متحف العريش القومي الذى طالته أيادي الارهاب من أهم معالم مصر
القاهرة "المسلة" … يعتبر متحف العريش القومي الذى طالته أيادي الارهاب الآثم يوم الخميس الماضى 29 يناير 2014 ضمن الاعتداءات الارهابية التي شهدتها محافظة شمال سيناء المصرية، معلما هاما وبارزا في مصر حيث يجسد تاريخ سيناء منذ عصر الانسان الأول كما يضم مقتنيات تاريخية وأثرية نادرة.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط في تقرير لها الخميس الماضى عن متحف العريش القومي بعد استهدافه أن هذا المتحف يحتوي علي جميع القطع الاثرية المصرية التي تم الكشف عنها خلال الـ 30 عاما الماضية، والتي تبلغ حوالى 6 الاف قطعة، وكان الهدف من وجودها داخل متحف العريش ان تكون شاهدا علي مصرية سيناء
.
وأشارت الى انه تم انشاء متحف العريش القومي في عام 2008 بكلفة بلغت نحو 45 مليون جنيه مصري، وهو يقع على الطريق الدولي رفح – القاهرة، وهو ذاته طريق حورس الحربى، وشيد على مساحة 16 الفا و500 متر مربع منها 2500 متر مربع مبنى المتحف وباقي المساحة كمنطقة خدمية من بازارات وكافيتريات وحديقة متحفية ومسرح مكشوف على نمط المسارح اليونانية الرومانية المنتشرة فى ربوع مصر.
ويضم المتحف 8 قاعـــات تجسد تاريخ سيناء من عصر الإنسان الأول والعصور القديمة والوسطى والحديثة منها 7 قاعات رئيسية للعرض المتحفى إلى جانب قاعة العرض المتغير لتجديد وتنشيط العرض المتحفى وتدعيم الحركة السياحية فى منطقة شمال سيناء وهذه القاعات هي: القاعة الفرعونية، اليونانية ، الرومانية، القبطية، الإسلامية، وقاعة الفخار وقاعة العملة وقاعة التراث السيناوى.
وأضاف التقرير نقلا عن بنا .. أن أهمية متحف العريش لا يقتصر على كونه يحمل اسم تلك المدينة المصرية المجاهدة فقط، وإنما تمتد تلك الأهمية لتطال ما يضمه من مقتنيات تاريخية نادرة، ربما كان من أهمها تلك المقتنيات الخاصة بتاريخ شبه جزيرة سيناء، وبخاصة تلك التي سرقها في وقت سابق جيش الاحتلال الإسرائيلي، ونجحت مصر في استعادتها بعد رحلة بحث طويلة وشاقة، استمرت لنحو عشر سنوات، تتبع خلالها فريق من الأثريين المصريين، الدراسات والأبحاث ودراسات النشر العلمي التي قام بها علماء إسرائيليون وأجانب عن آثار سيناء، ومتابعة كل ما يعرض من آثار في جميع متاحف العالم.
وجدير بالذكر أن شبه جزيرة سيناء المصرية تمثل مجمعا تاريخيا شاهدا على جميع العصور إذ كانت طريق حورس الفرعوني الحربي، وطريق العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر، وطريق الحج من مصر إلى الأراضي الحجازية وهو ما جعل إنشاء متحف في العريش يجمع كل ما تركه المارون من الجزيرة من آثارا أمرا ضروريا.
من جهته قال أحمد شرف رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار المصرية ان هذه هي الواقعة الثالثة التي يستهدف فيها الإرهاب الأسود الحضارة والآثار والتراث المصري العريق بعد واقعة تدمير متحف ملوى بالمنيا في أغسطس عام 2013م واستهداف متحف الفن الإسلامي بالقاهرة في يناير 2014م ، مما يؤكد انهم يحاربون الحضارة المصرية ويصرون على تدميرها .
وأكد شرف تأثر مبنى متحف العريش القومي بالهجمات الإرهابية الأخيرة في سيناء، لكنه لم يدمر وجارى حاليا حصر الأضرار التي حدثت للمبنى، مشيرا إلى أن المقتنيات الأثرية بالمتحف لم تمس ومحفوظة بمكان آمن تحسبا لأي اعتداءات أو أعمال إرهابية تستهدفه، موضحا انه جري على الفور تشكيل لجنة لحصر التلفيات التي تعرض لها المتحف.