القاهرة "المسلة" ….. أشعة شمس دافئة، وشواطئ هادئة، وشعاب ملونة، وخدمات راقية.. هذا ما جعل شرم الشيخ المصرية إحدى أشهر المدن السياحية في العالم.
ورغم كل هذا السحر، فإن المدينة ما تزال تعاني من ضعف تدفق السياح الأجانب إليها، ما دفع العاملين في قطاع السياحة المصرية إلى توجيه أنظارهم نحو سوق السياحة الصيني، آملين في فتح آفاق لهم، وهم على أعتاب موسم سياحي جديد.
وفي تصريح خاص لوكالة أنباء (شينخوا)، قال وزير السياحة المصري يحيى راشد إن قطاع السياح في بلاد مر بظروف صعبة للغاية، نتيجة الأعمال الارهابية، مضيفا إن ندرة الدولار الأمريكي في مصر حاليا هي المصدر الأساسي المسبب للقلق فيما يخص مستقبل الاقتصاد المصري.
وتمر مصر بأزمة اقتصادية في السنوات الخمس الأخيرة بسبب التطورات السياسية الكبيرة في البلاد، ما أثر بشكل ملحوظ على قطاع السياحة، الذي يعتبر المصدر الثاني للدولار الامريكي بعد قناة السويس.
وازداد وضع القطاع السياحي سوءا بعد حادثة تحطم الطائرة الروسية في أكتوبر الماضي، التي راح ضحيتها أكثر من 200 شخص، بالإضافة إلى سقوط طائرة تابعه لشركة "مصر للطيران" في مايو الماضي، وعلى متنها نحو 66 شخصا.
وأكد راشد أن السياحة جزءا لا يتجزأ من ثقافة مصر، حيث يوجد ثلث آثار العالم، وأكبر الشواطئ على البحرين المتوسط والأحمر، والتي ستكون جذابة جدا للسياح الصينيين.
وأضاف إن مصر تنعم بالأمان والاستقرار بشهادة جميع السياح، بما في ذلك الصينيين الذين يعيشون في مصر، ما يضعها بين الخيارات الجيدة للجميع من أجل قضاء العطلات.
وحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن عدد السياح الوافدين إلى مصر تراجع بنسبة 51.7 % في شهر مايو الماضي، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، حيث بلغ عدد السياح الوافدين إلى مصر 431.8 ألف سائح في مايو، مقابل 894.6 ألف سائح في نفس الشهر من العام الماضي.
وعزا جهاز الإحصاء هذا التراجع إلى الانخفاض في أعداد السائحين الوافدين من روسيا بنسبة 61.3 %، تليها المملكة المتحدة بنسبة 12.9 %، ثم ألمانيا بنسبة 10 %، وإيطاليا بنسبة 4.2 %.
وعلقت روسيا وبريطانيا رحلاتها لمصر، بعض حادثة تحطم الطائرة الروسية في وسط سيناء العام الماضي.
في الوقت نفسه، ارتفع عدد السياح الصينيين الوافدين إلى مصر من 65.000 إلى 135.000 في عام 2015، في حين أن وزارة السياحة تسعى لمضاعفة الرقم في عام 2016، نظرا للعلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين.
وقال محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة، في مقابلة مع (شينخوا)، إن المحافظة شهدت نموا بطيئا في عدد السياح الوافدين في الآونة الأخيرة.
وأضاف إن العاملين في القطاع السياحي يوج
هون أنظارهم نحو الصين، تلك الدولة ذات التعداد السكاني الكبير جدا، والثقافة القديمة، على غرار مصر، موضحا أن شرم الشيخ جاهزة تماما لاستقبال السائحين من كل بقاع الأرض.
وأردف إن الشعب الصيني ما زال لا يعرف الكثير عن مصر، ما ينبئ بآفاق عريضة في استقطاب السائحين الصينيين.
وعلى طول الشريط الساحلي لشرم الشيخ، تصطف مئات الفنادق ووكالات السفر والنوادي الليلية والتي أغلقت بعضها وأصبحت خاوية بسبب ركود السياحة هناك، في حين ما زال آخرون يحاولون جذب عدد من السائحين عن طريق تخفيض الأسعار.
وقال جورج ترك، وهو يراقب زوجته وأطفاله وهم يستمتعون بجانب حمام سباحة في أحد فنادق شرم الشيخ، إن زيارة الأخيرة أصبحت عادة مستمرة للعائلة كل صيف.
وأوضح أن شرم الشيخ كانت عامرة بالسائحين خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة من بريطانيا وروسيا، إلا أنه بات يلاحظ نموا في عدد السائحين الصينيين في المدينة.
في حين، أوضح طالب صيني يدعى لي ريويقينج إن السائحين الصينيين مولعون بالشواطئ والمعابد القديمة، إلا أنهم ما زالوا لا يعلمون الكثير عن مصر.
بينما قال سميح البابا، وهو مدير لفندق "ريكسوس"، إنه لم يفكر في إغلاق الفندق، أو تسريح موظفين أو تخفيض الأسعار كما فعل العديد من أصحاب الفنادق في شرم الشيخ، مؤكدا أنه ثبت أسعار الخدمات في الفندق وقام بتطوير مزيد من المشاريع.
وأكد أن المدينة تنتعش، لكن ببطء، مضيفا أن فندقه سينفذ حملة ترويجية في الصين لجذب السياح الصينيين.