266 مليون وظيفة توفرها صناعة السياحة حول العالم
أجمع قادة أعمال على ضرورة تحديد أنواع المخاطر التي تواجه مجتمع الأعمال، إذ تشهد الشركات العالمية اليوم مرحلة عصيبة تواجه فيها العديد من الأزمات المالية وتداعيات الكوارث الطبيعية والأمراض الوبائية، وتأثير مشاكل سياسية في بعض الدول على عملها.
وقال جيرالد لوليس، الرئيس التنفيذي لمجموعة جميرا، خلال كلمته في جلسة بعنوان "إدارة المخاطر العالمية في قطاع الأعمال" بمنتدى الإقتصاد الإسلامي العالمي: إن قطاع السياحة والضيافة من أكثر القطاعات عرضة للتأثر بالأحداث وبالتالي فإن نسبة المخاطرة تعتبر الأعلى عن غيرها من باقي الصناعات الاخرى.
وتابع: أن صناعة السياحة توفر حالياً نحو 266 مليون وظيفة على مستوى العالم، إذ تشكل نحو 8.9 % من قوة العمل في كافة أنحاء العالم، طبقا للبيانات الصادرة عن مجلس السياحة والأعمال، مشيرا إلى أن نحو مليون وظيفة جديدة ستتم إضافتها بحلول عام 2020 في مجال السياحة وحدها.
وقال: إن مجال السياحة والسفر في دبي يتأثر بما يحدث على الصعيد العالمي، لافتا إلى انه عقب 11 سبتمبر التي شهدتها مدينة نيويورك تم إلغاء كافة الحجوزات والرحلات، وكانت بالنسبة لنا اكبر تحد يمكن أن نواجهه في تلك اللحظة.
وتابع: انه كان علينا أن نغير كل خططنا في ليلة وضحاها، وهو ما عملنا عليه وتجاوزنا بالفعل تلك المخاطر في ذلك الوقت.
وأضاف: أنه كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «إن أكبر المخاطر أن لا تأخذ المخاطر بعين الاعتبار».
وقال لويس لـ البيان: حالياً هناك عدد من التحديات تواجه قطاع السياحة، ومنها الأحداث الأخيرة في روسيا، علماً بأن جزءاً كبيراً من السياحة في دبي يعتمد على السوق الروسي، وإلى جانب ذلك انتشار وباء الإيبولا في غرب إفريقيا، وهناك حاجة مهمة لعنونة مخاطر هذا الوباء والتفات العالم لمساعدة إفريقيا لمواجهته لأن تداعيات الوباء لن تقف عند إفريقيا فقط.
تحديات
ومن ضمن التحديات تباطؤ معدلات إيجاد فرص العمل، إذ ترتفع نسب البطالة وخاصة تحت سن 25 عاماً في عدد من الدول من بينها إسبانيا واليونان، في حين ان دعم قطاع مثل السياحة من شأنه أن يوفر نحو 6 ملايين وظيفة إضافية خلال 5 إلى 6 سنوات مقبلة.
ويستلزم النظر إلى دعم برامج التدريب والتعليم وربطها بسوق العمل، وتعزيز حرية السفر من خلال تسهيل تأشيرات الدخول لبلدان العالم ليس للهجرة وإنما لدواعي السفر والسياحة، لافتاً إلى تجرية الشنغن التي أتاحت حرية التنقل بين البلدان الأوروبية لزائري اوروبا من المنطقة.
كما تحدث عن مشاكل كبيرة فيما يتعلق بالتكلفة المرتفعة لرسوم السفر نتيجة اتجاه بعض الدول لفرض ضرائب على المسافرين.
ومن جانبه، قال راجو مالهوترا، رئيس شركة ماستر كارد في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا،، إن المخاطر التي تواجهنا سواء السياسية او الأمنية أو حتى الكوارث الطبيعية لا تعد جديدة، وإنما الاقتصاد اعتاد أن يمر بتلك الظروف، وهناك قصص نجاح تتولد حتى في ظل وجود عدد من المخاطر لأن الفيصل الأساسي هو كيفية إدارة تلك المخاطر لصالح الأعمال.
أربعة عوامل رئيسية
وبدوره قال يونج سو كيم، رئيس شركة سامسونغ الخليج للإلكترونيات: إن هناك مخاطر كثيرة تحيط بنا وتؤثر علينا في كل الاوقات عندما نتخذ قرارنا.
وأشار إلى أن هناك اربعة عوامل رئيسية، الأول، المعايير واللوائح والقوانين المحلية لكل دولة، إذ تختلف الدول في معاييرها وقوانينها وعلى الشركات مختلفة الجنسيات الالتزام بتلك المعايير، والثاني يكمن في التغير المناخي والكوارث الطبيعية، وهو يؤثر علينا من خلال العرض والطلب، وتحديداً العرض، في آسيا على سبيل المثال، الفيضانات في اسيا طالت مخازننا.
وبالتالي أثرت على كمية المعروض من منتجاتنا، فضلاً عن تأثر سلسلة تقديم المنتجات مما يعني التأثير على العملاء، وثالثاً ضرورة متابعة التغيرات التكنولوجية المتلاحقة للارتقاء بتطلعات المستهلكين، وأخيراً الإبداع، حيث أصبح أمراً لا غنى عنه.
توقعات
وقال يونج سو كيم إن التوقعات السياسية والاقتصادية، في آخر تقارير صندوق النقد الدولي تعكس عدداً من التحديات من بينها تباطؤ نمو عدد من الدول وهو ما يشكل تحدياً جديداً.
وأوضح أن الأهم ليس فقط البقاء في السوق وإنما الابتكار وإيجاد فرص استثمارية، وبالتالي علينا ألا نقف امام المخاطر وإنما التعامل معها وإدراكها جيداً.
أدار جلسة النقاش أمير ميرشي، نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ــ مؤسسة «ريو تينتو ألكان»، وكان من بين المتحدثين تان سري داتو ازمان حاج مختار، العضو المنتدب لشركة «خزنة ناشيونال بيرهارد»، والذي أكد على أن إدارة المخاطر وإدارة المكافآت هما وجهان لعملة واحدة، لأن لتحقيق الأرباح يجب أخذ المخاطرة معه.
ولكن علينا التعامل بشكل واعٍ مع المخاطر. كما ألقى إقبال أحمد أبي، رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لشركة «سيمارك»، كلمة خلال الجلسة تحدث فيها عن ضرورة التنبؤ طوال الوقت بطبيعة المخاطر من حولنا وإدراك أن الأحداث العالمية أصبحت لها تأثيرات مباشرة على مناخ الأعمال في العالم بأثره.