اتفاقية جديدة للتنقيب عن آثار فيلكا
برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وقعت البعثة الاثرية الفرنسية الكويتية مع شركة توتال – الكويت- النفطية اتفاقية استكمال دعم وتمويل التنقيب عن الآثار في جزيرة فيلكا اول امس بموقع تنقيب حصن تل سعيد بالجزيرة.. حضر التوقيع كل من الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة وسفير فرنسا بالكويت كريستان نخلة وعدد من علماء الآثار.
التجمع في مارينا شرق في العاشرة صباحا انطلقنا في قارب صغير يتسع لعشرين شخصا الى الركن الشمالي الغربي من الخليج لمسافة 20 كيلو مترا قبالة الساحل.
وبعد نحو خمس وعشرين دقيقة من الابحار وصلنا ميناء فيلكا.. توجهنا على الفور بباص الى موقع حفريات تل سعيد حيث يعمل بعض العمال بازاحة التراب رويدا من اماكن محددة سلفا.
ثمة منضدة وستة مقاعد وسط الموقع في الهواء الطلق لاستقبال من سيوقعون الاتفاقية.. ممثلا توتال كاترين فيرا وليونل ليفا ورئيسة البعثة الفرنسية جولي بونيه، بينما كان الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والسفير الفرنسي متابعين.
سريعا تم التوقيع الذي لم يسمح بكشف تفاصيله، وبعد نبذة مختصرة قدمها نخلة عن اطراف الاتفاقية التي رعتها السفارة الفرنسية بالكويت، والأهمية التاريخية لجزيرة فيلكا التي تعاقبت عليها عدة حضارات منذ القرن الثالث قبل الميلاد، وكيف ان الاكتشافات المثيرة سيتم دعمها للكشف عن خبايا التاريخ، اوضح اليوحة ان هناك اكثر من مجموعة اثرية تعمل بالمنطقة: واحدة دانمركية والثانية فرنسية وتعملان على الجزيرة، واخرى تعمل في شمال الكويت. وتجري الترتيبات حاليا بالتعاون مع اليونيسكو لوضع اثار فيلكا على قائمة التراث العالمي.. واضاف: لنا صلة وثيقة بالبعثة الفرنسية منذ اكثر من 35 سنة بدأت مع معهد ليون، والآن معهد الشرق الاوسط في باريس. وقال: هذا الموقع اليوناني القديم اكتشف منذ الخمسينات، ويبين اكتشاف موقعين لكنيستين ونهاية المرحلة الاخيرة من الحكم اليوناني ودخول الفترة الاسلامية.
فيلم عالمي
وبشر اليوحة بوصول منتج ومخرج فرنسيين خلال ساعات بعد توقيع الاتفاقية لتصوير اول فيلم عن جزيرة فيلكا. وردا على سؤال القبس عن السبب في عدم عمل الكوادر الكويتية فيلما عن جزيرة فيلكا، قال اليوحة ان الانتاج سيكون ضخما وفرنسا لديها الخبرة السينمائية والتقنية الحديثة، ولكن يمكن اشراك وتدريب كوادرنا في مثل هذا الانتاج الذي سيضارع ما تنتجه ناشيونال جيوغرافيك. واضاف حول ما يقوم به الطرف الكويتي: نقوم بالدعم اللوجستي.. توفير المكان وتذاكر الطيران وغيرها، منوها بان الطرف الفرنسي «توتال» مهم جدا في دعم الدراسات والابحاث التي تقوم بها البعثة الفرنسية لاستكمال مهمتها.
اربع حضارات
من جانبها، قالت رئيسة البعثة الفرنسية جولي بونري إن البعثة كانت تركز على منطقة القصور في الفترة الأولى وكانت المسافة عائقاً بين المواقع، لكن الآن وجدنا بيوتاً ملتيقة بعضها ببعض جميلة أكثر مما توقعنا تعود إلى فترات ما بين 3500 سنة قبل الميلاد والقرن السابع الميلادي، تضم تاريخا من حضارات الإغريق واليونان المسيحية والإسلامية.
الريس جابر.. 3 سنوات تنقيباً
يعملون في الصيف والشتاء، مجموعة عمال جاؤا من صعيد مصر تخصصوا في التنقيب عن الآثار، بدأب وصبر يزيحون التراب طبقة بعد طبقة ليجدوا في النهاية قطعة فخار أو رأس عمود أو جدارا قديما، سألنا المشرف عليهم ويدعى الريس جابر عن مدة عملهم، فقال منذ 3 سنوات نعمل مع البعثة الفرنسية، ونقيم هنا في مهمة صعبة لكنها مجزية، اذ نشعر بسعادة كلما عثرنا على شيء ذي قيمة.
«توتال» تواصل دعم المجتمع الثقافي
أكدت شركة توتال الكويت على لسان مديرها العام بالكويت ليونيل ليفا، انها تجدد دعمها لمشروع جزيرة فيلكا الثرية، وان توتال تنشط في المجتمع في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال مجموعة متنوعة من المشاريع في مجال التعليم والتدريب والفنون والثقافة والحفاظ على البيئة والرعاية الصحية والرياضية.
وأضاف: في عام 2012 دعمت توتال معرضاً لمدة ثلاثة أشهر في الكويت عن الحضارة العربية الاسلامية القديمة لتطوير العلم الحديث، تحت اسم «العصر الذهبي للعلوم العربية» بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس والمنظمة الثقافية الكويتية دار الآثار الاسلامية.
