الطيران ينتقل من الرفاهية إلى صناعة النقل العالمية
حال انتهائك مـــن قــراءة هذا المقال، سيكون هناك 100 طائرة تقلع شرقاً وغرباً في مختلف أنحاء العالم، حيث لم يعد الطيران مجرد رفاهية بالتحـليق فوق السحاب، وإنما أصبح يحـــلّق عالياً كضرورة وقاعدة في صناعة النقل العالمية لقدراته المتنامية على نقل الأفراد والشحنات حول العالم.
هذه الضرورة الحياتية بدأت قصتها التجارية عام 1914 عندما حلقت أول طائرة مسافرين وكانت تحمل مسافراً واحداً. اليوم هناك 3.3 مليارات مسافر سنوياً تحملهم الطائرات التي تجوب العالم شرقاً وغرباً، والتي احتاجت إلى 100 عام لنقل 65 مليار راكب، لكنها ستنقل هذا العدد من الركاب خلال 15 سنة قادمة فقط، مع التوسع الكبير في بنية المطارات وأعداد الأساطيل وسهولة التنقل بين مطارات العالم.
مفاهيم مختلفة
8 ملايين مسافر يومياً غيّرت كثيراً من مفاهيم السفر، بات اليوم مختلفاً عن ماهيته قبل سنين مضت، ذلك أن عقبات مثل التكاليف واللغة باتت من الماضي، فالسفر اليوم هو أسلوب حياة، فالتكنولوجيا مستمرة في تغيير الكثير من المفاهيم، وخاصة في السفر، فالرحلة اليوم باتت أقصر وأقل تكلفة، والملايين يجوبون العالم لأســـباب مخــــتلفة، إما للترفيه أو للأعمال.
وبرغم وجود سباق بين شركات الطيران لتوفير تجربة سفر غنية وخاصة لركاب الدرجات الممتازة، فإن الناقلات لم تنس أيضاً ركاب الدرجة الاقتصادية، وبعضها يقدم اليوم خدمات الواي فاي المجانية لمسافري هذه الدرجة، وهناك المزيد من خدمات التكنولوجيا في الطريق إلى الركاب خلال العامين المقبلين.
احتياجات العملاء
التغيير لم يعد قاصراً على شركات الطيران، فالمطارات تتغير، وعليها أن تتحرك نحو تلبية احتياجات جديدة ومختلفة للعملاء أو الركاب إن شئت تسميتهم. وبعضها بدأ يدلل عملاءه أو مسافريه، سواء بتوفير غابات صناعية داخل المطار، أو مكتبة للقراءة، وخدمات أخرى للمساج والتدليك. كما أن غرف النوم لم تعد تقليدية، بل أصبح الابتكار طابعها، مثل بيت الأشجار الموجود في مطار لاوس، والبقية تأتي.
العامل الأخضر
وفي كل هذه المتغيرات، يبقى العامل الأخضر موجوداً، ولكن بمزيد من الفن، فالراكب يتحول اليوم إلى مسافر أخضر في كل مراحل رحلته، بدءاً من حجوزاته حتى وصوله إلى وجهته النهائية، متجنباً طباعة أي ورقة أو في الإقامة في فنادق تراعي معايير البيئة. ويتم ذلك في مخطط لا يتجاوز مساحة اليد هو عبارة عن هاتفك المتحرك أو الجهاز اللوحي، وهذا أيضاً من المتغيرات التي بدأت شركات الطيران والمطارات تراعيها في توفير تجربة سفر مميزة لركابها أو عملائها.
المسافر يتصفح هاتفه المتحرك أو الحاسوب اللوحي، ويختار ما يحلو له من شركات الطيران أو فندق الإقامة، وبما ينسجم مع متطلباته، وهذه أمور تشكّل اتجاهات السفر في عالم متغير.
المصدر : البيان