علينا أن نتذكر : الكفراوي كان وراء تعمير الساحل الشمالي
بقلم : جلال دويدار
عندما فكر وخطط رجل التعمير الاول في مصر المهندس «الفواعلي» حسب الله الكفراوي لمشروع احياء منطقة الساحل الشمالي التي تعد من أجمل بقاع الشواطئ المطلة علي البحر المتوسط. كان هدفه ان يحولها إلي مجتمع عمراني سكني سياحي علي نسق الريڤيرا الفرنسية والإيطالية. من هذا المنطلق ربط بين اقامة القري السياحية التي تعاقدت علي شراء أراضي المنطقة من الدولة قبل ان يتولي مهمة وزارة الاسكان والتعمير.. وبين تحقيق هذا الهدف وبعد عمليات لف ودوران وتحايل تمكن من استرداد مساحات من هذه الارض المبيعة ليقيم عليها نماذج لما يحب ان تكون عليه هذه القري السياحية.
***
استطاع ان يقيم علي هذه الارض قريتين سياحيتين هما مراقية وماربيلا ثم اتجه شمالا واختار موقع منتجع مارينا السياحي الذي امتد بطول 10 كيلو مترات علي شاطئ البحر. تضمن مخطط هذا المشروع ان يكون علي شكل مدينة فينسيا الإيطالية من حيث اطلال جزء منها علي البحر مباشرة مع اقامة سلسلة من البحيرات التي تستمد مياهها من البحر لتطل عليها باقي الوحدات والشاليهات. وبفكر اقتصادي حريص علي عدم تحميل موازنة الدولة تكاليف هذه المشروعات قام بتسويقها للحصول علي التمويل اللازم. ولايمانه بأن لا حياة لهذه المشروعات بدون طريق قادر علي استيعاب حركة السفر والتنقل اقدم علي تنفيذ مشروع الطريق المزدوج الممتد حتي مرسي مطروح. الذي يعد حتي الآن عصب الحياة في هذه المنطقة. لقد تابعناه في ذلك الوقت أي منذ 30 عاما ووقفنا إلي جانبه مؤيدين لخطواته. وزيادة في المساندة نظم له اتحاد الكتاب السياحيين ندوة تحدث فيها عن مشروعه الطموح الذي يجري احياؤه الآن.
***
ولانه كان يتمتع ببعد نظر وفكر مستقبلي فقد كان هدفه تحويل كل منطقة الساحل الشمالي إلي مناطق عمرانية وسياحية سواء لصالح السياحة الداخلية او الخارجية. كان ذلك وراء قراره بالزام كل القري السياحية بتخصيص مساحات من الاراضي التي تملكها لاقامة مشروعات فندقية. في نفس الوقت واستنادا إلي ان مسئولية استصلاح الاراضي كان ضمن مسئولياتها فقد عمل علي اقامة مشروعات لاعادة الحياة إلي المناطق الصالحة للزراعة والتي قدرت بما يقرب من نصف مليون فدان. اسند ادارة هذا المشروع الي شركة استصلاح علي اساس ان يتم توزيعها علي الشباب لزراعتها علي مياه الابار إلي جانب مياه النيل التي اقام لها ترعة الحمام. استهدف هذا التحرك ما جاء فيما خطط له بأن تدب الحياة طوال العام في هذه المنطقة من خلال اقامة مجتمعات حضارية تقوم بزراعة احتياجاتها من الغذاء. كان علي ثقة بأنه يسير علي الطريق الصحيح واضعا في اعتباره تاريخ هذه المنطقة التي كانت بمثابة اكبر المناطق الزراعية في عصر الرومان حيث كانت زراعتها تعتمد علي الامطار ومياه الابار التي مازالت موجودة حتي الآن.
***
من المؤكد ان هذا الفكر التعميري السياحي قد تولد من المبادرة التي كان قد اقدم عليها الدكتور عبدالقادر حاتم ابان عهد الرئيس جمال عبدالناصر عندما كان يتولي مسئولية وزارتي الاعلام والسياحة. تجلي ذلك في نجاح اقامة فندق سيدي عبدالرحمن الذي اختار له اجمل موقع علي البحر المتوسط والذي يقع في محيطه الآن مشروع شركة إعمار الاماراتية «مراسي». اذن فقد كان المهندس الكفراوي يملك فكرا خلاقا مثل الذي كان يتمتع به الدكتور حاتم رائد حركة الانطلاقة السياحية الحديثة في مصر.