Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

«سياحة العائلات» .. معاناة إجتماعية!

«سياحة العائلات» .. معاناة إجتماعية!

 

عمان " المسلة " .ابراهيم بظاظو … لا تخلو المجتمعات منذ القدم من وجود بعض السلوكيات السلبية التي تتنافى مع قيم وعادات تلك المجتمعات، ومجتمعنا الأردني واحد من تلك المجتمعات التي يوجد فيه عدد من تلك السلوكيات التي تتنافى مع القيم العربية الأردنية الأصيلة، وتؤكد العديد من المشاهدات الواقعية على وجود بعض التصرفات والسلوكيات غير الإيجابية من قبل بعض الشباب للعائلات المتجه للعديد من المواقع السياحية والحدائق العامة ، بل إنها تؤكد على تنامي هذه الظاهرة التي تتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة.

 

أسباب الظاهرة

 

إن الجهل بحكم المعاكسات والمضايقات التي تتعرض لها العائلات الأردنية في العديد من الحدائق العامة، لا يخفى على كل مسلم عاقل في الشرع، فهي من أعظم وسائل جلب الفساد وانتشار الفاحشة، ففي غياب التوجيه والتربية للشباب الأردني تنمو الظواهر السيئة والأخلاق المشينة لاسيما في مرحلة الشباب أو ما يصطلح على تسميتها «بالمراهقة . فالتربية الواعية يُمكن من خلالها تعريف الشباب بمسؤوليته في الحياة، والحد من المضايقات للعائلات في المتنزهات والحدائق العامة.وهذا الدور منوط بالوالدين فهما مسؤولان عن توجيه الأبناء وتحذيرهم من الذنوب والمعاصي، ومنها المعاكسات. فيجب على الأسرة أن تعرف أبناءها بخطر هذا الداء، وأن تسرد من قصصه ما يجعل أبناءها يستقذرونه وينأون عن طريقه.
فمع انتشار البطالة ووجود الفراغ القاتل، والساعات الطويلة .. أصبحت كثير من أوقات الشباب ضائعة وساعاتهم طويلة وفارغة بلا عمل ولا وظيفة، ولا كسب ولا تحصيل ، فلما لم تجد ما يشغلها في الصالح المفيد شغلوها بالطالح الضار، فراحت ساعاتهم في المعصية واللهو، واللعب والمعاكسة ،فالقضاء على أوقات الفراغ في حياة الشباب ينبغي أن يكون من أول ما يوجه الآباء المصلحون عنايتهم له، ومن العوامل الأخرى رفقة السوء: فكم قادت هذه الرفقة إلى بلاء وعناء، وصديق السوء لا يأتي من ورائه إلا الشر.

 

سياحة العائلات قضية مهمة

 

تعد سياحة العائلات في الأردن قضية مهمة وشديدة التعقيد في نفس الوقت ، ولا بد من الوقوف على أسباب تفاقمها، ووضع التصورات والحلول المناسبة ، وهنا يجب العمل على خلق عقلية اجتماعية إنسانية سياحية تتكئ على معرفة ووعي وثقافة سياحية ، وهذا الجانب تعنى به مؤسسات المجتمع المدني والفعاليات السياحية قبل الحكومات أحياناً .لذلك لا بد من إرساء قواعد هامة يتم العمل من خلالها على نشر الوعي السياحي لدى الأجيال الناشئة ،مما يتطلب تدخل وزارة التربية والتعليم في الأردن ،للعمل على نشر ثقافة سياحية مثمرة يكتسبها الشباب، وتهدف إلى المحافظة على المواقع السياحية في الأردن ، وتعزز في الطالب روح التعامل المرن مع السياح وتقبله لثقافة الغير ، ويجب أن لا تحتوي مناهج وزارة التربية على وصف للمواقع السياحية فقط ، وإنما يجب أن تركز هذه المناهج على سبل عملية واقعية تعزز اتجاهات واضحة يمكن من خلالها المحافظة على المواقع السياحية وتطويرها.

 

محدودية المناطق السياحية الجاهزة

 

إن قلة ومحدودية المناطق والمواقع السياحية (الجاهزة) لاستقطاب سياحة العائلات. وانخفاض معدلات الدخل الفردي ومستويات المعيشة للأردنيين مما يحد من قدرتهم على الإنفاق على الأنشطة السياحية، ويترتب على ذلك محدودية الدخل القابل للإنفاق.وكبر حجم العائلة الأردنية التي يصل متوسطها إلى حوالي ستة أشخاص مما يزيد من صعوبات الادخار والإنفاق على الأنشطة والمرافق والخدمات السياحية. بل أن كبر حجم العائلة يترتب عليه الحاجة إلى المزيد من النفقات والتكاليف التي ليست بمقدور هذه العائلات. وضعف تنوع البرامج والأنشطة السياحية والترفيهية الموجهة للفئات المختلفة من المجتمع الأردني، بالإضافة إلى ضعف الحوافز والمزايا التشجيعية اللازمة لتنشيط الحركة السياحية المحلية. سياحة العائلات الأردنية تحتاج إلى «الصقل» والكثير من العمل الدؤوب والمخلص لنجاحها قبل أن نجعل من المملكة واجهة سياحية للعائلات الأردنية يجب الحد من ظاهرة والمضايقات.

 

بناء ثقافة إيجابية عند الشباب 

 
إن بناء الثقافة السياحية يحتاج إلى خطط طويلة الأجل تعتمد على تثقيف الشباب بالدرجة الأولى لأنهم سيكونون نتاج هذه الخطط، ولابد أن تقوم وزارة السياحة بدور بارز في هذا المجال لذلك فإن سياحة العائلات لها دور كبير ومهم جداً في تدعيم التواصل الاجتماعي، وسياحة العائلات ليست مجرد ترف أو ترفيه عن النفس بل هي ضرورة نفسية واجتماعية لتعزيز الروابط الأسرية بعيداً عن أجواء المنزل التقليدي، ولذلك من المهم أن نعمل على تدعيم هذا النوع من السياحة وبناء ثقافة إيجابية في المجتمع بين الشباب تدعو إلى احترام خصوصية الآخرين وتعتبر ذلك من الأمور المهمة بالنسبة للعائلة لكي تستمتع بوقتها في إطار من الحرية الملتزمة بخصوصية المجتمع وعاداته وتقاليده.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله