أكبر سرقة للآثار بأسوان وأكبر تدمير منظم للمقابر الأثرية وحكاية الصناديق المفتوحة..!
ملف اعداد: محمد عطا
الباحث بالاثار والسياحة
اسوان – صالة التحرير – أولا القصة الأولى منذ حوالي أكثر من عام وردت معلومات لجهات حكومية خارج الآثار عن حدوث سرقة في مخازن الآثار في أسوان.وعلى الفور تم تبليغ منطقة آثار أسوان والنوبة النائمة في العسل والتي لم تصدق الخبر ، ولكن بعد توجه لجنة من المنطقة لمخزن الآثار بغرب أسوان تبين شيئا غريبا وهو أن الباب الخارجي لسور مخزن الآثار سليم معافى ، وبعد فتح الباب الخارجي فوجئوا بأن الباب الداخلي للمخزن مكسور تماما وأن الصناديق مفتوحة..!
وتشكلت لجنة من أثريين بالأقصر وحضرت وأثبتت أن الباب الخارجي سليم ، ولكن الأبواب الداخلية للمخزن مكسورة مما يدعو للدهشة، وبعد عمليات الجرد التي تمت لهذا المخزن تبين فقدان 97 (سبع وتسعون) قطعة أثرية مما خف وزنه وثقل ثمنه من آثارنا الخالدة (وطبعا كما تعرفون فإن الآثار لا تقدر بأي ثمن حتى ولو كانت قطعة من الطين..!)
وأثبتت اللجنة التي قامت بالجرد كل ذلك في محاضر رسمية ،وهذا الكلام الذي أقوله نشرته بعض الصحف وبعض القنوات التليفزيونية ومعروف ومتداول ومشهور والمستندات تثبته وأتحدى من ينكره ……..
الغريب في الموضوع الآتي:
1 كيف يكون الباب الخارجي لمخزن الآثار سليما والأبواب الداخلية مكسورة بمعنى كيف تم دخول المخزن بسلامة الباب الخارجي ؟؟؟ مما يدل على دخول المخزن من الباب الخارجي بطريقة طبيعية ويدل كذلك على أن اللص من داخل المكان. (يعني راعيها حراميها)..!
2 أنه ثابت أن المخزن تم دخوله لوضع حرز ضبطية أثرية قبل اكتشاف السرقة بخمسة شهور وكانت الأبواب سليمة.
3 من المفروض وطبقا للوائح أن يتم جرد المخازن الأثرية كل عام .فهل تم جرد هذه المخازن ؟ ومتى كان آخر جرد قبل اكتشاف عملية السرقة ؟
4 أن عدد حراس الآثار وأفراد الأمن الخاصين بمناطق أسوان الأثرية يزيد عن 700 (سبعمائة) حارس وفرد أمن منهم في منطقة آثار اسوان والنوبة التي حدثت فيها السرقة والتعديات أكثر من 200 حارس وفرد أمن، فهل تم توزيعهم بالطريقة الصحيحة على المواقع الأثرية و المرور عليهم ومتابعتهم ومساعدتهم والشد من أزرهم ليقوموا بعملهم على أكمل وجه وهل ؟… .. وأين وهل … وهل وأين .. ؟؟
5 أنه حتى الآن لم يحاسب المسئولون في الآثار عن هذه الجريمة الكبرى وضياع ال 97 قطعة أثرية الهامة من تاريخ من مصر وفقدانها إلى الأبد ، بل إن صاحب العهدة الأثرية التي تم سرقتها هو " أسامة عبداللطيف" ويشغل منصب مدير آثار أسوان لم يتم توجيه أية تهمة له بل إنه ما زال يشغل نفس المنصب، رغم أنه مسئول حتى عن توزيع الحراسة على المنطقة بما فيها المخزن الذي تم سرقته بحكم وظيفته كمدير لآثار أسوان،وكان يومها " فتحي أبوزيد" يشغل منصب مدير عام آثار والنوبة ولم يتم محاسبته أيضا بحكم وظيفته الإشرافية الكبيرة ومتابعته لجميع الأعمال بآثار أسوان ، و خرج على المعاش منذ شهرين سليما معافى دون أي تحقيق معه ودون أي إدانة.؟
بالعربي الفصيح لم توجه أي تهمة لأي مسئول سواء مباشر أو غير مباشر ، ولا حتى تهمة الإهمال الجسيم لأي مسئول في أسوان بل على العكس فإن المسئولين بأسوان ينعمون بمناصبهم كأن الذي تمت سرقته كيلو طماطم. (يعني لابد أن تكون حرامي في الآثار أو مهمل حتى تأخذ مكانة لائقة، هذا هو شعار حاليا الآثار).
6 أنه حينما تم تهريب عينة من خرطوش الملك خوفو قامت الدنيا وقعدت وهذا مطلوب وتم سجن المتورطين خمسة سنوات لكل واحد منهم منهم وتغريمه 150 ألف جنيه، وفصلهم عن وظائفهم بالآثار كل ذلك جميل وحق ، ولكن هل من العدل أن عينة من خرطوش الملك خوفوا يحدث بسببها ذلك كله، وضياع 97 قطعة أثرية من مخازن الآثار بأسوان بعد كسر أبوابها لا يحاسب فيها أي أحد، ولا تتخذ وزارة الآثار أية إجراءات إدارية ضد المتسببين أو المهملين الذين نتج عن إهمالهم كل هذه الخسائر هل هذا عدل ؟؟ !!
ثانيا: استمعوا لهذه القصة الثانية العجيبة المدهشة:
قام عدد من الناس بالحفر في منطقة جبانة أبو الهوى شمال منطقة مقابر النبلاء بالعصر الفرعوني بأسوان (حكام أسوان في العصر الفرعوني) بحوالي 800 متر (أقل من كيلو متر) واكتشفوا 7 مقابر (سبعة مقابر) واستولوا عليها تماما لمدة عام كامل على مسمع ومرأى الآثار ومسئوليها بأسوان ،وفي هذا العام نهب هؤلاء المسيطرين على المقابر كل محتويات المقابر السبعة رغم أن تلك المقابر السبعة تم اكتشافهم على أيدي هؤلاء الناس وكانت محتوياتها كاملة ، وبعد أن تم نهب تلك المقابر تماما في خلال تلك السنة تم تدمير بعضها للحصول على اللوحات المصورة على الجدران،وهذه المقابر غاية في الروعة والجمال من الصور التي صوروها لها بعد أن استلمتها الآثار بعد عام كامل من سيطرة اللصوص.
وللمرة الثانية لم يتم محاسبة أي مسئول في الآثار بأسوان ولا خارج أسوان ولا محاسبتهم حتى على الإهمال الجسيم ،والغريب أنهم نفس المسئولين الذين تم كسر مخزن الآثار في عهدهم وضياع 97 قطعة أثرية سالفي الذكر..؟ بالله عليكم أليس هذا غريبا؟ وللعلم فإن موضوع سرقة المخازن الأثرية بأسوان كان متزامنا تقريبا مع استيلاء اللصوص على تلك المقابر السبعة.. !!
والأغرب أن "علي الأصفر" كان وقتها هو المتحكم في مصير وزارة الآثار، فهو بلا فخر كان يجمع بين منصبين لأن النساء عقمت عن إنجاب مثيله، فقد كان يشغل منصب رئيس قطاع الآثار المصرية و في نفس الوقت منصب رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا برغبة الوزير الفاشل محمد ابراهيم.
والآن يكرر الوزير الحالي ممدوح الدماطي نفس الموضوع (ملاحظة: موضوع القضية الكبرى في أخذ عينة من خرطوش الملك خوفو والتي تم فيها سجن ثلاثة مفتشين آثار وثلاثة أجانب وآخرين الغريب أن علي الأصفر كان كان وقتها مسئولا كبيرا في منطقة الجيزة وسقارة والقاهرة – سبحان الله). !!