواقع السياحية والاثرية في المملكة، مؤكدين ان التوترات الامنية في المنطقة ليست المؤثر الاساسي في تردي وتراجع القطاع السياحي الأردني في الفترة الحالية.
وأضاف العاملون ان القطاع السياحي يشهد منذ الاشهر الاولى من العام الحالي تراجعا في مستويات الاقبال على المواقع السياحية والاثرية في المملكة، مقارنة بنفس الفترة من الاعوام السابقة، وهو ما اظهرته المؤشرات والاحصاءات الاخيرة.
وقال رئيس جمعية الأدلاء السياحيين خالد الأعمر، إن تأثر قطاع السياحة المحلي بالأوضاع السياسية والاضطرابات في بعض الدول المجاورة كان ضئيلا، مشيرا الى ان المشكلة الأساسية التي يعاني منها القطاع السياحي فقدان التنافسية بسبب ارتفاع الاسعار. ونفى الأعمر ارتباط النشاط السياحي بما تشهده بعض الدول المجاورة من صراعات وتوتر في اوضاعها الحالية، مؤكدا ان ذات الدول تشهد إقبالا سياحيا كبيرا مثل مصر وفلسطين.
وبيّن الأعمر، ان السياسات والقرارات المفروضة على قطاع السياحة أدت الى ركود كبير، مقارنة مع ذات الفترة من الاعوام السابقة، مبينا ان من اهم هذه السياسات ارتفاع اسعار التذاكر، واسعار الضرائب على المغادرة والفيزا وضريبة المطار، مما ساهم بتحويل السياحة القادمة الى الاردن الى بعض الدول المجاورة نظرا لانخفاض التكاليف المترتبة على السياح.
وحمّل الأعمر الحكومة مسؤولية ذلك، لعدم اتخاذها قرارات واجراءات جاذبة للسياحة الخارجية، وعدم العناية بخدمات كثيرة في المواقع الاثرية والسياحية، مما يعطي انطباعات سلبية لدى السياح.
وأضاف أن غياب التسويق وانخفاض المخصصات المالية ساهمت في تراجع الدخل السياحي، مؤكدا ان مطالبهم بضرورة تخفيص الاسعار المفروضة على القطاع السياحي لم تلق استجابة للأن من قبِل الحكومة.
وانتقد رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر، شاهر حمدان، تصريحات بعض المسؤولين الحكوميين أن الاردن تعيش في حالة حرب، ما يزيد الوضع سوءا والذي بدوره يؤثر في مؤشر الاقبال على السياحة.
ودعا حمدان الى عدم الادلاء بتصريحات تعمل على تنفير السياح وترهيبهم من الوضع الراهن في الدول المجاورة للأردن.
وأكد حمدان تأثير الأوضاع والاحداث الجارية في الدول المجاورة في وضع السياحة في المملكة بشكل ملموس، وانعكاس ذلك على انخفاض اعداد السياح في ظل تقصير رسمي من جميع الجهات في توضيح الصورة الحقيقة عن طبيعة الوضع في المملكة.
ووصلت نسبة الإنخفاض في قطاع السياحة بين 30- 35 % خلال الاشهر الأولى من العام الحالي، وترواحت نسبة إلغاء الحجوزات بين 40- 60 % خلال ذات الفترة.
وناشد حمدان الجهات الرسمية بضرورة وضع خطط وبرامج لترميم وضع القطاع السياحي، اضافة الى ضرورة التعجيل بإصدار القرارات الفعلية، وإيجاد الحلول الأنية السريعة لإنقاذ الموسم لهذا العام، مؤكدا اهمية حملات وبرامج التسويق والترويج من خلال سفارات الخارجية في مختلف دول العالم.
وعبّر حمدان عن تفاؤله بالفترة القادمة من الموسم، بالاعتماد على ايرادات القطاع من السياحة الدينية والسياحة الخليجية، والتي تعكس انتعاشا ملحوظا، حيث يساهم القطاع السياحي في الناتج الاجمالي المحلي بما نسبته 13 % – 14 %.
واتفق مدير جمعية الفنادق الأردنية يسار المجالي مع أراء العاملين في القطاع، بعدم تأثير الاوضاع الراهنة في بعض الدول المجاورة في تدني مستوى السياحة لهذا الموسم.
واضاف المجالي، ان مصر تشهد احداث غير مستقرة واضطرابات حالية الا ان قطاع السياحة فيها يشهد اقبالا كبيرا، كما وتشهد تركيا الواقعة على حدود سوريا انتعاشا سياحيا ولم يتأثر القطاع السياحي لديها .
وأكد المجالي وجود قرارات رئيسية تحتاج الى ان تعيد الحكومة النظر فيها، مثل الضريبة المرتفعة على الطيران العارض، والذي يعتمد عليه قطاع السياحة في جميع دول العالم، اضافة الى تكاليف الكهرباء المرتفعة على المنشآت الفندقية ما يؤدي الى ضعف التنافسية.
وبيّن المجالي ان أهم الإجراءات التي تساعد في تطور القطاع، العمل على تخفيض الضرائب على الطيران العارض والايواء الفندقي واسعار التذاكر ورسوم المواقع السياحية، الذي بدوره ينعكس على الربحية والإيرادات في القطاع .
وأكد المجالي أن نسبة الاشغال الفندقي لم تتجاوز 20 % منذ بداية العام، كما تشهد سياحة المجموعات تدنيا واضحا مقارنة بالعام الماضي بنسبة انخفاض 40 % .
وزير السياحة والاثار نايف الفايز في حوار مع وكالة "بترا" أكد ان السياحة تمثل احد اهم ركائز الاقتصاد الوطني وتعمل على دعم التنمية المستدامة والحفاظ على التراث الوطني وابراز وجه الاردن الحضاري والتعريف بمخزونه السياحي.
واضاف الفايز انه في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم بشكل عام والاردن بشكل خاص لا بد من تكاتف الجهود وتضافر القوى لمواجهة التحديات والصعاب اينما وجدت من خلال استثمار عناصر ومقومات نجاح السياحة.
واكد ان الوزارة تسعى لأداء دورها المهم في تحسين الاداء وتطوير البنى التحتية لكي تكون قادرة على استيعاب اعداد كبيرة من السياح والزوار ولتكون سياحة اردنية منافسة تتخطى التحديات والظروف والامكانات من خلال العملية التشاركية والتعاون مع المؤسسات الاهلية والحكومية وشركاء القطاع والمجتمعات المحلية لرسم خارطة طريق تعمل على اسس سليمة وقاعدة بيانات شاملة يتم البناء عليها في كل مجال.