عتـاب وتفاؤل وحماس علي هامش سـوق لندن الدعوة لوحدة السياحيين لصالح نهضة صناعتـهم بقلم جلال دويدار
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
أهم ما يمكن أن أقوله عما لمسته في فعاليات مشاركة مصر بسوق لندن الدولي للسياحة.. هو الحماس والأمل الذي اتسم به أداء كل اعضاء الوفد المصري وفي مقدمتهم هشام زعزوع وزير السياحة.
تجلي هذا الحماس في عمليات التحرك والتحدث والتفاوض بما يشبه خوض حرب هدفها الأساسي استعادة السياحة لانطلاقتها من جديد. رغم هذا فإن الوزير في حديث له مع أعضاء الوفد المصري في أحدي المناسبات الخاصة التي أقيمت علي هامش سوق لندن لم يستطع أن يمنع نفسه من أن يبدي أسفه وحزنه لما يتم ممارسته من هجمات وعمليات تشويه من جانب بعض المنتمين لأسرة السياحة دفعه هذا إلي المطالبة بضرورة وحدة أبناء الأسرة السياحية وان تتكاتف جهودهم من أجل انتشال صناعة الأمل من عثرتها . حرص علي أن يؤكد انتماءه لهذه الاسرة وأنه سيعود إليها يوم انتهاء دوره الوزاري. انطلاقا من هذه الحقيقة قال إنه يهمه ان يعمل جميع افراد هذه الاسرة لصالح تعويض هذه الصناعة عن أيام المعاناة الصعبة التي مرت بها صناعتهم. اشار إلي انه ليس هناك ما يمنع من الاختلاف في وجهات النظر ولكن يجب ألا يتحول الأمر بأي شكل من الاشكال إلي خلافات تكون عبئا علي وحدة هدف النهوض بالسياحة.
> > >
بعيدا عن هذا المناخ الذي اتسم بالمشاعر العاطفية التي يشم منها نوع من العتاب فقد تركزت اللقاءات الأخيرة مع كبار منظمي ومسئولي شركات السياحة والطيران في سوق لندن علي وسائل تنشيط حركة السياحة إلي مصر. هذه الجهود اسفرت عن اتفاقات ووعود جازمة بأن تكون مصر علي رأس برامج شركات السياحة العالمية بدءًا من اكتوبر القادم. الشئ المهم فيما تم التوصل إليه هو أن الاقصر وأسوان ستكون ضمن هذه البرامج من خلال رحلات جوية منتظمة وعارضة مباشرة من المدن الأوروبية.
> > >
الاهتمام بالسوق المصري تجلي أيضا في الحرص من جانب كبار المسئولين في الوفود المشاركة مصرية وأجنبية علي الترحيب بالتواجد في المناسبات المصرية التي اصبحت علي هامش سوق لندن. لقد كان من بين هذه المناسبات حفل العشاء الذي أقامه وزير السياحة لكبار ممثلي الشركات المصرية المشاركين في سوق لندن بحضور السفير هشام خليل القنصل العام واحمد المقدم احد كبار رموز الجالية المصرية في بريطانيا.. كما ظهر هذا الاهتمام ايضا بصورة جلية في قبول دعوة باهر منير غبور احد خبراء السياحة المصرية البارزين لكبار مسئولي الشركات السياحية الأجنبية اقيم هذا الحفل علي متن باخرة أبحرت في نهر التايمس حيث شارك في جانب منه الوزير هشام زعزوع. قام بالقاء كلمة ترحيب بالمدعوين ومشجعا لهم علي التسويق والترويج لمصر. تناول ما تعرضت له السياحة المصرية من أزمات علي مدي السنوات الأربع الأخيرة مع بداية ٢٠١١. اشار إلي التراجع الكبير في أرقام السياح الوافدين إلي مصر وبالتالي العائد الذي يعد من دعائم الدخل القومي. قال إن هذه الصورة بدأت تتغير بعد أن استجابت الدول السياحية للاتصالات والجهود التي تم بذلها وقامت برفع حظر سفر سياحها إلي المقاصد السياحية المصرية. اعلن ان الاهتمام في حملات الترويج المصرية سوف يوجه إلي احياء السياحة الثقافية التي تشمل عودة برامج الزيارات السياحية والتعليمية إلي الاقصر واسوان ومدن الصعيد. وقد غادر الوزير حفل غبور متوجها إلي المطار ليستقل الطائرة إلي القاهرة ليلتقي صباحا في الاقصر بـ1200 من العاملين في شركة «تيوي» العالمية.
لا يفوتني وبعد اختتام اعمال سوق لندن إلا أن اشير إلي لقاء وزير السياحة بعدد من كبار المسئولين في معرض السياحة الدولي لدول أسيا والمحيط الهادي. لقد وعدهم بالاستجابة لدعوة مشاركة مصر في إطار استراتيجية جذب السياحة الأسيوية. أخيرا أقول ووفقا لما أجمع عليه اعضاء الوفود المشاركة في سوق لندن السياحي.. أن مصرسوف تشهد رواجا سياحيا غير مسبوق خلال الشهور القادمة بإذن الله.
