د. شاهين يصحح مفاهيم خاطئة عن الأهرامات وقبول الآخر بالصالون الثقافى بجامعة القاهرة
كتب د. عبد الرحيم ريحان
القاهرة "المسلة" …. تحت عنوان " مفاهيم خاطئة عن الحضارة المصرية القديمة " ينظم مركز دراسات التراث العلمى بجامعة القاهرة بالتعاون مع المكتبة المركزية الجديدة الصالون الثقافى الأول فى مجال التراث بعنوان "مفاهيم خاطئة عن الحضارة المصرية القديمة"، بقاعة الندوات بالمكتبة المركزية لجامعة القاهرة الأحد المقبل أول مارس
وصرح الدكتور علاء شاهين أستاذ تاريخ وحضارة مصر والشرق الأدنى القديم وعميد كلية الآثار جامعة القاهرة الأسبق بأن محاضرته تتضمن تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الحضارة المصرية ومنها المفهوم الخاطئ حول تشييد الأهرامات المصرية خاصة ما ارتبط بهرم الملك خوفو عن بنائه بالسخرة والقسوة فى التعامل مع القوى العاملة المشيدة له والأسوء من ذلك نسبة تلك المعجزة المعمارية المصرية إلى قوم أجانب قدموا إلى مصر وشيدوه بل زادوا علي ذلك بأن جعلوا القادمين من الفضاء هم بناة الأهرامات
ويرد د. شاهين على ذلك بالأدلة الأثرية المتمثلة فى الكشف عن مقابر عمال الهرم بجبانة الجيزة وما كشفت عنه من أسمائهم ووظائفهم وكيفية تنظيم العمل وإدارته والقدرة الإدارية الرائعة لمصر القديمة حول إعاشة هؤلاء العمال ورعايتهم طبياً لما قد يلحق بهم من إصابات عمل خلال تنفيذ ذلك المشروع المعمارى الضخم هذا بالإضافة للخلفية الدينية التى تنعكس على المشاريع المصرية ومكانة الملك المعبود فى المفهوم العقائدى المصرى القديم وحسن سيرة ذلك الملك العظيم خوفو وحب الشعب له حتى بعد فترة انقضاء حكمه
ويتابع د. شاهين بأن هناك مفهوم خاطئ عن انعدام الجانب الاجتماعى فى الحياة المصرية القديمة وغلبة الموت والحزن والاستعداد للرحيل إلى عالم الغرب أو عالم الموت حيث ستلقى المحاضرة الضوء على العديد من المناظر فى المقابر المصرية والآثار المصرية المختلفة التى تؤكد قيمة الأسرة فى المجتمع المصرى القديم ومدى المكانة المميزة للمرأة كما تصور المناظر العديد من مظاهر الاستمتاع بالحياة الدنيا فى مصر القديمة من خلال الحفلات وقضاء أوقات طيبة فى الصيد سواءاً للأسماك أو للطيور فى رحلات نيلية جمعت أفراد الأسرة المصرية الزوج والزوجة والأبناء وبالمثل عرض بعض مظاهر الحب بين الزوج والزوجة فى مصر القديمة
ويؤكد د. شاهين مدى احترام المصرى القديم للآخر وينفى اتهام المصريين بالقسوة فى التعامل مع الأجانب بل وصل احترام المصريين للأجانب وعقائد الآخرين إلى درجة التعبد لبعض آلهة وآلهات أجنبية الأصل فى مصر والسماح لأهل تلك العقائد بتشييد مقاصير عبادة لآلهتهم على الأرض المصرية كما استقبل المصريون أبناء الملوك والنبلاء الأجانب لتلقى العلم فى بيوت الحياة (البر – عنخ) بما يوازى جامعاتنا المعاصرة جنبا إلى جنب مع الأمراء المصريين وولى العهد الفرعونى ذاته وكذلك استقبال الأجانب المرضى القادمين طلباً للشفاء أو حتى إرسال أطباء مصريين للخارج لمداوة بعض المرضى الأجانب ولم تجد مصر غضاضة فى الاستفادة من الخبرة الأجنبية فى مشاريعها الاقتصادية وقد استعانت مصر فى شبه جزيرة سيناء بأخ حاكم رتنو (ما يوازى سوريا الحالية) ضمن أعمال البعثة التعدينية المصرية فى عصر الدولة الوسطى كما استخدمت بعض الجنود من أصول أجنبية ضمن القوات المصرية واستفادت من الخبرة الملاحية الفينيقية فى الدوران حول رأس الرجاء الصالح فى القرن السادس قبل الميلاد
كما تصحح المحاضرة مفاهيم خاطئة حول الخنوع المصرى للسلطة السياسية الحاكمة وترد على ذلك بعدة محاور منها مفهوم الماعت فى الحضارة المصرية القديمة والبحث عن تطبيق العدالة ومدلول نصوص تعاليم الى الوزير [الأول] وأسس الحكم المصرى القديم ومدلولات مناظر الكاريكاتير السياسى فى مصر القديمة
من الجدير بالذكر أن الصالون يضم نخبة من المتخصصين فى الحضارة المصرية القديمة ومنهم الباحث فى علم المصريات الدكتور وسيم السيسى ويدير الصالون الدكتور حامد عيد مدير المركز