Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

د. ريحان: قرار تجريم خروج المخطوطات خطوة لاستنهاض الحس الوطنى بقيمة التراث

د. ريحان: قرار تجريم خروج المخطوطات خطوة لاستنهاض الحس الوطنى بقيمة التراث

 

القاهرة "المسلة" …. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان بأن قرار رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى بتعديل بعض أحكام القانون رقم 8 لسنة 2009 بشأن حماية المخطوطات بتجريم فعل الشروع فى إخراج المخطوطات إلى خارج جمهورية مصر العربية هى خطوة هامة لاستنهاض الحس الوطنى بقيمة التراث ودفعة قوية لتسجيل وتوثيق وحماية المخطوطات والتوعية الإعلامية بأهميتها.

 
وفى ضوء ذلك يطالب د. ريحان بأن تعمل كافة أجهزة الدولة لتنفيذ هذا القرار بالبداية الفعلية لتنفيذ أحكام قانون المخطوطات وذلك بتشكيل لجنة قومية بها ممثلين عن هيئة الوثائق القومية ووزارة الآثار ومكتبة الإسكندرية والأزهر والكنيسة ووزارة الأوقاف لوجود العديد من المخطوطات بالمساجد والأديرة غير مسجلة وكذلك وزارة العدل والتعليم العالى والبحث العلمى والمحليات تكون مهمتها حصر كل المخطوطات فى مصر بالمصالح الحكومية والوزارات والجامعات والمساجد والأديرة والمحليات والأفراد وتصنيفها وتسجيلها وتوثيقها تمهيداً لرقمنتها وكذلك المطالبة بحصر المخطوطات الخاصة لدى الأفراد وتسجيلها وتحديد أماكن حفظها لينطبق عليها قرار التجريم لو تم تهريبها للخارج وبداية توجيه أنظار الباحثين لدراسة وتحقيق هذه المخطوطات ووضع خطة إعلامية للتوعية بأهمية المخطوطات.

 
ويتابع د. ريحان بأن عمل اللجنة يتضمن خطة واضحة لترمييم وصيانة المخطوطات ومتابعة تنفيذ بنود قانون حماية المخطوطات وتنص المادة الرابعة على إبلاغ كل من يحوذ مخطوطاً هيئة الوثائق فى خلال عام ليتم تسجيله ويجوز مدها لعام  آخر من تاريخ العمل بالقانون وتحدد عقوبة لمن يخالف كما تنص المادة الخامسة على أن من يعثر على مخطوط بعد هذا التاريخ فعليه تسليمه فى خلال ثلاثين يوماً من العثور عليه وهذا يعطى فرصة للأفراد لتسليم ما لديهم من مخطوطات فى أى وقت لتسجيلها.

 كما ألزمت المادة السادسة هيئة الوثائق بترميم وصيانة المخطوطات الشخصية بعد تسجيلها للحفاظ على المخطوطات الشخصية من التلف أو التشويه مع إلزام أصحابها بالمحافظة عليها فى المادة السابعة وإبلاغ الهيئة عن أى تغيير فى معالم المخطوط لمعالجتها كما يحظر عليه إخراجه من مصر لغرض الترميم أو العرض إلا بموافقة الهيئة.

 
ويطالب د. ريحان فى ضوء تجريم فعل الشروع فى إخراج المخطوطات إلى خارج جمهورية مصر العربية بالحرص على استرداد المخطوطات المصرية بالخارج وقد تقدم شخصياً منذ عامين بالمطالبة  رسمياً بعودة مخطوطين هامين خرجا من دير سانت كاترين فى ظروف تاريخية معينة أحدهما بتركيا والآخر بألمانيا وبريطانيا والمخطوط الأول هو العهد النبوى الذى أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسيحيين يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وكنائسهم ويحرم فيه هدم الكنائس ومنازل المسيحيين واحترام أملاكهم ومعاونتهم فى ترميم كنائسهم وعدم استخدام أحجار الكنائس فى بناء المساجد مما يعنى التحريم المطلق لهدم الكنائس أو التعدى عليها ويعطى لهم الحرية الدينية الكاملة فى اختيار الأساقفة والرهبان واحترام خصوصية الرهبنة وحماية المسيحيين فى البر والبحر ومجادلتهم بالحسنى واعتبر من يخالف ذلك العهد ناكثا للعهد وتستوجب عليه اللعنة وقد أكد الدكتور ريحان صحة هذا العهد بعدة أدلة فى دراسة علمية تفصيلية.

 
ويؤكد الدكتور ريحان أن المصادر التاريخية أكدت أن السلطان العثمانى سليم الأول أخذ العهد الأصلى عام  1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية وتوجد بالدير حاليا عدة صور لهذا العهد منها صورة بمعرض مقتنيات دير سانت كاترين داخل الدير أما الأصل فموقعه حاليا بتركيا.

 
ويوضح د. ريحان أن المخطوط الثانى هو مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم (كودكس سيناتيكوس) أقدم مخطوط للتوراة فى العالم والموجود حالياً بالمتحف البريطانى وجزء منه بمكتبة جامعة ليبزج بألمانيا ويوجد بالدير ورقتين فقط من هذا المخطوط.

 
وعن حكاية خروج هذا المخطوط يشير د. ريحان إلى أن المخطوط  نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331م تنفيذاً لأمر الإمبراطور قسطنطين  ثم أهداها جستنيان للدير عام 560م واكتشفها فى الدير العالم  الألمانى (ذكر فى بعض المراجع أنه عالم روسى)  تشيندروف عام 1869 (وذكر فى مصادر أخرى أعوام 1844 ، 1853 ، 1859) فى عهد المطران كالستراتس  وحملها إلى بطرسبورج وعرضها على اسكندر الثانى قيصر روسيا فاشتراها من الدير بثمانية آلاف فرنك وطبع منها عدة نسخ وأرسل للدير نسخة وظل الأصل عنده  حتى عام 1933حين باعتها الحكومـــة الروسية للمتحف البريطانى مقابل مائة ألف جنيه استرلينى ولا تزال معروضة به حتى اليوم كما أخذ تشيندروف أوراق عديدة من المخطوط إلى جامعة ليبزج Leipzig بألمانيا.

 
كما يطالب د. ريحان وسائل الإعلام بالتوعية بأهمية المخطوطات ودورها الهام فى حفظ الذاكرة الوطنية وتخصيص برامج لإلقاء الضوء عليها وهناك برامج إذاعية تحمل اسم " قصة مخطوطة" يجب أن تبتكر برامج على شاكلتها فى الفضائيات كما يطالب أقسام الآثار والتاريخ والوثائق بالكليات بوضع منهجية خاصة لزيادة الدراسات فى تحقيق المخطوطات كما يحلم برقمنة كل المخطوطات فى مصر وتوثيقها وتسجيلها باستخدام أحدث التقنيات لحماية كنوز الحضارة المصرية من المخطوطات ضد أخطار السرقة والحريق والتهريب للخارج.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله