السياحة العلاجية.. البوصلة تتجه إلى دبي
دبى …. السياحة العلاجية؛ أحد أهم أبواب السياحة التي تهتم بها دول كثيرة، للظفر بمكاسب عديدة، ليس فقط من أجل توفير العلاج الناجع والخدمات الطبية المطلوبة لمن يحتاجونها، بل أيضاً للاستجمام في المنتجعات الصحية، والسياحة في أرجاء البلاد، إذ بات يشكل هذا النوع من السياحة، مصدراً أساسياً للدخل، خصوصاً في بلدان العالم النامية والمتقدمة. وهناك أيضاً السياحة الاستشفائية التي تختص بالسفر بحثاً عن مصادر علاج طبيعية، كالينابيع والمياه الكبريتية، أو البحث عن الرمال والشواطئ لمداواة أمراض العظام والروماتيزم.
في الحالتين؛ تعتبر التكلفة المادية المناسبة، وسرعة تحديد مواعيد مناسبة، وتوفر الخبرات والتكنولوجيا والمؤهلات الاحترافية، من أهم العوامل التي تساهم في تطور هذا النوع من السياحة، وكلها عوامل ميّزت دبي خلال الفترة الأخيرة.
تطور كبير
الدكتور أيمن المفتي أحد الأطباء المستثمرين في المجال الطبي، ومؤسس عيادة البراء الطبية، أوضح أن هناك تسارعاً كبيراً وتنامياً ملحوظاً في تطور المجال الطبي في دبي، على امتداد الـ 15 عاماً الماضية، ومما ساعد في ذلك؛ ظهور دبي وتميزها عالمياً في شتى المجالات، الأمر الذي منحها قوة وثقلاً كبيرين، ساعداها على الدخول في أي استثمار، والنجاح فيه، وهذا ما ينطبق على السياحة العلاجية كاستثمار يضيف قيمة كبيرة لدبي، ويجعلها تقدم خدمات طبية مقرونة بمميزات سياحية يسعى إليها كثير من المرضى حول العالم.
جراحات متخصصة
وأضاف انه لاحظ وجود جنسيات كثيرة خلال السنوات الماضية بعضها من الدول العربية، وكثير من إفريقيا وآسيا وأوروبا، كلها تأتي للحصول على خدمات طبية محددة في مجالات واسعة، كجراحات التجميل، وعمليات العمود الفقري، وغيرها من الجراحات التي أصبحت سمة طبية الآن لمستشفيات دبي المتخصصة.
وذكر أن دبي أصبحت علامة فارقة الآن في تنوع الجنسيات فيها وتميز خدماتها، بالإضافة إلى انطلاقتها السياحية، وكل هذه الأسباب جعلت الإمارة مكاناً مرغوباً سياحياً وطبياً، جعلها تضع نفسها بقوة على الخريطة العالمية، من حيث أكثر الأماكن تفضيلاً عند السائحين.
كفاءات عالمية
وأكد أن استقطاب دبي للكفاءات الطبية العالمية كأطباء زائرين، أو مقيمين، منحها بعداً كبيراً في مصداقية وقوة القطاع الطبي في الإمارة، الذي انعكس بدوره على استقطاب شريحة كبيرة من المرضى، تعاني صعوبة كبيرة للوصول إلى هؤلاء الأطباء في بلادهم، ولذلك فهم يأتون إلى دبي وبكثرة.
وأشار إلى أن تسويق دبي لنفسها عالمياً، جعل كثيراً من الاستثمارات الطبية، تقصد الإمارة لبدء مشاريعها، وإنشاء عيادات ومستشفيات متخصصة، تضم أطباء ذوي مستويات عالمية، وإدارة تقدم خدمات طبية وفق أعلى المستويات، متسلحة في ذلك بالمؤشرات الإيجابية التي تعيشها دبي في مختلف المجالات.
استثمارات أجنبية
أما الدكتور دال باروكي مدير المركز الطبي الأسترالي، فأكد أنه افتتح مشروعه الطبي في دبي مؤخراً، بالتعاون مع بعض الأطباء في أستراليا، بعد أن درس دبي كثيراً من الناحية الاقتصادية والطبية، وقارنها من خلال دراسات جدوى لمشروعه، مع دول كثيرة عالمياً، آسيوياً وأوروبياً، وكانت المؤشرات كلها تصب في صالح دبي، كإمارة متميزة بالقوة الاقتصادية، إضافة إلى عامل الأمان الذي تتمتع به.
وقال إنه كمستثمر؛ وجد ترحيباً كبيراً وتعاوناً مثمراً مع الجهات الحكومية التي ذللت له صعاباً كثيرة، جعلته يقتنع تماماً بقوة القطاع الطبي، خاصة وأنه قد جاء من أستراليا التي تعطي للمقاييس والمعايير الطبية والخدمية أولوية كبيرة، ووجد مثلها تماماً هنا، مؤكداً أن دبي أصبحت علامة فارقة على المستوى العالمي، بالنظر إلى الاستثمارات في القطاع الصحي التي وصلت إلى أرقام كبيرة، وأن معدلات نمو دبي في هذا المجال وصلت 7.7%، ما يعطي مؤشراً واضحاً للنجاح المتوقع مستقبلاً.
مرافق استشفائية
أكد الدكتور دال باروكي، أن لدى دبي مرافق عدة توفر السياحة الاستشفائية، وتتميز بها عموماً، ما يجعلها تتفوق على مثيلاتها في هذا الشأن، مثل ينابيع المياه الكبريتية، بالإضافة إلى وجود الصحراء ورمالها الممتعة والمفيدة، وذلك يخدم شريحة واسعة من مرضى الروماتيزم، وهم كثيرون. وأوضح أن المستشفى الأسترالي يسعى إلى تقديم خدمة طبية مميزة، من خلال أطباء على مستوى عال، وأجهزة طبية حديثة، حتي يستطيع منافسة الآخرين بقوة، وهو ما يضيف قوة ومصداقية لترويج دبي كجهة سياحية تهتم بالمجال الطبي.
