مختص: سعوديون ضحايا تجارب سريرية تحت مسمى «سياحة الخلايا الجذعية»
حذر الدكتور عبدالله بن عثمان العواد، مدير المركز الوطني لتقنية الخلايا الجذعية وأستاذ أبحاث الخلايا الجذعية المساعد بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، من وهم ما يعرف بسياحة الخلايا الجذعية، والتي لا تستند إلى أساس علمي، عطفاً على الجدل الكبير الذي أثارته في الأوساط العلمية والسياسية، مؤكداً أن الخليجيين ومنهم السعوديون يشكلون شريحة كبيرة ضمن من تم إدراجهم في دراسات وتجارب سريرية لدى كثيرمن هذه المصحات والمنتجعات المنتشرة عالمياً، نتيجة غياب الوعي والإرشاد الصحي.
وقال في تصريحات ل "الرياض": تفتقر المملكة إلى معلومات إحصائية دقيقة عن أعداد المسافرين للعلاج بتقنيات الخلايا الجذعية، كما يغيب عن المواطنين المعلومات الإرشادية والتوعوية حول هذا الموضوع، ومع غياب الموازنة بين احتمالية الفائدة مقابل الخطر المحتمل يعود أكثرهم وقد أنفق الكثير من المال دون فائدة تذكر، وهؤلاء أفضل حالاً ممن يعودون وقد أصيبوا بأمراض قد تكون أسوأ من تلك التي ذهبوا لعلاجها كالسرطان وغيره.
وتابع: إن تردي الحالة الصحية، مع عدم توفر البدائل العلاجية قد يدفع بعض المرضى إلى اللجوء لمصادر العلاج غير المثبت علمياً، وهذا بلا شك في رأي المختصين ليس له أساس من الصحة في الوقت الراهن مع استثناء بعض التطبيقات البسيطة لبعض أمراض الدم والمناعة، وكما يقال "الغريق يتعلق بقشة"، وللأسف لا يعلم كثير من المرضى أنهم قد أدرجوا في دراسات سريرية مبرمجة في تلك المصحات مقابل عوائد مادية تقدمها شركات الأدوية الكبرى التي تسعى في كثير من الأحيان إلى تنفيذ تجاربها السريرية في الدول التي تفتقر إلى التنظيم مع غياب الوعي والإرشاد الصحي فيها، إضافة إلى وجود الاحتياجات المادية لدى شريحة كبيرة من أفراد المجتمعات يشجع خضوعهم إلى تلك الدراسات.
وأضاف: تعد الهند احدى الدول المستهدفة من قبل شركات الأدوية غير ان الحكومة الهندية تنبهت لذلك، وأوقفت العديد من الدراسات الجارية لحساب بعض شركات الأدوية الكبرى.
وأكد الدكتور العواد، أن الطلب من المريض دفع المال مقابل إلحاقه في بعض الدراسات وعدم نشر نتائجها في المجلات العلمية لهو مؤشر واضح على أن العلاج المقدم لا يتفق مع المعايير العلمية والطبية والأخلاقية.
وقال: يُقدر عدد الأمريكيين الذين يسافرون خارج الولايات المتحدة الأمريكية بهدف العلاج الخلوي في المصحات الوهمية المنتشرة في العديد من الدول مثل الصين وكوريا وأوكرانيا وكوستاريكا وغيرها من الدول بمئات الآلاف سنوياً.
وتساءل الدكتور العواد، هل يتحمل المريض ثمن جهله وقلة وعيه؟ أم يُلحق اللوم بالجهات المسؤولة عن الإرشاد والتوعية الصحية للمواطنين لكي لا يقودهم غياب الوعي الصحي إلى الوقوع في شراك الابتزاز والخديعة ؟ موضحا أن عدداً من المؤسسات المعنية في الخارج كالجمعية العالمية لأبحاث الخلايا الجذعية والجمعية الطبية الأمريكية قد تبنت نشر العديد من المواد العلمية التوعوية لضمان نقل المعلومة الطبية الصحيحة للمريض وكذلك الحقوق الشرعية والإجراءات الاحترازية التي يجب على المريض والجهة المعالجة اتخاذها لتلافي ما قد يحدث من أضرار.
وأردف: يجب أن تتضافر الجهود بين العلماء المختصين في هذا المجال ومقدمي الخدمات للمرضى من العاملين في القطاع الصحي والمؤسسات المعنية بالرعاية الصحية، وعلى رأسها وزارة الصحة والجهات الرقابية كالهيئة العامة للغذاء والدواء، لاتخاذ اجراءات توعوية وإرشادية صحية تحذر المواطنين من الانجراف خلف الدعايات التسويقية لتلك البرامج العلاجية الوهمية، وعليه يمكن تصنيف تلك المصحات وكشف الغموض الذي يشوبها من خلال النظر بعين فاحصة لتلك الممارسات ومقارنتها مع الدراسات البحثية إن وُجدت، وجعل المعلومة متوفرة لطالب العلاج من خلال بوابة تفاعلية توفر المعلومات العلمية الدقيقة عن تساؤلات واستفسارات المواطنين الصحية بما في ذلك المعلومات المتوفرة عن المصحات.
الرياض