Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

سلام يفتتح معرض الكتاب العربي ال58 بيروت

سلام يفتتح معرض الكتاب العربي ال58 بيروت

بيروت "المسلة" ….. افتتح امس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، معرض الكتاب العربي الثامن والخمسين في مجمع "البيال"، وألقى كلمة قال فيها: "قبل أن أبدأ كلمتي، أود أن أتوجه بتعازي الحارة إلى الشعب اللبناني وإلى كل العرب، برحيل قامتين كبيرتين هما السيدة صباح والكبير الكبير سعيد عقل.

 

ننحني إجلالا أمام ذكرى صاحبة الصوت الذهبي التي كرست حياتها لتمنحنا الفرح، وأمام ذكرى العملاق الذي عجن لغة الضاد وطوعها ليخرج منها ما سحر وأدهش.

 

عزاؤنا أننا عشنا في زمن صباح وسعيد، وتشرفنا بالانتماء معهما إلى وطم واحد رفعاه إلى العلى".

 

أضاف لـ وطنية: "إنه لشرف كبير لي أن أفتتح اليوم معرض الكتاب العربي. هذا العرس الثقافي السنوي الذي نحتفي فيه بالكتاب أولا، وبعاصمتنا، التي رغم كل شيء، ما زالت قادرة على احتضان مناسبة بهذا الحجم وبهذه الأهمية، لنا ولبلدنا… ولكل الكتاب والمثقفين اللبنانيين والعرب.

 

لا بد بداية من توجيه التحية الى النادي الثقافي العربي، إدارة وعاملين، وإلى اتحاد الناشرين، على الجهود التي يبذلونها لتجديد هذا التقليد السنوي العريق، الذي يحتل مركز الصدارة بين التظاهرات الثقافية الدورية في العالم العربي".

 

وتابع: "لقد تسنى لي، عام 2009 الذي أعلنت فيه "بيروت عاصمة عالمية للكتاب" أثناء تولي مهمات وزارة الثقافة، أن أعمل عن قرب مع المسؤولين في النادي الثقافي العربي ومع المهتمين بشؤون الثقافة والكتاب، إنتاجا ونشرا. ولمست مقدار الشغف الذي يتملكهم، وحرصهم على رفع لواء الثقافة العربية انطلاقا من لبنان.

فتحية لهم جميعا، ولكل من عمل وما زال يعمل على نشر الكلمة، وصون حق الناس في المعرفة، مكرسا موقع بيروت، كفضاء للإبداع وواحة لتبادل الأفكار، ومنبر للقول الحر، في وسط محيط يزحف فيه الظلام والظلاميون لفرض مفاهيم ومعتقدات وطرائق عيش، ينبذها كل دين ويأنفها كل عقل سوي.

نعم. إنه فصل جديد تخطونه في كتاب بيروت، المفتوحة صفحاته ابدا لكل ريشة خلاقة وفكرة جديدة. بيروت التي كانت دائما جامعة المختلفين وحاضنة المؤتلفين. كبيرة، أبية، متسامحة، صبورة".

 

واردف: "عندما كنت يافعا، احتجزني والدي المرحوم صائب سلام في غرفة بعدما زودني ثلاثة كتب، ومنعني من الخروج قبل أن أنجز قراءتها وألخص مضمونها. وكانت هذه الكتب "البؤساء" و"لمن تقرع الأجراس" و"أحدب نوتردام".

كان ذلك أحد دروسي الأولى في مدرسة صائب سلام، وفاتحة علاقتي بالكتاب، الذي بقي مذذاك يلازمني في أي فسحة من الوقت استطعت سرقتها من ساعات عملي.

بعد ذلك بسنوات، وكنت قد بدأت العمل في الحقل العام، قال لي، رحمه الله، جملة ما فتئت أكررها: "السياسة مصدر الجهل". بمعنى أنها تستهلك كل وقتك، وتحرمك متعة القراءة وفوائدها".

 

وقال: "في أيامنا هذه، كثر الجهل أيها السادة. السياسة، بمعناها النبيل، ضاعت أو تكاد في غابة الفئوية والحسابات الضيقة. فصرنا لا نرى المسؤولية الوطنية إلا من منظار المصالح الخاصة، متعامين عن الأوجاع الحقيقية للناس، الذين ينتظرون منا عملا جادا ومخلصا ومتجردا من أجل تأمين حاضرهم ومستقبل أبنائهم".

 

وأكد أن "لبنان يحتاج اليوم الى إعادة الاعتبار الى السياسة، بما هي تشريف للعاملين فيها ومسؤولية وطنية وأمانة. كما يحتاج منا جميعا الى إعلاء مصلحة لبنان العليا، وجعلها الهدف الأسمى الذي تجند له كل الطاقات وتسقط في سبيله كل الأنانيات.

بهذه الطريقة نستطيع مواجهة الواقع المرير الذي نعيش، ونخرج من دوامة النزاعات التي لا تنتهي، إلى رحاب حياة سياسية طبيعية تتسع للاختلاف والتنوع والتنافس، وللانتاج".

 

واشار الى ان "المطلوب منا أن نتعالى، فنخفض نبرة الكلام لندرأ الفتن. أن نتعالى، فنتقارب لنتحاور. أن نتعالى، فنعيد عمل مؤسساتنا الى السوية الطبيعية لنحفظ نظامنا الديموقراطي. أن نتعالى، فنسارع إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
المطلوب في اختصار، أن نرأف بأبنائنا ونصون هذا الوطن الجميل العزيز، أمانة لأجيالنا الصاعدة".

 

وأكد أن "اللبنانيين، الذين أنتج كبار من بينهم الكثير مما في هذا المعرض من كنوز، قادرون بالتأكيد على إعادة الألق إلى هذا البلد، اذا ما أتيحت لهم الفرصة لاطلاق مواهبهم وتفجير قدراتهم.

وبمثل هؤلاء المفكرين والكتاب الرواد، سيبقى لبنان في موقعه المميز، حاضنا تظاهرات ثقافية للكتاب وللفنون المسرحية والسينمائية والتشكيلية، وموئلا للإبداع والتفاعل الفكري الحر".

 

وختم: "في انتظار أن يصلح حال السياسة، فلا تبقى مولدة للجهل، ولا مفسدة للعقول والقلوب، نغبطكم على ما أنتم فيه ونفخر بكم، ونهنئ أنفسنا بمعرض الكتاب العربي الذي يطوي عامه الثامن والخمسين بمزيد من الشباب والنضارة والريادة".
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله