الإمارات تستحوذ على 50 % من سوق تمويل الطيران إقليمياً
دبى … كشف صفوان الكزبري الرئيس التنفيذي لشركة نوفاس المتخصصة في تمويل الطائرات أن دولة الإمارات تستحوذ على أكثر من 50 % من سوق التمويل في المنطقة.
وقال كزبري في حوار مع «البيان الاقتصادي»: إن حجم سوق المنطقة يبلغ نحو 12 مليار دولار من اجمالي السوق العالمي الذي يتوقع ان يصل نهاية العام الجاري الى 125 مليار دولار في الوقت الذي تصل فيه حصة ناقلات الامارات الى اكثر من 6 مليارات دولار.
واضاف ان السوق ينمو ووفقا لتقديرات بوينغ كابيتال ينمو بمعدل سنوي يصل الى 7 % مشيرا الى ان مصارف المنطقة ستغطي نحو 65 ? من الاحتياجات التمويلية لشركات الطيران أي ما يعادل 8 مليارات دولار.
وأوضح أن منطقة الخليج تمثل الحصة الأكبر من ھذا السوق بوجود شركات ضخمة مثل طيران الامارات والاتحاد للطيران والخطوط القطرية والسعودية، حيث تستحوذ هذه الشركات على النصيب الأكبر من التمويل.
وأشار إلى أن شركة نوفوس التي توجد في سوق المنطقة منذ أكثر من 20 عاما لديها علاقات قوية مع شركات الدولة وخاصة طيران الامارات التي ترتبط معها بعقود تصل الى ملياري دولار.
وقال: إن محفظة نوفوس الحالية تتألف من 20 طائرة تتغير بحسب فرص بيع وشراء الطائرات المختلفة ويتوقع ان تنهي العام الجاري بمحفظة قيمتھا أكثر من ملياري دولار.
وفيما يلي نص الحوار
ما تقييمكم لسوق تمويل الطائرات في المنطقة؟
وفقا لتقديرات عملاقي الصناعة بوينغ وايرباص فإن منطقة الشرق الاوسط وخلال الاعوام العشرين القادمة، تحتاج أكثر من 2000 طائرة جديدة بقيمة تمويلية تتعدى الـ 350 مليار دولار وحتى عام 2033. وهذا يعني ان السوق سيستمر في النمو بمعدلات تزيد على 7 % بناء على الطلبيات والعقود التي وقعتها شركات الطيران في مختلف دول المنطقة.
ماذا عن دولة الإمارات
بوجود أربع شركات طيران منها اثنتان للطيران الاقتصادي تمثل دولة الإمارات اليوم أكثر من 50 % من سوق تمويل الطائرات التجارية الذي يصل حجمه في المنطقة الى اكثر من 12 مليار دولار من إجمالي السوق العالمي البالغ 125 مليار دولار. ومع توسيع البنية التحتية للمطارات فإن إجمالي العقود الموقعة في العالم حتى الآن تتضمن تسليم 12362 طائرة ويعد الشرق الاوسط واحدا من اسرع الاسواق نموا في العالم مع نمو حركة النقل الجوي فيه وزيادة الطلب على السفر والشحن الجوي بمعدلات تزيد عن المعدل العالمي.
ماذا عن العام الجاري؟
ستتسلم شركات الطيران في عام 2014 ما يقارب 1400 طائرة جديدة بقيمة 150 مليار دولار هذا العدد سيرفع حجم الاسطول العالمي بنحو 600 طائرة ليبغ 25851 طائرة توفر نحو 3.5 ملايين مقعد بحلول نهاية العام الجاري. ووفقا لشركة بوينغ كابيتال المتخصصة في التمويل فإن حجم سوق تمويل الطائرات سيصل الى 125 مليار دولار في العام المقبل منها 10-12 مليار دولار لمنطقة الشرق الاوسط أي نحو 10 % من اجمالي السوق.
كيف تمول شركات الطيران في المنطقة طلبياتها ؟
هناك شركات خاصة وأخرى مملوكة للدول وأغلبها تلجأ الى التمويل الداخلي بمساعدة الدولة التي تملكها أو إلى مصارف تشجع التصدير في أميركا وأوروبا عن طريق وكالات الائتمان . وھناك شركات تلجأ الى المصارف العالمية معتمدة على رساميلھا الخاصة ذلك ان موازناتها تمكنها من اللجوء الى ھذا الأسلوب في التمويل. وھناك الكثير من الشركات الاخرى التي تلجأ إلى تمويل طائراتھا عن طريق البيع وإعادة الاستئجار حيث تعتمد على تقليص الاعتماد على مصادرها الذاتية الخاصة وإثقال كاھل الميزانية.
ما هو دور المصارف الإقليمية؟
تقوم مصارف الشرق الأوسط بتمويل نحو 65 ? من ھذا الاحتياجات اي ما يعادل 6.5 إلى 8 مليارات دولار. وتستحوذ منطقة الخليج على الحصة الأكبر من ھذا السوق لوجود شركات ضخمة مثل طيران الامارات والاتحاد للطيران والخطوط القطرية والسعودية التي تمتلك طلبيات كبيرة يتوقع أن تتسلمها خلال السنوات المقبلة.
ماذا عن شركة نوفوس – أين هي من سوق التمويل؟
شركة "نوفوس للطيران" ھي شركة متخصصة بإدارة وتأجير تمويل وتسويق الطائرات وتتمتع بخبرة تزيد على 20 عاما في المنطقة. وتمتلك علاقات مميزة مع مختلف شركات الطيران الاقليمية بالإضافة إلى العلاقات المميزة مع أسواق الطيران العالمية مما مكنها من إنجاز أكثر من 200 عقد تأجير بقيمة إجمالية تجاوزت 8 مليارات دولار.
وتعمل نوفوس في مجال الطائرات التجارية حصريا، سواء طائرات ركاب أو شحن، باستثناء الطائرات الخاصة التي لها سوقها المحدود وله معاييره الخاصة . تمتلك الشركة مكاتب لها في كل من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا. وتركز حاليا على تمويل الطائرات العريضة نظرا لميزتها التنافسية وربحيتها والطلب الكبير عليها في منطقة الشرق الاوسط وسھولة تسويق ھذا النوع بالمقارنة مع الطائرات الاخرى.
مشاريع جديدة
قامت الشركة بتأسيس شركة "تمويل" من بالتعاون مع ايرباص وبنك نورد والبنك الالماني "دي بي جي" والهدف من هذه الشركة توفير اعتمادات مالية لشركات الطيران ومساعدتها في تمويل اساطيلها كما تعمل الشركة في عمليات تأسيس وبناء وتطوير مجموعة من الاستثمارات لتأجير الطائرات وتقدم حلول التمويل بالمشاركة مع عدد من المستثمرين والبنوك والمؤجرين والمصنعين. ويمتد تعاملھا الى منطقة آسيا، أوروبا، الشرق الأوسط وأفريقيا، وبلغ حجم عقودها مع الطائرات في منطقة دول التعاون أكثر من مليار دولار أميركي خلال الشهور الـ12 الماضية.
ورغم أن لدى نوفوس إمكانية تمويل المحركات، لكن سياستها ترتكز على تمويل الطائرات اكثر في الوقت الحالي. لكن ھذا لا يمنع ان نقوم في المستقبل بتمويل المحركات ايضا.
إن لدى نوفوس المنصة اللازمة للقيام بجميع مقتضيات تمويل وتأجير وتسويق الطائرات المدنية والمحركات من خلال خبرتھا وشبكة عملائھا في العالم.
هل لديكم تعاون مع طيران الإمارات
أنجزت الشركة مؤخرا صفقة كبيرة مع طيران الامارات لتأجير طائرتين من طراز ايه 380 لكنه لم يكن الاول فقد بدأ تعاون الشركة مع الناقلة في العام 2005 من خلال تاجير طائرتين من طراز بوينغ 777 وايرباص 340. ھناك مباحثات مستمرة مع طيران الامارات لشراء وتأجير أو تمويل طائرات اخرى في المستقبل.
خصوصا ان لدى طيران الامارات عددا كبيرا من الطلبيات المستقبلية قيد التصنيع والتي ستسلم في الاعوام القادمة وبالطبع فإن شركة مثل نوفوس لديها اهتمام كبير بتعزيز تعاونها مع ناقلة عالمية مثل طيران الامارات التي تحتاج اكثر من 5 مليارات دولار سنويا لغايات تمويل الطائرات الجديدة. وعموما فإن اعمالنا مع طيران الامارات تتجاوز ملياري دولار بما فيها الصفقات الجديدة في العام الحالي.
ماذا عن المنافسة دولياً
نحن موجودون وبثقل في ساحة المنافسات في الأسواق الدولية وذلك منذ 40 عاما «رغم أن المنافسة شديدة جدا» في ھذا القطاع بين شركات تأجير الطائرات فقد عززنا حضورنا من خلال التعاون مع كبريات شركات الطيران في العالم ومنها طيران الامارات وكاثي باسيفيك والخطوط الماليزية والخطوط الصينية وطيران شرق الصين وغيرها.
كيف ترى فرص التمويل الاسلامي
لدينا عقود لشراء وتأجير الطائرات في آسيا، الشرق الاوسط، أوروبا وقريبا اميركا.
تعد نوفوس أول منصة تمويلية لتأجير الطائرات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقد أسھمت في تأسيس أول صندوق تجزئة مشترك متخصص في تأجير تشغيل الطائرات وإقامة أول ھيكلية متوافقة مع الشريعة الإسلامية لعقود تأجير تشغيل الطائرات منذ 2002 ولاتزال نوفوس تؤسس لاستثمارات جديدة خاضعة للشريعة الاسلامية. كما قامت الشركة بتصميم وإطلاق أول منصة متخصصة للتمويل الوسطي بالشراكة مع بنك التنمية الياباني وشركة إيرباص لصناعة الطائرات ومصرف لطائرات 380 أما بالنسبة للنمو فإننا نلاحظ عدة شركات عالمية تحاول اللجوء الى ھذا الاستثمار لتنويع مصادر تمويلھا لشراء طائراتھا.
شراكات مثمرة
وتتطلع الشركة الى تعزيز شراكاتها في مجال تمويل الطيران ووفق انموذج العمل الذي تنفذه.
ومع احتفالها بالذكرى العشرين لانطلاقتها انتهت الشركة مؤخرا من اطلاق صندوق متخصص في تمويل الطيران ضمن مشروع مشترك مع شركة ايرباص وبنك التنمية الياباني والذي سبركز اعماله في تمويل طلبيات شركة ايرباص وخاصة من الطائرات عريضة البدن وتحديدا طائرات ايرباص 380 .
كما قامت الشركة خلال العام الجاري بتطوير اتفاقية شراكة مع شركة دايو الكورية لتوفير منصة تمويل خاصة بالتأجير التشغيلي للطائرات وهي الاتفاقية التي ستسمح للشركة الكورية للاستثمار في اصول الطائرات من خلال عمليات التشغيل التاجيري.
ومنذ ثلاث سنوات تركز الشركة على تمويل الطائرات عريضة البدن خصوصا ان هذا النوع يبقى طويلا لدى المشغلين وبالتالي فان العائد افضل مقارنة مع الانواع الاخرى.
وعملت الشركة ايضا مع عدة ناقلات في المنطقة من خلال توفير حلول التمويل لها وخاصة طيران الامارات
مليارا دولار
يوضح صفوان كزبري ان الشركة تتوقع اعمال بقيمة ملياري دولار مع نهاية العام الجاري وحققت بالفعل اكثر من مليار دولار خلال النصف الاول من العام. ويقول كزبري ان سوق الامارات ومنطقة التعاون عموما يعد احد الاسواق الرئيسة الحيوية للشركة التي تتطلع الى عقود قيمتها تزيد عن 500 مليون من هذه المنطقة مع نهاية 2014 .
وخلال العام الجاري نجحت الشركة في توفير التمويل لشركات عالمية مثل طيران الامارات والخطوط الماليزية وفي اوروبا ايضا من خلال عقد مع الخطوط الفنلندية.
وتعد طيران الامارات اكبر زبون لشركة نوفوس في المنطقة حيث مولت الشركة للناقلة طائرات عدة من طرازي ايرباص 380 هذا العام اضافة الى طائرات بوينغ 777 خلال الاعوام الماضية.
واوضح كزبري ان الناقلات الخليجية تقود اليوم النمو في قطاع الطيران في المنطقة من خلال طلبياتها الضخمة وتوسعها في المحطات ومراكزها التشغيلية.
وقال اعداد المسافرين في هذه المنطقة يحقق نموا يتجاز 13 % في مختلف مطارات المنطقة وخاصة مطارات الامارات ولذلك سعت الشركة الى تعزيز وجودها في المنطقة من خلال توسيع انشطتها في مكاتبها الاقليمية وخاصة في دبي لمواجهة الطلب والنمو فيها مؤكدا ان منطقة الشرق الاوسط تعد احد الاسواق الحيوية للشركة ولقطاع الطيران عموما. وقال ان منطقة اسيا الهادئ هي الاخرى تتمتع بمعدلات نمو عالية ولذلك تتطلع الشركة الى التوسع هناك خلال الفترة المقبلة .
مليار دولار
نجحت نفوس خلال السنوات الماضية في توفير التمويل لاكثر من ملياري دولار لصفقات طيران الامارات منذ العام 2005 بما فيها طائرات ايرباص 380 هذا العام وبوينغ 777 خلال الاعوام الماضي . وجود أربع شركات طيران منها اثنتان للطيران الاقتصادي تمثل دولة الإمارات اليوم أكثر من 50 % من سوق تمويل الطائرات التجارية الذي يصل حجمه في المنطقة الى اكثر من 12 مليار دولار من إجمالي السوق العالمي البالغ 125 مليار دولار.
ومع توسيع البنية التحتية للمطارات فإن إجمالي العقود الموقعة في العالم حتى الآن تتضمن تسليم 12362 طائرة ويعد الشرق الاوسط واحدا من اسرع الاسواق نموا في العالم مع نمو حركة النقل الجوي فيه وزيادة الطلب على السفر والشحن الجوي بمعدلات تزيد عن المعدل العالمي.
نمو متواصل
تشير تقديرات لشركة بوينغ كابيتال الى ان سوق تمويل الطائرات عالميا ينمو بمعدلات تتراوح بين 6-8 % ويتوقع ان يصل في العام الجاري الى 112 مليار دولار مقارنة مع 104 مليارات في العام الماضي. ويرتفع حجم السوق ليصل الى 125 مليار في العام المقبل و129 مليار في 2016 وصولا الى 135 مليار في العام 2017 و 139 مليار في 2018.
وتتوقع الشركة تزايد حصة البنوك الصينية في سوق التمويل في ظل نمو سوق الطيران الصيني وتزايد طلبيات الناقلات الصينية ليصل الى 23 % من اجمالي التمويل بين بنوك العالم ارتفاعا من 11 % فقط في العام 2011 مقابل تراجع في حصص النبوك اليابانية والاوروبية.
وتوضح الشركة ان سوق المنطقة مستمر في تحقيق المعدلات العالية إذ تشهد الحركة الجوية فيها نمواً سنويا يتراوح بين 5-7 % وهو أعلى من المعدل العالمي البالغ 3.5?. كما تسجل مطارات المنطقة المختلفة وخاصة في الامارات معدلات نمو من خانتين.
صفقات ضخمة
خلال معرض دبي للطيران الماضي هيمنت شركات الطيران المحلية على الحدث بتوقيعها على صفقات شراء قياسية بلغت قيمتها 585 مليار درهم.
واحتلت طيران الامارات المركز الاول كصاحبة أضخم صفقة طيران في العام الماضي حين طلبت 150 طائرة من شركة بوينغ بقيمة اجمالية بلغت 76 مليار دولار منها 115 طائرة من طراز بوينغ 9-777 اكس و35 من نفس الطراز 8-777 اكس. وهما طائرتان يتوقع ان تدخلا الخدمة في العام 2020 وهو السبب الذي دفع بوينغ لعدم إدراجهما في الاسعار الثابتة لقائمة الطائرات التجارية.
فيما جاءت صفقتا الاتحاد للطيران في المركزين الثاني والثالث ووقعتا مع عملاقي الصناعة بوينغ وايرباص في معرض دبي للطيران في المركزين الثاني والثالث على التوالي. لتعود صفقة طيران الامارات مع ايرباص وتحتل المركز الخامس. أما صفقة فلاي دبي لشراء 111 طائرة من بوينغ فاحتلت المركز الثامن.